“رومانسية الزعماء”.. لقطات عاطفية من حياة رؤساء مصريين
وراء كل صوت مُفعم بالقوة نبرة هادئة تنطق بكلمات تطيب لها القلب، وخلف كل شخصية قوية رجل له قلب ينبض بهدوء وسكون، ومع كل نظرة حادة صارمة تجدها في عينه ورائها نظرات هادئة حنونة، إنه الجانب الرومانسي في حياة أغلب الزعماء الذي يعكس ما يبدو عليه من قوة وصرامة وجدية أمام العامة إلى حب ورومانسية وحنين أمام محبوبته وزوجته.
يروي الكاتب والمؤرخ المصري مؤمن المحمدي في كتابه “نساء الزعماء.. أسرار الحب في قلوب أصحاب الفخامة” مشاهد تاريخية توثق الجانب العاطفي في حياة الزعماء العرب ليثبت أن الحب بمقدرته أن يتسلل إلى قلوب من كانت حياتهم مليئة بالصرامة والقوة ولا يعرف طريقها اللين.
“جمال عبد الناصر وتحية كاظم”.. حب لا يعرف الاستسلام
ذكر “المحمدي” في كتابه- المذكور اسمه سابقًا- أن الآنسة “تحية كاظم” استطاعت أن تجذب “جمال عبد الناصر” عندما كان يبلغ 24 عامًا من عمره من أول نظرة لها وقتما كان يزور صديقه “عبد الحميد” في بيته، وحينها رأى بنت “رقيقة، صغيرة، هادئة الملامح” تقدم له أصول الضيافة بكوب من الشاي من هنا بدأ قلب صاحب السمو ينبض.
وبعدها تكررت زيارات “عبد الناصر” لصديقه “عبد الحميد” ليرى”تحية”، وبعد فترة قرر أن يخطبها عمه وزوجته إلا أن أخوها رفض بحجة أن شقيقتها الكبرى لم تتزوج بعد وقرر الانتظار حتى تتزوج أختها، وبعد عامًا تقدم مجددًا لخطبتها ليتم رفضه مرة أخرى بسبب طبيعة عمله العسكري.
وقالت “تحية”: “كنت في قرارة نفسي أريد أن أتزوج اليوزباشي جمال عبد الناصر.. كانت تقاليد العائلة في نظري أن لي الحق في رفض من لا أريده، ولكن ليس لي الحق في أن أتزوج ممن أريده”.
وبعد عدة أشهر توفيت والدة “تحية” وكانت تعيش مع أخيها بمفردها في البيت، وذات مرة أخبرتها شقيقتها بأن عم “جمال عبد الناصر وزوجته” سألوها في زيارة لها في بيتها عن “تحية” أخبرتها أن “عبدالناصر” مازال يحبها ويطلب الزواج منها وحينها رحب أخوها وحدد ميعاد لمقابلة “عبدالناصر” في يوم 14 يناير 1944.
وذكرت “تحية”: “قابلت جمال مع أخي، وتم تحديد الخطوبة ولبس الدبل والمهر وكل مقدمات الزواج بعد أسبوع، وطبعاً كان الحديث بعد أن جلست في الصالون فترة وخرجت، وفي 21 يناير سنة 1944، أقام أخي حفلة عشاء دعونا فيها أقاربي، وحضر والده وعمه وزوجته، وألبسني الدبلة وقال لي إنه كتب التاريخ يوم 14 يناير، وكان يقصد أول يوم أتى لزيارتي”.
وفي 29 يوليو 1944 تزوج “جمال عبد الناصر” السيدة “تحية كاظم” بعد خمسة شهور من الخطوبة وظلت “تحية” تذكر تلك التفاصيل دائمًا في حياتها لتقول: “طوال 18 عاما، كان الرئيس فقط زوجي الحبيب، أي لا رئاسة جمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية”.
“السادات وجيهان”
كان “محمد أنور السادات” يكبر “جيهان” بـ 15 عامًا، وعندما طلب الزواج منها كان مطلق ولديه ثلاث بنات، وحينها قررت “جيهان” تحدي عائلتها والوقوف أمام عاداتها وتقاليدها والدخول في صراع مع والدتها الإنجليزية من أجل الزواج من “فلاح مصري مفصول من عمله” على حد تعبيرها.
كانت “جيهان السادات” تقضي الصيف في السويس برفقة عمتها وزوجها الذي كان له علاقة وطيدة بـ “السادات”، وفي صيف عام 1948 سمعت قصة تدور حول ضابط متهم في قتل أمين عثمان، وزير المالية المصري حينها، وكانت دائمًا تسمع عن تضحياته في الجيش حتى خرج من السجن، حينها بكت من الفرحة.
وعندما خرج “السادات” والتقى بزوج عمتها “حسن عزت” رأته “جيهان” لأول مرة وكانت منبهرة بصوته وهدوئه، وبدأت تسأله عن حياته في السجن ومعتقداته وأكثر ما كان يبهرها عندما كان يحكي عن فترة سجنه بنوع من الفخر حينها اكتمل أمامها صورة “البطل الأسطوري”.
وفي عيد ميلادها الـ 15 قدم “السادات” لـ “جيهان” “أغلى هدية” كما تصف، فهو لم يكن يملك مالًا كي يشتري لها هدية، ولكن قرر أن يغني لها أغنية فريد الأطرش “يا ريتني طير وأطير حواليك” وبعدها بفترة قرر الطرفان الزواج بعد جدال طويل دار بين “جيهان” ووالدتها المتشددة لمقابلة أنور السادات.
وقالت “جيهان”، إن المقابلة بين والدتها و”السادات” كانت جيدة إلى أن سألته والدتها عن رأيه في “تشرشل”، فرد قائلاً: “حرامي”. وهنا زاد الأمر سوءًا وتعقدكثيرًا، ولكن “جيهان” وقفت أمام أهلها وأصرت على الزواج بأنور، قائلة: “لو متجوزتوش مش هتجوز غيره”، وبالفعل تم الزواج في أسوأ الظروف المادية والاجتماعية من أجل العيش مع حبيبها الذي أصبح بعد أكثر من 20 عاماً رئيس أكبر الدول العربية.
“مبارك وسوزان”.. شقيقة تلميذه
بعد تخرج “محمد حسني مبارك” عمل استاذًا بكلية الطيران، ونشأت صداقة بينه وبين أحد الطلبة الذي دعاه ذات مرة لزيارة في منزله وحينها تعرف “مبارك” على أفراد أسرته ومن بينهم “سوزان” التي كانت شقيقة تلميذه وأعجب بها كثيرًا وقرر الارتباط بها.
وكان “مبارك” في سن الـ 30 من عمره وسوزان كانت تبلغ 18 عامًا، لكن ذلك لم يمنع الارتباط بينهما، وقرر “مبارك” التقدم لخطبتها وتمت الخطبة في شهر أكتوبر 1956، وتم الزواج في عام 1959 وعاشا الطرفان في ظروف مادية صعبة، ولكن “سوزان” لم تكن تعترض لأنها كانت مغرمة بالملازم ثان آنذاك إلى أن أصبح رئيسًا للجمهورية في وقت من الأوقات.
اقرأ أيضًا.. عمر الشريف وفاتن حمامة.. قصة حب بدأت بقبلة