أعمال فنية دعمها الأزهر “من فيلم أخرجه يوسف شاهين إلى مسلسل الاختيار”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا تستغرب من عنوان أعمال فنية دعمها الأزهر لأن التاريخ يؤكد صحة هذه المقولة، الفارق أن الزمن الذي نعيشه الآن غير العهد الذي لم ندركه، ورغم أن ما سيقال متوفر في بطون كتب التاريخ لكن في النهاية يبقى الهوى غلاب.
اقرأ أيضًا
“لأسباب فكرية أكثر منها وطنية أو فنية” لماذا أرشح مسلسل الاختيار للمشاهدة ؟
صب بعض مرتادي مواقع التواصل الإجتماعي جام غضبهم على الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية لقيامهما بدعم مسلسل الاختيار الذي يقوم ببطولته الفنان أمير كرارة وأخرجه بيتر ميمي.
كيف أعلنت مشيخة الأزهر ودار الإفتاء دعمها لمسلسل الاختيار ؟
عبر جريدة صوت الأزهر قال الشيخ أحمد الطيب أن المؤسسة الأزهرية لها تاريخ بعيد وقريب في حماية الإبداع المسئول، والأزهر يشجع ويساند ويدعم الفن الذي يحمل رسالة للارتقاء بالمجتمع وتغيير الواقع السيئ إلى واقع أفضل.
وعن الأعمال الوطنية التي عرضت مؤخرًا من فيلم الممر ووصولاً إلى الاختيار قال شيخ الأزهر «بعض الأعمال الفنية التي تُعْرَض مؤخراً أثبتت أنه يمكن أن تكون الرسالة قوية فتعرض للشباب جزءاً من تاريخهم وحاضرهم وتُقدِّم لهم نماذج القدوة الصالحة من أبطال هذا الوطن وشهدائه الذين ضحوا من أجله، داعيا كل صُنَّاع الدراما إلى استثمار نجاح الأعمال الجادَّة التي أثبتت أن الجمهور يقبل على الفن الهادف ويتأثر به حال توافره».
وواصل كلامه «نتطلع نحن المشاهدين المحبِّين للفنون الراقية الهادفة أن نرى مزيداً من الأعمال التي تُنمِّي الوعي وتُعزِّز القيم الاجتماعية، مثل تناول الرسالة العظيمة التي يقوم بها الأطباء وطواقم الصحة والإغاثة، فالفن إذا فقد رسالته يصبح مبتذلاً وضاراً ومدمِّراً، والدليل الأعمال الفنية التي تحتفي بالنماذج الفاسدة من الأشقياء والبلطجية واللصوص وأصحاب تجارب الثراء المحرَّم والمتحرِّشين ومنتهكي الأعراض في إطار من العنف اللفظي والبدني المقيت».
من ناحيتها فإن دار الإفتاء المصرية عبر مرصدها أكدت على أن مسلسل الاختيار قضى على آمال جماعات الإرهاب في تشويه الجيش المصري، كذلك فإن العمل أحبط أكثر من 800 إصدار مرئي ومسموع ومقروء للجماعات الإرهابية على مدار ست سنوات وأفشل مخططات إعلام الجماعات الإرهابية بالخارج ولجانها الإلكترونية.
وقال مرصد دار الإفتاء في بيان له «المسلسل رد بشكل عملي على كافة الادعاءات التي تروج لها جماعات الظلام بشأن الجيش المصري خاصة فيما يتعلق بالجوانب الإيمانية والعقدية، وتلك المتعلقة بحب الأوطان والاحترافية والتضحية والفداء».
أعمال فنية دعمها الأزهر
لم تشهد قوة مصر الناعمة فنيًا وثقافيًا ازدهارًا بدعم الدولة كتلك التي حدثت فترة الرئيس جمال عبدالناصر «اختلفنا أو اتفقنا عليه» ولم تحدث أيضًا طفرة في التعليم الأزهري الجامعي إلا خلال عصره «بصرف النظر عن آراء الأزهريين والناصريين في قانون الأزهر»، وبهذا المدخل نقول أن الأزهر لم يكن فقط يدعم الأعمال الفنية الوطنية فقط وإنما كان يعرضها أيضًا على الأزهريين لمشاهدتها.
طيلة 7 سنوات من عام 1958 حتى 1964 م شهدت الأزهر الشريف 6 مواسم ثقافية بـ 91 محاضرة تنوعت بين الدين والتصوف والاقتصاد وجميعها تمت في قاعة الشيخ محمد عبده، وخلال تلك المواسم السبعة عُرِضَت 10 أفلام سينمائية وتسجيلية.
استفاض كتاب «الأزهر .. تاريخه وتطوره» طبعة عام 1964 صفحة 599 في ذكر شاشة السينما التي كانت موجودة بقاعة الإمام محمد عبده «بالقاعة آلة حديثة للسينما تعرض الأفلام غير أنها ظلت معطلة في الثماني السنوات الماضية حتى دب النشاط في القاعة، وتحقيقًا لنشر الثقافة وتعميق الوعي الوطني والاجتماعي بين طلاب الأزهر، قامت القاعة باختيار عددٍ من الأفلام التي تتمشى مع سياسة الأزهر الثقافية، وتبرعت بعرضها مشكورةً مصلحة الاستعلامات ووزارة التربية بدون مقابل».
وعن الأفلام الوطنية التي عرضها الأزهر فكانت «فيلم مصطفى كامل إنتاج عام 1952 م، فيلم الله معنا إنتاج عام 1955 والذي يتكلم عن حرب فلسطين، فيلم بورسعيد إنتاج عام 1956 الذي يتكلم عن العدوان الثلاثي والمدينة الباسلة، فيلم جميلة بوحريد لـ يوسف شاهين إنتاج عام 1958 والذي يتكلم عن المناضلة الجزائرية المشهورة».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال