همتك نعدل الكفة
1٬994   مشاهدة  

ريم وبربري .. عن سذاجة المرأة كسلعة رائجة

ريم وبربري
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لا أنكر تلك الابتسامة الخفيفة التي ترتسم على الشفاه بمجرد أن تزحف سبّابتك على شاشة الموبايل فتخد نفسك دخلت في مثلث برمودة المسمى بـ “الريلز”، أو دوامة الفيديوهات المتتالية القادرة على ابتلاعك دون أن تعطيك فرصة لثوانِ ترفع فيها يدك أعلاها لينقذك أحدهم .. لا أنكر تلك الابتسامة الخفيفة التي ترتسم على الشفاه بمجرد ظهور فيديو لمحتوى الثنائي “ريم وبربري”، فالثنائي – الأبرز حاليًا- من حيث تقديم محتوى الـ Reality shows، وهو نوع من أنواع المحتوى الذي ظهر أول ما ظهر في البرنامج الأمريكي Queen for a Day في عام 1945 بمقدمه المذيع جاك بايلي .. ويعتمد هذا المحتوى على تقديم ردود الأفعال الطبيعية من خلال تصوير موقف طبيعي بين الأشخاص يظن المشاهد في أول الأمر ان القصة بناءً على سيناريو مُسبق، لكنه في حقيقته يكون طبيعيًا بنسبة مائة بالمائة، وتكمُن صعوبته في انتقاء المذيع وإعداد البرنامج تلك المواقف البارزة التي يمكنه من خلالها أن يبهر ويدهش الجمهور لكنه يحافظ على تلقائية الموقف .

 

 لا يمكن رمي المحتوى المُقدم كله في سلة واحدة، فـ “ريم وبربري” يقدمان محتوى مقبول إلى حد ما بالنسبة لمهاوييس المحتوى الذين يعتمدون على ثنائية نَهم الطعام، والغواية الجنسية المستترة، وهي الثنائية التي تداعب الغرائز فتصنع التريند مباشرةً دون عناء وهم كثيرين للغاية، كثيرين لدرجة أن يحتاجوا مقالًا مخصوصًا بأسمائهم وألقابهم ولعل أشهرهم (أ،ز) و(ح،و) .. لكن ريم وبربري أيضًا ليسا بريئان إلى هذا الحد (الكيوت) الذي تتصوره .. إنهما يلعبان في منطقة بعيدة تمامًا عن الغريزة المباشرة، لكن بها من الرجعية وترسيخ المفاهيم المغلوطة تحت الجلد .. ولا شك أن هذا ليس كل ما يقدمانه .. لكننا بصدد نقاش تلك النقطة تحديدًا .

YouTube player

إحدى تحديات ريم وبربري

 

اشتهر “ريم وبربري” أول ما اشتهروا بفيديوهات التحديات، وهي فيديوهات سبق تقديمها في قنوات اليوتيوبر في الولايات المتحدة الأمريكية .. لكن ريم وبربري استخدموا اسلوب ترويجي تظهر فيه المرأة دائمًا ذلك الكائن الساذج (العبيط) الذي لا يمكنه الخروج من عملية حسابية بسيطة بنتائج صحيحة، ذلك الكائن المغيب الذي لا يعرف الألوان من بعضها، ولا يعرف فك شفرة نُكتة أو فزورة بسيطة .. ذلك الكائن الغبي الذي تعتريه العصبية بمجرد وضعه تحت ضغط بسيط .. وهذا هو فحوى الخطاب الترويجي على السوشيال ميديا وفيه مضامين عدة، أهمها تلك النظرية المروَّج لها بنقصان عقل المرأة، وضعف شخصيتها، وتفوق الرجل الدائم عليها دون النظر لإمكانيات واجتهاد الأشخاص، فقط لمجرد كونها المرأة توضع في مكانة أقل قبل النظر إلى من تكون هذه المرأة وما إمكانتها؟

 

إقرأ أيضا
الفايكنج

وليس المقصود من كلمات هذا المقال هو إلقاء “ريم وبربري” بالتهم، لكن المقصود هو تنبيههم للعدول عن تلك الطريقة لتريند يمكن أن يكون غير مقصود، أو لا يعيا لخطورة ما يقدمانه على اللا وعي الجمعي، وكما أن المذيع مسؤول عن كل كلمة تخرج من فاه، لابد أن يراجع كل يوتيوبر وصانع محتوى محتواه .. لأننا في زمن يمكن فيه لثنائي مثل “ريم وبربري” تغيير وعي فئة ليست بقليلة من المشاهدين .

الكاتب

  • ريم وبربري محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
4


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان