228 مشاهدة
روبي صاحبة المواقف الجدعة ولحظات الحلم والمُر
تقف في منتصف الطريق متعبة، صامتة تماماااا لا تعبر عما أغانيه سوى بالسكوت.
تسمي هند الله أكثر من مرة بصوت عالٍ، لعل روبي تستفيق من أزمتها.
بسم الله…بسم الله…بسم الله الرحمن الرحيم.
يخرج ياسر بعض المياه لروبي حتى تقوم من ركودها.
نجلس سويا أنا وهند وجيهان بين الدعاء لروبي ونوبات ضحك متواصلة على مآلنا بعدما تعطلت فجأة.
اقرأ أيضا…عندما تركت سوسو الرقص واتجهت للكتابة
تدور روبي بعدما عرف ياسر صديقنا كيف يحايلها ، وتخرج عن صمتها ويتحول السكوت لحركة تنقلنا من أماكننا لبيوتنا الآمنة.
لم تعد روبي مجرد سيارة، أصبحت صديقتنا التي تعتني بنا وترعانا بعد تأخرنا بالخارج.
حماية البنات اللاتي دائما تلاحقهن عقارب الساعة عند لحظات استمتاعهن بالأمان والحياة التي يعيشونها مع الأصدقاء وبالأصدقاء
لا أفهم في أنواع السيارات، ولكن روبي سيارة متوسطة الحجم ، مهما غير فيها ياسر من تصليحات وإضافات تبقى كما هي بالنسبة لي ولجيهان (جي جي)
نفس الروح ونفس الاختباء فيها من ضعفنا أحيانا والجلوس فيها حتى ننتهي من البكاء حتى الشفاء مما يضيق صدورنا، ونفس الحالة التي تذكرنا بتفاصيل هند عبد السلام رحمها الله.
زغاريد هند بالسيارة في الأوقات التي نسرقها من الساعة قبل دخولنا بيوتنا.
تصفيق هند وغناها مع أغاني السيارة، ومحاولاتها إشراكي معها حتى تتأكد أن مزاجي تغير إلى الأفضل.
سيارة ياسر والذي أطلق عليها روبي احتوت لحظات هامة بحياتنا المؤلم منها والسعيد أيضا.
مشاوير الأفراح وأوقات سعادتنا بحفلات توقيع كتب أصدقائنا وكتابي على وجه الخصوص.
جنازة هند رحمها الله التي احتوت دموعنا فيها وخرجت بسرعة لم نعدها بهذه السيارة خلف جثمان هند لتودعها معنا لأنها تعلم جيدا ، كانت هند حائط الصد الذي يقف بيننا وبين أفكارنا المخيفة وبيننا وبين من يلحقون بنا الإيذاء وبيننا وبين القلق والخوف وبيننا وبين |أنفسنا أحيانما عندما نقسو عليها وعندما نجلدها ون داعٍ.
احتوت هذه السيارة دموعنا التي كان يجففها الهواء الداخل من شبابيكها.
واحتوت عصبيتنا أوقات المشادات الكلامية التي انتهت يوما بتقبيل هند لرأسي لأنها كانت دائمة لتقدير مشاعر الآخرين.
أؤمن الآن أن كل شيء ليس فقط يسبح بحمد الله، ولكن ربما يستوعب ما نمر به وإن كانت سيارة.
فسلام كبير لروبي السيارة صاحبة أجمل قلب غير مرئي ولكن موجود بالذكريات التي تجمعنا عليها مازلنا نصنعها بحب ونزيدها من أرواحانا.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
