سر الخلاف الطويل بين السادات ومصطفى أمين .. ابحث عن عثمان أحمد عثمان

في كواليس أحد اللقاءات .. أغلق السادات نصف عين وأجمع من حوله بوهج لحظات قبل إلقاء قنبلة معلوماتية ما … وقال بصوته الرخيم : طبعًا لا تعرفون هذا السر .. أود أن أقول لكم أن صاحبكم مصطفى أمين حصل على لقب “البكوية” قبل الثورة !! هل كنتم تعرفون ذلك ؟

كانت علاقة السادات بالكاتب الكبير مصطفى أمين علاقة قط بفأر أو العكس .. إذا كتب أمين أوقف السادات النشر وإذا لم يكتب أعاده السادات للكتابة .. كيف كانت تفاصيل تلك العلاقة ، وكيف كان يعالج السادات هذا الشغب الصحفي الذي مثّل له صداعًا في رأسه .. وكيف كان يعيش مصطفى بين التخوين، والمنع ، والإيقاف ، والعودة للكتابة .

كان هناك من جعل السادات يعتقد أن مصطفى أمين يفبرك الحكايات الصحفية ليهاجمه بأسلوب ملتو ! وأنه اذا كتب عن الرئيس الجزائري بن بيلا فالسادات هو المقصود .. وان كتب عن زعيم الهند فالسادات هو المقصود ، ولو كتب إحدى القصص بها شخصية الطاغية أو الديكتاتور فالسادات هو المقصود .. بل إن مصطفى أمين إذا هاجم محافظًا أو رئيس حي فالسادات هو المقصود .. وقد أقر بها السادات في كواليس مؤتمر صحفي .

السر في عثمان أحمد عثمان

ذات مرة كتب مصطفى أمين عن الحفر والمطبات التي تمتلئ بها الشوارع ودعا المواطنين أن يقيموا دعاوي قضائية ضد المقاولين الذين أنشأوا هذه الطرق وتولوا رصفها ، وأن القضاء سيحكم لصالح الشعب المطحون العاجز عن السير في الشوارع راكبًا أو مترجلًا .. وذهب عثمان أحمد عثمان للرئيس السادات يشكو أمين إليه بتهمة أن مصطفى  يحرض الشعب ضد المقاولين ! فأصدر السادات تعليمات غاضبة بأن تحذف من مقالاته كل هذه السلبيات التي يكتبها ، ويقرأها الشعب يوميًا .. ونفذّت الصحف أوامر السادات بالحرف .

سنة أولى حب .. نبوي اسماعيل

قالوا للسادات أن مصطفى أمين يقوم بتهريب السياسة داخل قصص الحب .. وانتهزوا فرصة أن أمين كان ينشر قصصه المسلسلة “سنة أولى حب” في أخبار اليوم .. في نفس الوقت الذي بدأ فيه الناس يتناقلون وقائع تزوير أشرف وزير داخلية السادات (نبوي اسماعيل) بنفسه عليها .. وكانت هناك شخصية ” وزير ” في قصص أمين ، هذا الوزير كان دائم التصنت على الشعب وحريف في صناعة المؤامرات لخصومة … استغل – أولاد الحلال- هذه الثغرة وأوغروا صدر السادات من ناحية أمين حتى أصدر قرار بمنع سلسلة “سنة أولى حب” من النشر ، قبل نهايتها بعشرة أسابيع .. رغم أن أحداث القصص كانت تدور في الثلاثينات .. وأخفت الصحف عن القارئ سبب توقف نشرها .

ماذا كان رد فعل مصطفى أمين ؟

إقرأ أيضا

كيف يحاول الأجانب السطو على الحضارة المصرية القديمة

على الرغم من كل تلك المضايقات التي تعرض لها أمين ، وإغلاق الصحف في وجهه على الرغم من كونه من أكبر كتاب عصره .. على الرغم من اتهامه أحيانًا بالخيانة ، الأمر الذي وصل لإلقاء التهم عيانًا بيانًا من أول رأس رئيس الجمهورية للصحفيين من زملائه ، لكن رد فعل مصطفى أمين كان عجيبًا بمعنى الكلمة .. حيث قال :

يحسب للسادات أنه كان لا يعلق المشانق لمن يختلفون معه في الرأي .. ولا يقطع أرزاقهم بشكل كامل .. كان فقط يصدر قرارات بوقف النشر! .. ويحسب له أيضًا أنه بعد أن أوقفني أعادني بناء على طلب القراء !

المصدر : الجزء الأول من سلسلة أخبار ممنوعة