رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬670   مشاهدة  

نعم .. أنا ” مسلم كيوت ” وأفتخر

مسلم
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



هل أنت مسلم كيوت ؟

لكل جماعة رجعية طريقة لابتزاز الشباب ، طريقة تصل في النهاية إلى أن يحمل هذا الشاب سلاحًا ويحمل العلم الأسود ويختل توازن عقله ويهتف بأن المجتمع جاهليًا يجب تقويمه بالقوة ، وفي النهاية نسمع عن عملية إرهابية فاعلها كان شابًا عاديًا يجلس أمام شاشة الفيس بوك طوال النهار ولا سابقه له في الانضمام لجماعات الفكر المتطرف .. إذًا ما الذي حدث في الفترة بين كونه شابًا مسالمًا حتى أصبح إرهابيًا دمويًا ؟

الابتزاز .. الابتزاز وحده قادر أن يجعلك تتخلى عن لين القلب ، والخجل ، والسماحة .. ويتجه بك للوحشية ، والصلافة ، والتجهّم .. بالضبط كأن تقول لأصدقائك الذين شربوا من جلفنة هذا الزمن أنهارًا أنك ضد المعاكسات والتحرشات اللفظية ، فيضحك أحد الحمقى ويقول : “أنك ليس لك في النسوان” فتتحول إلى أكبر متحرشي الكوكب لتثبت له العكس .. مبروك أنت الآن متحرش وأحمق .

وربما لن يصادفك مصطلحًا صنعه أصحاب الفكر المتطرف بقدر ما سيصادفك مصطلح “المسلم الكيوت” ، والـ “المسلم الكيوت” مصطلح يطلقه شيوخ التريند ودراويشهم على كل من يتوخّى الحذر في كلماته كي لا يجرح غير المسلمين ، المسلم الكيوت في قاموس المتطرفين هو الرجل الغير مؤذي ، الرجل الذي يحتفظ بدينه داخل قلبه لا يستخدمه سلاحًا يضايق به الناس ، الرجل المسالم الذي يحتفظ برأيه لنفسه إذا شعر أن رأيه هذا سيسبب جرحًا غائرًا في نفس صاحبه ، الرجل الذوق الهادئ الذي لا يمشي بين الناس متكبرًا، الذي يحمل الدين خفيفًا بقلبه ، مبتعدًا عن الغلظة والتحجّر .

بالأمس رأيت نتيجة ما وصل به هذا المصطلح بالناس ، حين علّق أحد المغردين مستنكرًا آخر حينما حث المغردين على أن يحترم كل منّا حرية الآخر الشخصية ، فقال له متسائلًا : أنت مسلم كيوت من بتوع لكم دينكم ولي دين ؟ … وكأن هذه الآية الكريمة لم تذكر في كتاب الله عز وجل ، والحقيقة أن ما سيصل له كل من يخضع لذلك الابتزاز لن يختلف كثيرًا عن صاحب هذا التعليق ، فالغلظة والتحجر ليسا من الدين في شئ ، ولو كان الرسول صلي الله وسلم على قيد الحياة لأمر الناس باللين والرفق ، ولعل مواساة الرسول الكريم لطفل مات عصفوره أكبر رد على كل هذه الادعاءات التي تحض المسلم على أن يكون قليل الذوق

 

 

إذا مر الرسول ببيت أنس رضي الله عنه يسأل عن الصبي زايد، لكنه كناه “أسماه” أبا عمير للمداعبة، وكان لهذا الطفل طائرا صغيرا يشبه العصفور ، فقال له: يا أبا عمير ماذا فعل النغير؟ “رواه البخاري” فتبسم الطفل الصغير.

وبعد أيام، وبينما كان الرسول الكريم، يمر أمام بيت أنس فسأله عن أحواله، وعن أخيه، فأجابه أنس أن عصفور أبي عمير قد مات، وأنه حزين جدًا لموت الطائر.

فأقبل الرسول مسرعًا إلى الصبي الصغير، وأخذ يوسيه ويخفف حزنه، حتى رمى الطفل بنفسه في حضن النبي وهو يبكي ويقول: لقد مات النغير .. لقد مات

وأخذ النبي يواسيه ويلاعبه، حتى نسى الطفل حزنه، وتبسم الصبي الصغير وفرح لكلام رسول الله

 

كان الرسول عليه الصلاة والسلام قادرًا على ألا يلتفت إلى الطفل من الأساس ، رجل يحمل على عاتقه نشر الرسالة الإلهية ، يحمل هموم أمة تحاط بها المخاطر من كل الاتجاهات ، سيوف الأعداء تحاوطه ، لكنه لم ينس أن يواسي طفل مات عصفوره ، كي يترك لنا أثرًا في اللين والخجل والحنين .

 

إقرأ أيضا
قبر النبي إبراهيم

كيف يزايدون علينا ؟

هناك طريقة أكثر مزايدة يتبعها المتطرفون كي يضعونك في كورنر المنحلين، أنت تقول أنك لا تريد أن تتدخل في أمور الغير ، هم يقولون أنك تريد أن تشيع الفاحشة في المجتمع .. أنت تنادي بالرحمة واللين بين الناس ، هم يقولون أنك تريد أن تفرط في دين الله … هم دائمًا يزايدون عليك ، إذ لم تنادي برفع السيف فأنت غير مسلم في وجهة نظرهم .. إذا لم تنادي بضرورة تكفير الغير فأنت غير مسلم في وجهة نظرهم .. أنت دائمًا خارج عن الملة إذ لم تعقّب حتى على ما يقولونه .

 

مئات من الآيات الكريمة في القرآن الكريم تدعو للرحمة والتراحم وترك المرء لما لا يعنيه، أحدايث كُثّر ومئات من المقولات تدعو للرفق بالناس ، لكن المتطرفين يريدون أن ينزعون الرحمة من الدين ، الحب من الدين ، يريدونك شخص طاغي على حقوق ومشاعر الغير بحجة التدين .. يريدونك رجلًا بلا قلب ، يريدونها امرأة فقدت مشاعرها .. يريدوننا مصاصين دماء ، لكننا في الحقيقة يجب أن نفخر لكوننا “مسلمين كيوت”

 

الكاتب

  • مسلم محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
14
أحزنني
0
أعجبني
5
أغضبني
6
هاهاها
3
واااو
5


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان