رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬968   مشاهدة  

سناء حسن أول مطبعةً مصرية.. طلقها السادات من زوجها وصدمها المجتمع الإسرائيلي

سناء حسن المطبعة


 سناء حسن باحثة مصرية عُرف اسمها بقوة في فترة أوائل سبعينات القرن الماضي، حيث كانت في ذلك الوقت تقوم بتحضير رسالة الدكتوراه في أحد الجامعات الأمريكية، مما جعلها  تتردد على صحيفة الأهرام المصرية للاستعانة بمصادر لرسالتها، حيث كانت رسالتها تختص بالشرق الأوسط، ولكن قصة سناء حسن ابنة الأسرة الأرستقراطية لم تتوقف عند رسالة دكتوراه مثل آلاف الرسائل التي اهتمت بدراسة الشرق الأوسط، ولكنها تحولت مع مرور السنوات إلى حكاية أول سيدة مصرية تبشر بالتطبيع مع إسرائيل وتلتقي مناحم بيجين قبل الرئيس السادات نفسه.

حكاية “جوتا” السيدة التي خدعت الكرادلة ونٌصبت بابا الفاتيكان

سناء حسن مثلها مثل أغلب الأشخاص الذي أعلنوا مواقفهم المخالفة لسياسات الدولة المصرية في فترة السبعينيات والثمانينيات تجاه إسرائيل، الذين اختفت قصصهم في طيات صفحات التاريخ المصري، وعلى الرغم أن هناك أشخاص ممن اعلنوا تطبيعهم او نيتهم السفر إلى إسرائيل قبل اتفاقية كامب ديفيد خرجوا بعد ذلك ليعلنوا ان ما قاموا به كان بالاتفاق مع المخابرات المصرية مثل الصحفي البرازيلي من أصول مصرية (جورج إبراهيم حبيب) ودون هذه الرحلة من خلال كتابه (كنت في إسرائيل) عام 1956، وأعلن بعد ذلك أن رحلته كانت بالاتفاق مع المخابرات المصرية، وأصبحت قصصهم بعد ذلك قصص بطولية وما أكثرها في ملفات المخابرات المصرية ومازلنا حتى اليوم نحتفي بهم من خلال أعمال فنية وغيره، إلا أن الباحثة سناء حسن لم تكن من بينهم بل على العكس تمامًا فحتى اليوم من يعرف قصتها من المواطنين يرفضون بشدة ما قامت به.

سناء حسن والتطبيع مع إسرائيل وموقف الرئيس السادات

في أواخر الستينيات كانت السيدة سناء حسن تعمل على رسالة الدكتوراه الخاصة بها، والتي على خلفيتها حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة (هارفارد) الأمريكية، وفي نفس عام حصولها على الدكتوراه عام 1971 نشرت مقال بعنوان (دعونا نعيش في سلام) والذي كانت تغازل من خلاله النظام الإسرائيلي بتعاملها مع فكرة وجود إسرائيل في الشرق الأوسط واحتلالها للأراضي العربية كأمر واقع، وبعد نشرها لهذا المقال التقت بصحفي إسرائيلي يدعى (عاموس إيلون) الذي أعجب للغاية بأفكار سناء نحو تحقق السلام من وجهة نظره، ويشاء القدر أن تلتقي سناء والصحفي الإسرائيلي مرة أخرى في عام 1974 وفي أوج حالات العداء بين مصر وإسرائيل أي بعد انتصار مصر في حرب أكتوبر، يتفقاً الثنائي في البدء في تأليف كتاب مشترك يدعو لتحقيق السلام بين إسرائيل والأمة العربية، وجزء من التحضير لهذا الكتاب الذي لم يرى النور كان سفر سناء إلى إسرائيل في رحلة بحثية مدتها ستة أسابيع.

سناء حسن وحرب أكتوبر

وبالفعل انتشر الخبر بشدة وتصدر الصحف العالمية، حتى وصل الأمر إلى دعوة مناحيم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي سناء لاحتساء القهوة مع في كافتيريا الكنيست الإسرائيلي.، وعندما علمت الدولة المصرية بهذه التحركات التي تقوم بها سناء وخبر سفرها إلى إسرائيل غير مكترثة على الإطلاق أنها زوجة السيد تحسين محمد بشير المتحدث الرسمي باسم البعثة المصرية في الأمم المتحدة في ذلك الوقت.

دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي سناء حسن

خبر سفر سناء إلى إسرائيل في ذلك الوقت أغضب النظام المصري بقوة وعلى رأسه الرئيس السادات نفسه الذي خير زوجها ما بين التنحي عن منصبه أو تطليق سناء، وبالفعل طلقها ولكن السادات لم يكتفي بهذا العقاب فقط، بل أمر بمنعها من دخول مصر وسحب جواز السفر المصري منها.

بالصور الأبطال الحقيقيون لعملية “الطريق إلى إيلات “.. الضفادع المصرية هاجموه 4 مرات واغرقوا 3 سفن

كتاب عدو في أرض الميعاد

رحلة سناء التي رسمتها المحرمات تحولت من مغامرة في إسرائيل لمدة ستة أسابيع، لتتحول إلى إقامة هناك لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، وخلال وجودها هناك كانت تشق طريقها بعمق في التعقيدات السياسية والدينية والعرقية والاجتماعية الاقتصادية لإسرائيل، في البداية تعمدت سناء نقل صورة لإسرائيل دافئة وجريئة ورحيمة، ولكن في النهاية، أصبحت مشاعرها تجاه إسرائيل أكثر حساسية، وأكثر إزعاجًا لها من مجرد اكتشاف وجه العدو البشري: لقد واجهت نفسها من خلال كتابها (عدو في ارض الميعاد).

عدو في أرض الميعاد سناء حسن

حيث تضفي سناء على كتابها صفة روائية، مما يجعلها بطل الرواية التي تعرض كل نقاط الضعف الإسرائيلية، ويوضح حياة سناء في إسرائيل وكيف  تتغير خلال تلك السنوات. تتعلم، تنمو، تأتي تفهم وتقدر بطرق لم تكن تعرفها من قبل، وأخيرًا تواجه الكاتبة لعنة الإنسان؛ التي تتخطى حدود الدولة، وتتجاوز الجنسية والدين والحياة السياسية، وبالتالي تفقد راحة الانتماء، حيث تكتب سناء في نهاية كتابها “بعد أن تجاوزت الكثير من الحدود، واخترعت الكثير من الأراضي الموعودة، لم أعد أستطيع أن أعود إلى المنزل، كان علي أن أصنع السلام بهوية لا تعتمد على أن أكون جزءًا من مجموعة أو دولة. كنت أعود إلى مصر عدة مرات، لكن العالم الذي أكون على دراية به هو العالم الخارجي، الغريب، المنفى.

إقرأ أيضا
مو ذكي

وتقول سناء أيضًا “وعلى الرغم من أنني سأستمر في التطلع إلى وطن ملموس، إلا أنني أدركت أن موقعه لن يكون من الآن فصاعدًا مكانًا للذاكرة أو الخيال، يتم استعادته أحيانًا، فقط ليضيع مرة أخرى”.

قصة سناء هي واحدة من القصص التي اختفت تمامًا من أرشيف الصحف المصرية خاصة أنها دخلت في علاقة مثلية في أحد الكيبوتزات الاسرائيلية ثم ارتبطت بعلاقة مع ضابط إسرائيلي متزوج وسافرت معه إلى سيناء في ظل الاحتلال الإسرائيلي لها وذكرت كل هذا في كتابها الشهير، وعلى الرغم من رفع الحظر عنها بأمر من الرئيس السادات بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل (كامب ديفيد)، إلا أنها خرجت من إسرائيل وهاجرت إلى الولايات المتحدة ولم تزور مصر إلا مرة واحدة في عام 1981 عقب اغتيال السادات بأسبوعين قررت سناء حسن العودة إلى مصر بعد غياب 8 أعوام، وبحسب ما ذكره الدكتور محمد عزب في كتابه (سنا حسن في أرض الميعاد، استقبلت سناء في مطار القاهرة استقبالا رائعا وفرشوا لها السجادة الحمراء وفتحوا لها صالة كبار الزوار، وكان على رأس مستقبليها مندوب عن وزارة الخارجية.

سناء في أرض الميعاد

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
1
أعجبني
7
أغضبني
2
هاهاها
2
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)
  • قرأت كتاب الكاتبة سناء حسن و طوال الوقت لم أشعر إلا أن هذه الشخصية على الرغم من نضجها العمرى إلا أنها كانت تتصرف وكائنها فتاة مراهقة غير مسئولة.
    الكتاب وكائنه مذكرات فتاة مراهقة كانت تعانى من ضغوط حرمان من الحرية. مما دفعها لعلاقات متشعبة وكلها غير سوية.

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان