سموم غير قابلة للكشف.. مما يجعلها خيارًا مثاليًا للقتل
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ آلاف السنوات كان استخدام سموم للموت هو اختيار دائم في حالة الرغبة بقتل أحدهم، يموت القتيل بشكل بطيء ومؤلم، وتزداد نشوة الانتصار لدى القاتل عندما يكون السم مثاليًا ولا يتم كشفه، فهناك عدة أنواع من السم غير قابلة للكشف، على رأسهم السيانيد والزرنيخ، ولكن هناك أنواع سموم أخرى أربكت الأطباء والعلماء على مر السنين.
سموم الثاليوم
الثاليوم هو معدن وعنصر كيمائي لين، يمكن تقطيعه بالسكين وله بريق معدني، اُكتشف عام 1861م واستخدم في عمليات القتل منذ ذلك الحين، وهو سم قوي للغاية جرام واحد منه قادر على الفتك بإنسان بالغ، والخطير أنه يسبب الوفاة عن طريق الاستنشاق أو الامتصاص عبر الجلد، وحالما يدخل لجسد الإنسان يدمر الجهاز الهضمي على الفور، ويسبب أوجاع شديدة وإسهال وقيء، وبعد ذلك يحل مكان البوتاسيوم في أنظمة الجسد ويدمره، وينتقل بعد ذلك للجهاز العصبي، وفي خلال خمسة أيام من التسمم، يكون السم دمر القلب والكبد والكلى، والثاليوم له مفعول بطيء عكس معظم السموم، وعلى الرغم من ذلك يكون من الصعب للغاية اكتشافه، لهذا يعتبر استخدامه في حالات القتل شائعًا للغاية، لأن الوقت الذي يستغرقه الأطباء في اكتشاف السم، سيكون كافيًا لموت الضحية وفرار القاتل.
سموم الأولياندر
الأولياندر هي شجيرات صغيرة ذات أوراق كثيفة، بها أزهار وردية جذابة للغاية، تتواجد في العديد من الحدائق على الرغم من احتوائها على مادتين شديدتي السمية، ولهما تأثير سلبي مباشر على القلب وهما مادة الأولياندرين ومادة النيرين، وأول ما يفعله سم الأولياندر في الجسم هو تدمير عضلة القلب، والتسبب في اضطراب كبير، بالإضافة إلى الغثيان والتقيؤ والتشنج والإسهال، ويحدث ذلك عادةً بعد قرابة أربع ساعات من الإصابة، ويكون من الصعب الكشف عن وجود ذلك السم في جسد الضحية، قد يستغرق الأمر عدة أيام، واختبار ما يقرب من مائة مركب كيميائي للكشف عنه، مما يجعله خيارًا مثاليًا للقتلة.
سم البولونيوم 210
بولونيوم 210 هو معدن مشع وُجد في خام اليورانيوم، وغالبًا ما يُنتج بسبب مخلفات المفاعلات النووية، عدة جرامات قليلة كافية للفتك بإنسان بالغ، وحتى الآن تم تسجيل حالة تسمم واحدة بهذا السم الفتاك، وهو الجاسوس الروسي “أليكسندر ليتفينينكو” الذي اُغتيل عام 2006م، حيث تم نقله للمشفى وهو يشعر بآلام شديدة، واعتقد الأطباء أنه ربما تم تسميمه بالثاليوم، ولكن مع مرور الوقت توصلوا إلى أنه تم تسميمه بمادة إشعاعية، حيث تساقط شعره، وفشل جهازه المناعي، وبدأت بقية الأعضاء في الانهيار، وتوفى في غضون ثلاثة أسابيع، ولم يتمكن الأطباء من الوصول لنوع السم سوى قبل وفاته بساعات قليلة.
اقرأ أيضًا
مشاهير ماتوا بالسم..فلاسفة وملوك وفنانون من أزمان مختلفة تشاركوا المصير
وأخطر ما في سم البولونيوم 210، هو أنه يقوم بإطلاق إشعاعات خطيرة عند تفكك جزيئاته، وتلك الإشعاعات لا تمثل خطورة خارج الجسد الحي، حيث يمكن اعتراض طريقها بسهولة للغاية، ولكن خطورتها الحقيقية تكمن عندما تكون داخل الجسد، حيث تقوم بتدمير الحمض النووي للضحية وقتل خلاياه، وكسر مركبات الأكسجين.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال