زينهم وجيمي ..هل يحب الإنسان التواصل مع الموتى؟

يقول دكتور أحمد خالد توفيق إن الإنسان يتعلق بعالم ما وراء الطبيعة لأنه يريد أن يشعر بالتميز .

ستقابل من يظنون أنهم يعرفون في الأحلام والرؤى ولا تقع لهم رؤية دون أن تتحقق.

وستقابل من يؤمن أنه يفهم لغة الحيوانات، بل ولغة العفاريت أيضا.

في مسلسل زينهم يقتنع جيمي (كريم قاسم ) أن يرى الجثث، وهذا الجزء من عالم ما وراء الطبيعة أعطى المسلسل حول تشويقيا مختلفا.

فجيمى يرى شخصية كل جثة تقع في يده، ويحدثها حتى يصل لحقيقة مقتلها.

اقرأ أيضا…زينهم…وجهان لعملة واحدة

في البداية كان يخاف جيمي التعامل مع الموتى وشخصياتهم أو أشباحهم التي تظهر دون إنذار، ثم أصبح يتعامل معهم بأريحية شديدة ويرد عليهم وكأنهم أصدقائه.

شخصية جيمي نفسها لذيذة جدا الشاب (العروش) الذي لا تظنه أبدا طبيبا بالطب الشرعي.

ويتخوف هذا الشاب (ابن الناس) من وجوده بالمشرحة في بداية عمله، حتى يتحول لقلب جريء يراقب شخصيات الجثث الذين يستنجدون به من العالم الآخر.

هذه التفصيلة من محمد سليمان عبد المالك كانت لصالح المسلسل، وأصبح عندنا مشاهدا تصنف مشاهد رعب وبمبررا دراميا مقبولا.

جيمي الذي كان سيسافر أمريكا ويغير تخصصه بالطب تعلق بعمله، تعلق بالموتى، تعلق بهذا العالم الساحر الذي يحمل الحقيقة التي يبحث عنها الإنسان طوال الوقت.

تعلق بشغف المحقق كونان الذي يكتشف الغامض والمثير، تعلق بفكرة حل الألغاز وإرجاع الحقوق لأصحابها حتى لو غادروا الحياة. أصبح يتواصل معهم لأنه يؤمن من داخله بوجود هذا العالم الآخر ووجود حياة أخرى ينتظر فيها الإنسان العدل يوم القيامة أو قليل منه على يد طبيب شرعي مثله.

إقرأ أيضا

“دهب” من هدوء المشتى لزحام المصيف وخناقات الدهباوية

دكتور زينهم كان له علاقة قوية أيضا بتوطد علاقة جيمي مع الأموات، فراقب هذا الشاب الذي لا يخاف الموت ولا التعامل مع الجثث حتى أصبح مثله، يتحدث عن الحوادث بعين  تلمع وكأنه يتحدث عن حبيبته يمنى مثلا.

وعلاقة جيمي وزينهم في حد ذاتها تساعدي التوقف عندها، فأصبحا كالأخوة الذين يفهمون بعض جيدا ويعينون بعضهم على الحياة ومصاعبها.

زينهم مسلسل يستحق المشاهدة ويجعلنا نتوقف عند الماورائيات، فهل تؤمن أن الميت يشعر بنا بعد الموت؟ وهل إن وصله حقه يرتاح في عالمه الآخر؟…