الدكتور إبراهيم حسن الطيب والطبيب لي وين ليانغ “حين تفوقت مصر على الصين”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بين قصة الدكتور المصري إبراهيم حسن الطيب والطبيب الصيني لي وين ليانغ الذي اكتشف كورونا تشابهات من حيث الحياة والكارثة واختلاف من ناحية المصير، وكل هذا بسبب تعامل دولتيهما مع الحدث.
حكاية لي وين ليانغ
حتى الآن فإن أشد قصص كورونا مأساويةً هي حكاية لي وين ليانغ الطبيب الصيني الذي كان أول من يكشف كورونا ويحذر منه إذ نشر عبر صفحته الشخصية يوم 30 ديسمبر 2019 م حكاية مريض لديه أثار شكوكه بأنه مصاب بفيروس كورونا.
خاف الطبيب الصيني لي وين ليانغ على وطنه فطالب شعبه ارتداء الكمامات ووجه رسالة إلى السلطات الصينية طالبهم بالاستنفار لمواجهة الفيرس، غير أن الحكومة أصدرت قرارًا بعد 4 أيام من تحذيره بالقبض عليه لاتهامه بنشر معلومات خاطئة جعلته عارًا على الطب، لتحيله إلى المحكمة التي برأته من تهمة نشر الأخبار الكاذبة.
لم يدان لي وين ليانغ فعاد إلى عمله مع تحذيره من الكلام عن فيرس كورونا لكي لا يتهدد السلم الاجتماعي، حتى مات لي وين ليانغ يوم 7 فبراير سنة 2020 بفيروس كورونا عن طريق العدوى من مريضٍ كان يعالجه، وفات أوان تحذيره حيث حدث ما حذر منه وصارت بلدة ووهان هي بؤرة تصدير الموت لمالا يقل عن 120 دولة، ومؤخرًا اعتذرت الصين له رسميًا.
النسخة المصرية من قصة طبيب الصين .. القاهرة تتفوق على بكين
كان لمصر مطلع القرن العشرين ماضٍ مميت مع فيروس الكوليرا فقد أصابها قبل هذا التاريخ 9 مرات وتسبب في إزهاق أرواح مالا يقل عن نصف مليون نسمة.
اعتبر الأطباء في القرنين الـ 19 و الـ 20 أن موسم الحج هو السبب الرئيسي في تفشي الكوليرا داخل فهو التجمع البشري الأعظم على الأرض، ومجرد أن يصاب 10 حجاج بالكوليرا فإن هذا المرض سينتقل لمئات الآلاف بالعدوى، وحين يرجعوا إلى بلادهم فإنهم يحملون موتًا محققًا لهم ولغيرهم، وهذا ما حدث فالكوليرا تفشت في الحجاز 21 مرة وانتقلت لمصر عن طريق الحجيج لمدة 5 مرات.
حتى العام 1900 كانت مصر تمتلك 20 مركزًا للعزل الصحي نصفها على الحدود وخمسة منهم في الصعيد والبقية موزعين على العاصمة والوجه البحري، وآخر وباء كوليرا دخل القاهرة كان في عام 1902 وظل منقطعًا عنها لمدة 45 عامًا حتى عاد للواجهة سنة 1947 م.
اقرأ أيضًا
صناعة الكذب الصيني “لماذا يجب أن لا نصدق بكين”
ما بين 1902 و 1947 حدثت حالة فردية عام 1918 اكتشفها طبيب مصري اسمه إبراهيم حسن الطيب، الأخصائي في أمراض الباطنة، وكان طبيبًا متقاعدًا يكتفي فقط بالكشف الخاص داخل عيادته الكائنة في منطقة حلوان.
جاءت حالة من السيدة زينب لأحد العمال المصريين الذي اشتكى من مرض في بطنه، فأجرى الدكتور إبراهيم حسن الطيب تحليلاً لبرازه فوجد الجراثيم فيه مما أثار شكوكه فأبلغ الجهات المختصة من وزارتي الصحة والداخلية والذين أخذوا المريض إلى العزل الصحي حتى تعافى.
اقرأ أيضًا
هل توقف الطواف حول الكعبة 40 مرة “أخطاء تغطية المواقع لأخبار كورونا”
يعقب الدكتور محمد خليل عبدالخالق في كتابه «دفاع المملكة المصرية» ضد الكوليرا ص 528 والدكتور عبدالواحد الوكيل في ص 573 من كتابه «تاريخ الكوليرا في مصر» على تصرف الطبيب بقولهما «لولا يقظة الطبيب لأصاب البلاد وباءًا أعنف من وباء عام 1947 الذي حصد أرواح 10273 نسمة وعزل مصر عن العالم».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال