روبي وإيه اللي حصل في السنبلاوين!

تدين الفنانة روبي بالفضل في مسيرتها الفنية إلى شخصين الأول شريف صبري الذي قدمها إلى الوسط الفني في أول بطولة سينمائية مطلقة في فيلم “سبع ورقات كوتشينة” والثاني هو الموسيقار محمد رحيم الذي أطلق شهرتها كمطربة بداية من أغنية “ليه بيداري كده” التي كانت زلزلًا فنيًا في بداية الألفية الجديدة.

انطلقت روبي تجرب حظها في مضمار الغناء مع محمد رحيم الذي تعامل وفق إمكانياتها الصوتية البسيطة واستطاع تشكيل هوية غنائية مختلفة لها، وحققت معه نجاحات متتالية وصولًا إلى محطة أغنية “يا الرموش” التي كانت آخر ما غنت قبل توقفها عن الغناء لفترة حيث فضلت التركيز على التمثيل أكثر في وقت كان سوق الغناء يشهد عدة أزمات إنتاجية عديدة.

عادت روبي مؤخرًا كي تحيي مسيرتها كمطربة عبر سلسلة من الأغنيات أعادتها إلى الواجهة مرة أخرى لكن هذه المرة مع موهوب آخر هو “عزيز الشافعي” الذي استكمل مشروع رحيم معها لكن على طريقته الخاصة، أما على مستوى التمثيل فقامت مؤخرًا ببطولة فيلم “عصابة المكس” الذي بدأ عرضه مع إجازة عيد الأضحى وظهرت فيه أغنية “السنبلاوين” حيث كانت مفاجأة في عودتها للتعاون مجددًا مع محمد رحيم الذي كتب ولحن الأغنية ووزعها عمرو الخضري.

الأغنية لم تظهر بشكل كامل داخل أحداث الفيلم المفترض أن روبي تقوم فيه بدور مطربة أفراح من مدينة السنبلاوين، ثم بعد عرض الفيلم بفترة قررت إطلاقها كاملة في خطة تسويقية في قمة الذكاء حيث تعيد تذكير الجمهور بالفيلم وفي نفس الوقت تطرح كأغنية منفردة لها.

كلمات رحيم صيغت من منطلق أنها أغنية فرح شعبي تحتفي فيها المطربة وتفتخر بمدينة “السنبلاوين”، ميزة صياغة الأغنية هي الانسيابية في الكلمات بالأخص التوظيف الجيد لكلمة “السنبلاوين” الصعبة في النطق، ثم  التركيز على صور الحياة في أقاليم الدلتا  تحديدًا التي تنتمي إليها المدينة، مع كثير من الصور والتقطيعات السريعة التي لم تخلو من إفيهات طريفة جدًا

“دا عليهم حبة بط يحَلوا الشط، تلاقي البلطي في عينك نط، تلاقي المحشي كرنب اتحط يسَمَّع في الصين، وبجد دي أكبر فجوة، لما البلح يصبح عجوة، أطلع بقى على ماما نجوى، هتطلعك في التليفزيون”

لكن أهم ما في الأغنية هو لحنها القوي جدًا، تركيز رحيم على تقطيعات اللحن السريعة وهي بصمة مميزة جدًا في أغاني الـ Hits التي يصنعها ويمكن الرجوع إلى أرشيفه القوي فيها على سبيل المثال “صبري قليل” لـ شيرين “راميني، بالليل تنام العيون” لـ هشام عباس بالإضافة إلى العديد من الأغنيات الأخرى.

ميزة أخرى وهي الأنتقالات اللحنية حيث بدأ بغناء ريستاتيف على مقام النهاوند وهي المقاطع التي تغنيها روبي في البداية بإيقاع سريع جدًا، ثم يعطيك فرصة لإلتقاط الأنفاس في اللزمة الرئيسية أو السينيو التي يتحول فيها بشكل عبقري إلى مقام الكرد بداية من مقطع “اللي تحبه يسف سف” ثم العودة بعد ذلك إلى الجملة الرئيسية على مقام النهاوند.

توزيع عمرو الخضري رغم أنه على نمط الإليكترو شعبي إلا أنه غير مزعج بالمرة، بدأ بومضات من الكيبورد وصولو من الناي مع إيقاع وصقفة، في خلفية الغناء الريستاتيف تظهر تلك الومضات بشكل لافت جدًا من الكيبورد والاكورديون الذي يرد على الغناء بخفة، ثم يحدث انقلاب موسيقي في جملة الفاصل الرئيسية التي انتقل فيها إلى البياتي الشرقي بجملة تشعرك وكأنك في قلب فرح شعبي.

إقرأ أيضا

أن تكون صحفيًا في غزة .. بين الجوع والمقامرة بالحياة

الأغنية درس في صناعة الأغنية الـ Hits وتبرز إمكانيات الملحن محمد رحيم كواحد من أهم الملحنين على الساحة وأكثرهم إلتقاطًا للجمل اللحنية الـ Catchy  التي تعلق في الأذن بسهولة، بالإضافة إلى منطقه في التعامل مع روبي وفق إمكانياتها الفنية البسيطة فلا يمنحها ثوبًا لا يليق عليها وعودة موفقة جدًا للتعاون معها.

محمد رحيم وعمرو مصطفى وقصة الصراع بين الموهوب والمصنوع