رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬693   مشاهدة  

ساحرات سالم والمحاكمة الأكثر غرابة في العصر الحديث

استركوكس


في عام 1641م، ومع بدايات انتشار المسيحية في أمريكا، تم وضع قوانين قاسية للجرائم التي طالت ساحرات سالم وتندرج تحت الوثنية والإلحاد والسحر لأنه عقد مع الشيطان، وتم تنفيذ تلك القوانين بصرامة شديدة للغاية، وأي شخص يثبت تورطه في جريمة مما سبق، يتم إعدامه فورًا.

اقرأ أيضًا 
أطفال وأمهات وحيوانات.. لا كائن يسلم من “السحر الأسود”

ولكن مع مرور الوقت، تحول الأمر لفوضى عارمة، كان يتم إعدام أي شخص مشكوك به، أو تواصل مع ساحر، وكان الإعدام يتم دون محاكمات في بعض الأحيان، وإذا حدثت محاكمة فلا أحد ينجو ويتم تبرئته أبدًا، حتى ولو لم تثبت إدانته، وكان أي شخص يريد التخلص من أحد،  ما عليه سوى أن يقوم بالإبلاغ عنه أنه ساحر، فيتم إعدامه فورًا، وخسرت أمريكا مئات الأرواح بسبب تلك القوانين.

حادثة أطفال بوسطن

ساحرات سالم

بعد عدة سنوات، حدثت واقعة مشهورة باسم أطفال بوسطن، أربع أطفال أخوات من بلدة سالم حدثت لهم من الاضطراب الغريب، كانوا ينبحون مثل الكلاب، وأحيانًا يقلدون أصوات القطط، وأوقات أخرى كانوا يتحولون وتظهر عروقهم وتبرز لهم عضلات قوية، وهكذا العديد من الأمور الغريبة، وأحضروا لهم معالجين طرد أرواح، ولكن كانت النتيجة دائمًا، أنه لا يمكن معالجتهم، انتشرت القصة في أمريكا بأكملها، وانتشر الخوف، وبدأت التحقيقات حتى توصلوا لأصل الأمر.

ساحرات سالم

ساحرات سالم

كان هناك خادمة تُدعى تيتوبا، تخدم قس اسمه صامويل باريس، وكانت تيتوبا تجمع بنات البلدة يوميًا بعد انتهاء عملها، وتحكي لهن قصص عن السحر والساحرات، وازداد جمهورها من البنات الصغيرات يوم عن يوم، واستمر هذا الحال عدة شهور لم يكن هناك أي قلق من الأمر، ولكن فجأة بدأت بعض البنات تظهر عليهن أعراض غريبة مثل الصرع ونوبات العصبية الشديدة، وتحول الامر لظاهرة تفشت في البلدة كلها، احتار طبيب البلدة في الأمر ولم يستطع علاج المصابات، وصرح أنه لم يدرس أي شيء عن تلك الأعراض، ويبدو أنهن مصابات بنوع من السحر.

أُصيب الجميع بالهلع من تصريحات الطبيب، وذهبوا لمنزل القس صامويل لطلب المساعدة، وأحضر قساوسة من أماكن أخرى، وبدأ في علاج البنات، وأجمع هو والقساوسة أنه يوجد بالفعل قوى شريرة دخلت البلدة وتمكنت من بناتها.

بالطبع كانت تيتوبا هي المتهمة الأولى في تلك القضية، بالإضافة إلى سارة جود المتشردة المكروهة من أهل البلدة، ومعهن سارة أوزبورن فتاة الطبقة العالية التي اتهموها لأنها كانت بعيدة عن الكنيسة لمدة عام!.

محاكمة ساحرات سالم

ساحرات سالم

وانعقدت جلسة المحاكمة، وكانت المفاجأة اعتراف الخامدة تيتوبا بأنها ساحرة، وأن المتهمتين الأخيرتين سحرة أيضًا، وقالت أن هناك المزيد منهن ولكن لم تعطي أسماء.

المحاكمة وقتها أخذت اتجاه أخر وأمرت بالقبض على أي امرأة مشكوك فيها، وبدأ الجميع في اصطياد النساء بطريقة عشوائية ورميهم في الزنازين مثل الفئران، ووصل الأمر إلى أن المحكمة كانت تأخذ بالأحلام، بمعنى أن أي شخص بإمكانه الذهاب للمحكمة ويقول أنه حلم بفلانة أنها ساحرة، ويتم القبض عليها فورًا.

وامتلأت السجون عن أخرها بالنساء في وقت قليل للغاية، كان الوضع فوضوي للغاية، كانت البنت تبلغ عن أمها أو أختها أو صديقتها، والرجل يبلغ عن زوجته وابنته، حتى الأطفال لم يسلمن وتم حبس العديد منهم، ولم يبق هناك مكان في السجون ليستوعب ذلك الكم من النساء والفتيات الصغيرات،  وتم إعدام الكثير من النساء اللاتي أنكرن التهمة، أما تلك التي تعترف بأنها ساحرة فكانت تتعذب عذاب شديد للغاية.

إقرأ أيضا
قناة الجزيرة

بعد فترة بدأت التهمة في الدخول لبيوت أصحاب المكانة العليا، ونالت من زوجات كبار الرجال، وزوجات القساوسة، حتى وصل الأمر لزوجة الحاكم نفسه، وهنا قرر أن يتدخل لفض تلك الفوضى العارمة، وأوكل القضية للمحكمة العليا، التي أفرجت عن نساء وفتيات كثيرين للغاية، ولم يتبق في السجون سوى 150 متهمة فقط، وظلت المحاكمات مستمرة وانخفض عدد المتهمات إلى ثلاثة فقط، وأفرجت عنهم المحكمة في النهاية، وقررت المحكمة بعد مئات الجلسات والمحاكمات، أنه لا أحد مذنب!.

لم يُحكم على أي واحدة من المسجونات، ولكن فقدت المحكمة مئات النساء سواء الذين رفضوا الاعتراف بالتهمة وتم إعدامهم، أو تم قتلهم أثناء المطاردة، أو ماتوا من التعذيب في السجون.

كانت محاكمة غريبة للغاية، ولكن الأغرب أن جميع الفتيات المصابات بالسحر، تعافين تمامًا، واختفت جميع الأعراض التي ظهرت عليهن.

التحليل النفسي للمحاكمة

محاكمة ساحرات سالم هي المحطة الأولى لعلماء النفس والاجتماع، لدراسة النفس البشرية، لم يستطع أحد تفسير الأمر بشكل دقيق حتى الآن، ولكنهم وضعوها تحت بند نظريات الهلع العقائدي، وغسيل المخ الجماعي، بمعنى أن تبث الخوف من شيء خيالي لمدة طويلة، فيبدأ الناس مع الوقت في رؤية الأمر على أنه حقيقة، لم تعاني الفتيات الصغيرات من أي شيء، ولم تكن الخادمة ساحرة، ولكنهن تقمصن الأمر بعد السماع عنه مرارًا وتكرارًا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
1
أعجبني
4
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان