همتك نعدل الكفة
173   مشاهدة  

“حكاية خط سكك حديد سيناء” نسفناه من أجل مصر ولأجلها عاد بعد 56 عامًا من التوقف

سكك حديد سيناء
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تستعد مصر إلى إعادة خط سكك حديد سيناء للحياة بعد توقف دام 56 عامًا؛ حيث  يبدأ تشغيل 4 قطارات سياحية في سيناء تمر بمحطات “القنطرة شرق، جلبانة، بالوظة، رمانة، 30 يونيو، النجيلة، بئر العبد”.

ملحمة إيقاف خط سكك حديد سيناء

مبنى محطة بئر العبد بعد تطويرها
مبنى محطة بئر العبد بعد تطويرها

لم ينعزل خط سكك حديد سيناء عن الصراع المصري الإسرائيلي في العدوان الثلاثي سنة 1956م وقد أعادته مصر للعمل بعدها، لكن حرب يونيو 1967م كتبت نهايته بملحمة بطولية.

اقرأ أيضًا 
أرشيف 95 عامًا من تخصيص إيرادات الفعاليات الفنية لصالح فلسطين والمتحدة تكمل المسيرة

بعد أن هدأت ساحة سيناء عمليًا بعد 5 يونيو 1967م بدأت إسرائيل تجمع مخلفات المعركة من عتاد الجيش المصري وكانت عبارة عن معدات وأسلحة وذخائر في 20 ألف صندوق وتقوم بتشوينها، ووضعها في ووضعها في منطقة الشط بالسويس، بهدف نقل بعضها إلى الداخل الإسرائيلي واستخدام بعضها الآخر ضد الجيش المصري في أي مواجهة عسكرية محتملة بينه وبين إسرائيل.

معدات عسكرية تنقلها إسرائيل عبر سكة حديد سيناء بعد النكسة
معدات عسكرية تنقلها إسرائيل عبر سكة حديد سيناء بعد النكسة

في تلك الأثناء كانت هناك مجموعة فدائية من سيناء (لاحقًا أعلنت مصر عن اسمها وهي منظمة سيناء العربية)، كانت قد رصدت عملية تشوين الذخائر، وقررت تنفيذ عملية مزدوجة من هدفين، الأول نسف مخزن التشوين، والثاني هو نسف أي طريق نقل لعبوره.

ونجح أفراد سيناء العربية في نسف مخزن الشط، قبل انتصاف ليلة 3 يوليو 1967م حيث تسللت مجموعة من الفدائيين من وسط الحراسات إلى قلب التشوين ووضعوا عبوات متفجرة وضبطوا توقيتاتها ليحدث الانفجار ويسمعه أهالي السويس والإسماعيلية وبورسعيد والزقازيق لمدة 8 ساعات.

الإعلان الرسمي المصري عن منظمة سيناء العربية
الإعلان الرسمي المصري عن منظمة سيناء العربية

أما الهدف الثاني فتحقق يوم 6 يوليو 1967م حيث قامت إسرائيل بشحن ذخيرة عبر قطار بضائع طويل تجاه العريش ومنها للداخل الإسرائيلي، وعند منطقة رمانة في بئر انفجر القطار وقضبان السكك بعبوة ناسفة أخرجت المحطة من العمل.

مبنى محطة رمانة الآن - التي شهدت التفجير سنة 1967م
مبنى محطة رمانة الآن – التي شهدت التفجير سنة 1967م

كانت تلك العملية ضربةً قويةً لإسرائيل وردًا عليها قرر الموساد الإسرائيلي توجيه ضربة مماثلة لكنها أشد ضررًا، حيث أراد الموساد عزل كل مدن القناة عن مصر بنسف السكة الحديد بين الإسماعيلية وبورسعيد عند الكيلو 51 والكيلو 61 بـ 10 عبوات من الـ TNT، وعلمت منظمة سيناء العربية بتلك الخطة التي سينفذها أحد عملاء الموساد في سيناء واسمه الحركي أبو فريد قائد مخابرات العدو.

 تحقيق الأهرام عن نسف قطار بئر العبد
تحقيق الأهرام عن نسف قطار بئر العبد

أبلغت منظمة سيناء العربية المخابرات الحربية بالأمر وتم وضع خطة لإجهاض العملية الإسرائيلية، حيث قام أبو فريد و9 من معاونيه بالذهاب لأماكن معينة لزرع العبوات، وكان ذلك كمينًا مثاليًا حيث انتظرهم رجال منظمة سيناء العربية وقبضوا على 6 منهم بينما هرب 3 إلى الضفة الأخرى للقناة ويكونوا في حماية إسرائيل، لكن بعد أيام تسلل رجال منظمة سيناء العربية لهم وأتوا بالثلاثة في جوالات وتمت محاكمتهم عسكريًا وأخذوا عقوبات تتراوح بين السجن والإعدام؛ وأعلنت مصر رسميًا عن تلك المنظمة في عدد جريدة الأهرام أكثر الصحف انتشارًا في مصر والعالم العربي حينها.[1]

تزامن عملية منظمة سيناء العربية مع معركة رأس العش جعل إسرائيل تتيقن أن مصر لن تتوانى في استرداد سيناء، لتقرر إنشاء خط بارليف ويكون من ضمن مكوناته القضبان والعربات الحديدية والفلنكات الخشبية لاستخدامها في بناء الدشم.[2]

مراحل العودة

من أخبار عودة خط سكة حديد سيناء سنة 1999م
من أخبار عودة خط سكة حديد سيناء سنة 1999م

في العام 1997م تم الإعلان رسميًا عن إعادة بناء خط سكك حديد الإسماعيلية رفح وبالتبيعة عن عودة عمل السكة الحديد لسيناء من خلال عبور قطار فوق قناة السويس على كوبري الفردان[3]، ليتم تدشينه في 2001م وتنفيذ جزء منه لكن توقف المشروع وتفاقمت المشكلة أكثر بعد عام 2011م بسرقة 70% من قضبان الخط بشكل عام.[4]

من أرصفة المحطة
من أرصفة المحطة

الجديد في تطوير عام 2024م هو إنشاء خط سكة حديد من الفردان حتى بالوظة بمسافة 60كم ومنها لشرق بورسعيد بمسافة 44كم وهي المسافة التي تمت سرقتها في 2011م؛ كذلك إنشاء خط بئر العبد العريش بطول 80 كم وإعادة تأهيل وتطوير خط سكة حديد الفردان – شرق بورسعيد – بئر العبد، بإجمالي أطوال حوالى 275كم ، مع إعادة تأهيل وتطوير الخط من الفردان حتى بئر العبد بطول 100 كم ومن بالوظة حتى ميناء شرق بورسعيد بطول 44كم، وتنفيذ مشروع الربط ضمن خط طوله 500 كم، وهو خط الفردان – شرق بورسعيد – بئر العبد – العريش – طابا، كما تم إنشاء كوبرى معدنى جديد بمنطقة الفردان بالإضافة إلى إعادة تأهيل الكوبرى القائم، وكوبرى الفردان، يتكون من 2 كوبري معدني طول كل منها 640 متر يتكون كل كوبري من جزئين طول كل جزء 320 متر يمر الجديد أعلى قناة السويس الجديدة ويمر الآخر القائم أعلى فرعة قناة السويس القديمة.[5]

إقرأ أيضا
مسار اجباري
مبنى محطة بالوظة
مبنى محطة بالوظة

إلى جانب ذلك تم إنشاء خطوط سكك حديدية لربط الكوبريين فى الجزيرة الفاصلة بين القناتين الجديدة والقديمة وربط الكوبري غرب القناة بخط بنها بورسعيد وشرق القناة بخط الفردان رفح وإنشاء برج إشارات شرق قناة السويس وإنشاء سحارات أسفل قناة السويس لمد خطوط الشبكات (مياه – كهرباء – إشارات) و إنشاء منطقة إدارية لإدارة هذه الكباري شرق قناة السويس الجديدة.

بالتالي فإن تطوير 2024م يشمل كل سيناء ويستهدف في المقام الأول تعميرها بشكل كامل ونهائي ضمن خطة التنمية التي تريدها الدولة المصرية بعد نجاحها في العملية الشاملة سيناء.


[1]  الأهرام، ع17 ديسمبر 1968م، ص1و3.
[2]  جريدة الشعب، ع17 أكتوبر 1997م
[3]  الأهرام، ع15 أغسطس 1999م
[4]  موقع المصري اليوم، 24 أكتوبر 2013م
[5]  موقع اليوم السابع، 27 إبريل 2024م

الكاتب

  • سكك حديد سيناء وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان