همتك نعدل الكفة
504   مشاهدة  

رُغم الاختفاء عن الأضواء.. نجوم بريئة لن تنساها الشاشة العربية كيف صاروا الآن؟

أطفال لم تنساهم الشاشة العربية رُغم اعتزال الفن


بين المسرح والسينما والتلفزيون، لطالما كانت مصر تنعم بوسط فني ثري، وحظيت بكوكبة من الفنانين والفنانات الذين ترجموا حبهم وتقديرهم للفن بأعمال فنية مُتقَنة أبهرت المُشاهد العربي ليس المصري فحسب، لذا لم يكن من السهل أن تلمع في الوسط الفني إلا إذا كنت بالفعل موهوبًا، وقد برع في ذلك أطفال رغم صغر سنهم استطاعوا خلق المتعة للمُشاهد؛ فأصبحوا نجومًا لكنهم لم يكملوا المسيرة واختفوا عن الأضواء.

 

ورغم مرور السنين لا زالوا عالقين بأذهاننا، حتى أننا لا نمل من مشاهدة أدوارهم وترديد بعض أقوالهم من الأعمال الفنية التي شاركوا بها، فأردنا تسليط الضوء على البعض منهم:

 

جمعهما مسلسل أوراق الورد كما جمعهما الاعتزال مبكرًا

 

ففي عام 1972م، كان بداية الانطلاقة لطفلين موهوبين قدما العديد من الأعمال الفنية الناجحة، هما “مدحت جمال” و”عمرو سهم”، وعلى الرغم من البراعة والحضور المتميز لم يكن من المُقدر لهم الاستمرار في المجال الفني، فعلى سبيل المثال “مدحت جمال” غاب عن الأضواء ما يقرب من 40 عامًا، بعدما قدم 23 عملًا متنوعًا ما بين مسرح وسينما وتلفزيون، فعندما كان في المرحلة الثانوية شعر بعدم استطاعته التوفيق بين الدراسة والفن، فوقع اختياره على استكمال دراسته وتوجيه نظره إليها حيث كان يطمح في دخول كلية الطب، لكنه لم يوفق لها فالتحق بكلية التجارة، ثم درس أيضًا بالجامعة الأمريكية مجال علوم الكمبيوتر فأحبه وتخصص به، كما أنه سافر إلى دولة الكويت الشقيقة ليعمل بها قرابة 10 سنوات، ولا زال “مدحت” يعمل كاستشاري برمجيات وهو يبلغ من العمر57 عامًا، وأبًا لأربعة أبناء “رنا، انجي، محمد، ومروان”.

الفنان "مدحت جمال".. بعد 40 عامًا من الاعتزال
الفنان “مدحت جمال”.. بعد 40 عامًا من الاعتزال

مسيرة مشرقة للطفل “مدحت جمال” بُديئت وهو في الخامسة من عمره عام 1971م، حين رأى والده إعلان فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” عن مسابقة لاختيار الأطفال الموهوبين للمشاركة في مسرحية “موسيقى في الحي الشرقي”، وقد قام والده بالتقديم له في المسابقة حيث رأى فيه الموهبة من خلال تقليده لبعض الممثلين، ليتفاجأ “مدحت” بعدد كبير من المتقدمين للمسابقة، ولجنة مكونة من قامات أصحاب باع كبير في الوسط الفني كالفنان “جورج سيدهم” والفنان “حسن عبد السلام” والمخرج “نور الدمرداش”، والعجيب أنه حين سُئل في اللقاءات التي أجريت معه عما قدمه لهذه اللجنة الموقرة ليفوز بالمشاركة في المسرحية أجاب قائلًا ” سألونى 3 أسئلة جاوبت عليهم كلهم بالنفي، قالولي بتعرف تمثل قولتلهم لا، بتعرف تغني، قلت لا، بتعرف ترقص قلت لا، فسألوني أمال إيه اللي جابك، قولتلهم بابا اللي جابني”، وكانت هذه العفوية هي السبب الرئيسي في وقوع الاختيار عليه ضمن 8 أطفال آخرين شاركوا بهذا العمل.

 

جمعت “مدحت” و”جورج سيدهم” علاقة طيبة حيث كان بمثابة أب، ويهتم أيما اهتمام بأدق التفاصيل من مأكل ومشرب وعناية فائقة بالأطفال المشاركين بالتمثيل حتى أنه كان يحرص على الاحتفال بأعياد ميلادهم، وذات مرة قام بإلغاء عرض مسرحية “روميو وجوليت” لارتفاع درجة حرارة “مدحت” والذي كان يبلغ حينها 8 أعوام، كما أرسل له طبيبًا إلى منزله من شدة حرصه، ما جعل الوصال مستمرًا إلى أن تُوفي الفنان القدير.

 

دور الطفل “عاطف” في فيلم “الحفيد” كان أشهر أعمال “مدحت” وشارك فيه مع نجوم كبار “نور الشريف، ميرفت أمين، محمود عبد العزيز، عبد المنعم مدبولي، كريمة مختار، وغيرهم”، والذي كان يتم تصويره في فترة حرب أكتوبر ثم عُرض عام 1974م، وتوالت الأدوار التي جمعته بعملاقة في الوسط الفني منهم الزعيم “عادل إمام” والفنان “سمير غانم” والفنانة “وردة”، وبمنتصف السبعينات أنهي “مدحت” مشواره الفني، ثم عاد سنة 1982 بمسلسل كان ياما كان، وبعدها اختفى نهائيًا عن الأضواء، حتى أنه قام بالاعتذار عن المشاركة في فيلم الباطنية والذي شارك فيه الطفل “عمرو سهم” الذي ذكرناه سابقًا، وجمعهما مسلسل أوراق الورد مع الفنانة “وردة” الذي ما زال حيًا بأغانيه الشهيرة “أنا عندي بغبغان غلباوي بنص لسان”، “كل سنة وأنتي طيبة يا مامتي”.

 

"عمرو سهم".. الفنان ثم المهندس المعماري
“عمرو سهم”.. الفنان ثم المهندس المعماري

“عمرو سهم” مهندس معماري، يبلغ من العمر 54 عامًا، قرر الاهتمام بالحياة الدراسية واعتزال الفن بعد أن ترك أعمالًا بارزة بالشاشة العربية منها “عالم عيال عيال عام 1976م، وتمضي الأحزان عام 1979م، أوراق الورد عام 1979م، الباطنية عام 1980م”، كما تميز “سهم” حين شارك مع الفنانيّن المصرييّن “أحمد مظهر” و”مجدي وهبة” والممثليّن الأمريكيّين “Peter Graves” و”Cameron Mitchel” بالفيلم الأمريكي “The Guns and the Fury” وذلك عام 1981م.

 

“عزت” و”عقل”.. كلٌ له طريقته في إمتاع الجمهور

 

وهناك أيضًا ممن اعتزلوا الفن من لم يبتعدوا كثيرًا عن إمتاع الجمهور، فوظائفهم تخدم المجال الفني أو الإعلامي بشكل أو بآخر، كالفنان “أحمد عزت” الذي سلك طريق الفن منذ كان في الرابعة من عمره، وقام بتجسيد أصعب الأعمال التراجيدية كدوره “خليل حسن خليل” في مسلسل الوسية.

الفنان "أحمد عزت" قرر الاعتزال وهو في الثالثة عشرة من عمره
الفنان “أحمد عزت” قرر الاعتزال وهو في الثالثة عشرة من عمره

وشارك بالعديد من الأدوار المهمة في الأعمال الدرامية والبرامج ومسلسلات الأطفال الشهيرة مثل بوجي وطمطم، وبسبب كثرة الأعمال الفنية والتزامه بمواعيد تصوير طويلة انشغل عن دراسته وشعر بأنه لم يتمتع بطفولته فقرر الاعتزال وهو في الثالثة عشرة من عمره، وهو حاليًا يبلغ من العمر 45 عامًا، ولديه ابن وابنة، ويعمل مديرًا للمونتاج في إحدى القنوات الفضائية، وهي وظيفة تتميز باعتمادها على الروح الفنية بشكلٍ كبير، كما امتع “أحمد عقل” الجمهور بطريقته الخاصة، حيث أصبح مخرجًا للإعلانات، والذي ترك الوسط الفني منذ مطلع الألفينيات، والذي تميزت أدواره بالتنوع والتي كان أشهرها الطفل “سقراط” بفيلم جحيم تحت الماء بصحبة النجم “سمير صبري”.

 

"سقراط" أشهر أدوار الفنان "أحمد عقل"
“سقراط” أشهر أدوار الفنان “أحمد عقل”

 

“بيروز” الاسم الحقيقي لأشهر طفلة في السينما المصرية

 

ومن الطبيعي ألا انسى بهذا الصدد الحديث عن أشهر طفلة في السينما المصرية المُلَقبة بالطفلة المعجزة لتمتُعِها بموهبة غير عادية في التمثيل والاستعراض والغناء؛ حتى أنها لم تكن تكتفي بالنص المكتوب لها في السيناريو فقط بل كانت تضفي عليه طابعها الخاص بتلقائيتها المبهرة.

الطفلة المعجزة "فيروز"
الطفلة المعجزة “فيروز”

وكان الفنان الكوميدي الراحل “إلياس مؤدب” سببًا في اكتشافها حين أُعجب بحركاتها الاستعراضية أثناء عزفه للكمان في منزل والدها الذي كان صديقًا له، ثم تبناها فنيًا الفنان الكبير “أنور وجدي” فكان أول أعمالها فيلم “ياسمين” من إنتاجه والذي حقق نجاحًا كبيرًا وكانت حينها في السابعة من عمرها وذلك عام 1950م، وتوالت أعمالها الفنية حتى أصبح رصيدها الفني متمثلًا في 10 أعمال فنية، أشهر هذه الأعمال فيلم “دهب” والذي شاركت في بطولته مع الفنان “أنور وجدي” والفنانة “ماجدة” وكانت تبلغ من العمر 10 سنوات، إنها الطفلة “فيروز” والتي ولدت في القاهرة عام 1943م وكانت تنتمي لأسرة ذات أصول أرمينية واسمها الحقيقي “بيروز” لكن “أنور وجدي” استبدله بالاسم الذي اشتُهِرت به “فيروز”، واختارت “فيروز” عام 1959م الاعتزال والابتعاد عن الأضواء، وتزوجت من الفنان الراحل “بدر الدين جمجموم”، وفي عام 2016 فارقت “فيروز” الحياة عن عمر يناهز 72 عامًا بعد صراع مع مرض الكلى.

 

إقرأ أيضا
الدكتور شريف فاروق وزيرا للتموين

فصيح السينما المصرية.. ما بين الاعتزال والعودة للأضواء

 

وكما أن “فيروز” لقبت بالطفلة المعجزة فإن “أحمد فرحات” لقب أيضًا بالطفل المعجزة أو فصيح السينما المصرية؛ حيث بدأ مشواره الفني وهو في الثامنة من عمره وبرُغم جسده الصغير كان يتميز بحضور قوي وحس فكاهي لا يضاهى ظهرا في أعماله السينمائية، والتي كانت أولها عام 1958م بفيلم “مجرم في إجازة” بطولة وحش الشاشة “فريد شوقي” والفنانة الكبيرة “صباح”، والذي قام فيه بدور الطفل “مرزوق” بعد ترشيح المخرج “صلاح أبو سيف” له وذلك بعد أن اكتشف موهبته خلال مشاركته في المسرح المدرسي وهو بالمرحلة الابتدائية، وقد كافأه “أبو سيف” بعد نجاح عمله الأول فصرف له 10 جنيهات والتي كانت بمثابة مرتب والده الشهري.

فصيح السينما المصرية "أحمد فرحات"
فصيح السينما المصرية “أحمد فرحات”

وخلال حديث الفنان “أحمد فرحات” بإحدى اللقاءات التلفزيونية عن فيلم “سر طاقية الإخفاء” الذي كان سبب شهرته وانطلاقته القوية عام 1960م، ارجع سبب النجاح الكبير للفيلم إلى المخرج العبقري “نيازي مصطفى” الذي استطاع ببراعة أن يجمع بين الكوميديا والخدع السينمائية فأحدث صحوة كبيرة في عالم السينما على حد تعبيره، كما صرح أن المخرج “عز الدين ذو الفقار” هو من اقترح عليه تأدية الرقصة الشهيرة له بفيلم “شارع الحب” بجوار العندليب “عبد الحليم حافظ”.

 

وقد شارك مع عمالقة الفن “عمر الشريف، سعاد حسني، يوسف وهبي، عبد المنعم إبراهيم، هند رستم، وغيرهم” بفيلم “إشاعة حب”، وكما كان محبوبًا من الجمهور كان محبوبًا من كبار الفنانين الذين شارك معهم في العديد من الأعمال الفنية كالفنان “إسماعيل ياسين” الذي اعتقد بعض الجماهير أن “فرحات” ابنًا له، لكن تَعرُض مصر لنكسة 1967 كانت السبب الرئيسي وراء اعتزال “فرحات” الفن، وقرر حينها التركيز على حياته العلمية واتخذ مسارًا مغايرًا تمامًا حيث التحق بالمعهد العالي الصناعي بعد أن أنهى المرحلة الثانوية، وتخصص في دراسة الاتصالات كما سافر إلى أمريكا سعيًا وراء تطوير ذاته، وبالفعل نجح في ذلك فقد عمل مهندسًا للاتصالات وعُين في مكتب رئيس الجمهورية عام 1977م، وكانت وظيفته هي تأمين اتصالات الرؤساء كالرئيس محمد أنور السادات والرئيس محمد حسني مبارك، وظل بهذه الوظيفة ما يقرب من 30 عامًا، ثم عاد “فرحات” للساحة الفنية مرة ثانية بعد إحالته للمعاش عام 2012م.

 

عزيزي القارئ هناك الكثير والكثير من البراعم الموهوبة التي اعتزلت الشاشة، ومع ذلك تركوا بصمة فنية مؤثرة لم ينساها الجماهير رغم مرور السنين.

 

 

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان