سر منحوتة كريبتوس.. الشفرة التي لم يستطع أحد حلها
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
شفرة من أربعة ألغاز وحوالي 900 حرف، حيرت العالم بأكمله، لم يتمكن أحد من حل لغزها العجيب رغم مرور أكثر من ثلاثين عامًا على وضعها، وحتى وقتنا هذا يدور عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حول أنفسهم، لحل ذلك اللغز العجيب الموجود في عقر دارهم بفيرجينيا، فما هو سر تلك الشيفرة؟.
لماذا صُنعت شفرة كريبتوس؟
في مطلع الثمانينات، كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تستعد لافتتاح مبنى المقر الجديد في فيرجينيا، وطلبت من الفنانين تقديم أعمال ومقترحات فنية ليتم وضعها في باحة المقر، وكانت شروط ذلك العمل الفني أن تكون فكرته معبرة عن المكان وطبيعة العمل، وتم وضع ميزانية 250ألف دولار، وفاز الفنان الأمريكي “جيم سانبورن” بهذا العطاء، وقرر أن يصنع منحوتة مشفرة على شكل عدة ألواح، وأخذ دورة مكثفة في فن الشفرات وإخفاء النصوص على يد إدوارد شيديت صانع الشفرات الأمريكي، وبعد الانتهاء من منحوتته تم إطلاق اسم كريبتوس عليها.
تتكون المنحوتة من أربعة ألواح، اللوحين على الجانب الأيسر هما الرسائل المشفرة، أما اللوحين على الجانب الأيمن هما مفتاح حل الشفرة، وكل قسم من تلك الألواح تم تشفيره بطريقة مختلفة عن الآخر، وقد مثلت تلك المنحوتة بأقسامها الأربعة هوسًا لآلاف الخبراء والباحثين حول العالم، فقد كان حل غموضها شيئًا صعبًا للغاية، وحتى وقتنا هذا لم يتم كشف كل اللغز، حيث تمكن بعض الخبراء من حل ثلاثة ألغاز تتكون من 768 حرف في عام 1999م،
كانت الفقرة الأولى عبارة عن بيت شعر يقول: “بين الظل الرقيق وغياب الضوء يكمن الوهم”، وقد تعمد سانبورن نحت تهجئة غير صحيحة لبعض الكلمات ليزيد من صعوبة الأمر.
أما الفقرة الثانية فكانت تشير إلى إحداثيات مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وكانت غامضة بعض الشيء، وتم صياغتها على هيئة سؤال يقول:” هل يعلمون بهذا الأمر في لانغلي؟، يجدر بهم ذلك فهو مدفون في مكان ما هناك، من يعرف المكان بالضبط؟ إنه دابليو فقط”، وقد كان سانبورن يُشير إلى ويليام ويبستير الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات، حيث كان سانبورن قد أعطاه مفتاح فك الشفرة.
وكانت الفقرة الثالثة هي إعادة صياغة لعبارة تاريخية شهيرة، كان هوارد كارتر عالم المصريات الشهير قد قالها وهو يفتح مقبرة توت عنخ آمون، وتعمد سانبورن تغير التهجئة وكتابتها بشكل غير صحيح، ليزيد من صعوبة الأمر، وأوضح أن تلك العبارة لطالما كانت مصدر إلهام له، وتقول:” ببطء شديد أزيح بقايا الحطام في الممر الذي يعيق الوصول للجزء الأسفل، وبيدين مرتعشتين أحدثت ثقبًا في الركن الأيسر العلوي، ثم وسعت الفتحة قليلًا ووضعت الشمعة ونظرت، وسرعان ما ظهرت ملامح الغرفة.. هل يمك لأحد أن يرى شيء؟”.
سر اللغز الرابع
أما اللغز الرابع، الذي لم يتمكن أحد من فك شفرته حتى وقتنا هذا، وهو لغز قصير يتكون من 97 حرفًا فقط، مما يزيد من صعوبته، وذلك لأن الألغاز التي بها عدد حروف أكبر، تكون أسهل في حلها، نظرًا لوجود كم أكبر من المعلومات التي يمكن استنباطها بعد دراسة الموجود، وقد شعر سانبورن بنوع من الإحباط من طول انتظاره، حيث اتعقد أن فك الشفرة لن يأخذ كل ذلك الوقت، ويقول “لا يسعني الانتظار لعقود أخرى؟ لقد تخطيت الخامسة والستين الآن، ويمكن للبعض أن يتوصل إلى المزيد من مفاتيح حل اللغز وأنا في الخامسة والسبعين، لكن ماذا عن الخامسة والثمانين؟”.
وقد حاول سانبورن تسريع عملية الحل حيث قام بمد صحيفة نيويورك تايمز بحل ستة أحرف في الفقرة الأخيرة، وهم الحروف من الرابع والستين وحتى الحرف التاسع وستين، والتي تعطينا كلمة برلين بعد فك شفرتها، لكن لايزال هناك الكثير من الأحرف لحلها، كما يجب ترتيبها بشكل صحيح، فمعرفة المكان الصحيح للحروف هو الأمر الأكثر أهمية.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال