416 مشاهدة
سماح أنور ..أسطورة الصندوق
أراهن أن لا يشاهد أحد مسلسل الصندوق إلا وكان ينتظر مشاهد الفنانة سماح أنور مع الفنان الشاب أحمد داش.
وكنت قد كتبت من قبل أن ميزة مسلسل الصندوق أن لم يعتمد على الحبكة الرئيسية من التشويق خلف اللغز، ولكن حمل الصندوق قصصا إنسانية كثيرة، وخيوط فرعية تكمل بعضها البعض في تناغم بديع.
ولكن وسط هذه القصص تشعر أن أهمها على الإطلاق قصة هالة تخطف المشاهد رغم أنها ليست المريضة الوحيدة بقصص الصندوق.
اقرأ أيضا…الصندوق بداية قوية ولغز محير للمشاهد
والسر وراء هذا الانجذاب بين المشاهد والقصة هو أداء الفنانة سماح أنور التي نُحرم من أدائها حين اختفائها.
تقف الفنانة سماح أنور أمام الفنان أحد داش في مشهد مذهل تتقمص فيه شخصية هالة التي تحمل في روحها جبالا من الآلم النفسي بجانب آلامها من مرض السرطان.
غضب مكتوم يظهر في تنهيدات وتعبيرات وجه بل وتفصيلة أضافتها في هذا المشهد تحديدا في تقليد ابنها ياسين عندما يسأل عن أحوالها من باب أداء الواجب.
تستخدم سماح أنور كل أدواتها ببراعة من لغة الجسد وانحناءة الظهر ورجل تعرج بها تنم على المرض وعوامل الزمن على هذه الشخصية التي تحارب المرض وتتحمل آلام غيرها من الأناس الطيبين الذين تحاول مساعدتهم وتنشغل بأمورهم ومشاكلهم.
تستخدم سماح أنور صوتها للتعبير عن التوتر دون مبالغات وتعبيرات وجه ازداد جمالا بعدم اللعب فيه بعمليات التجميل.
تفاصيل الشخصية من الملابس للأستاذة ناهد نصار زادت من مصداقية هذه الشخصية المميزة.
فحجاب هالة يختلف عن حجاب سيدات الطبقة الكادحة وخمارهن، وهي محجبة ولكن ملابسها تليق بمديرة لجمعية خيرية ومشروعات يدوية، فترتدي البدل دكانة اللون ونظارة طبية وتعقد حجابها للخلف كسيدات المجتمع اللاتي تعمل في المجتمع المدني.
حالة التوتر بينها وبين ابنها ياسين ، متابعة امرأة حديدية تعرف أن أيامها في الحياة مع السرطان معدودة ، تجعلنا في تعاطف شديد معها، بل نقدر هذه السيدة التي تحاول إصلاح حياة الآخرين قبل مغادرة الحياة برمتها.
هناك مشهد لشخصية ياسين وهو في قمة غضبه وخوفه على أمه هالة من شخص خارج عن القانون تحاول إرجاعه عن طريق بيع المخدرات، وتصر هي على المحاولة معه مرة أخرى لثقتها في قدرتها على تغيير مساره ولمعرفتها تاريخ طفولته.
وفي نفس الوقت الذي يخاف على أمه فيه لأنها تضع نفسها في خطورة في التعامل مع هذا الشخص، يجري هو خلف صناديق ورائها جرائم ويريد مقابلة شخص أدين في جريمة قتل وخرج من السجن مؤخرا.
مفارقة جيدة تجعل المشاهد يربط بين العالمين؛ عالم هالة وياسين، ورغم تشابه حرصهم على حياة الغير، يختلفون فيما بينهم طوال الوقت.
هذه العلاقة بأداء سماح أنور تحديدا تجعلنا نتابع هذه الخط الدرامي بشغف، وتحية لفنانة تمتعنا كلما مرت أمام الكاميرا.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
