سيدي بشر .. المغربي الذي ميزته محافظة الإسكندرية وتميزت به
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
استطاعت الإسكندرية بما تميزت به أن تجمع بين مزيجين فأنتجت سحر شرقي وغربي، كأن التاريخ أراد أن يرحل تاركًا بصمته فتوجها بماس عراقته، فازدانت بعلوم العلماء النازحين الذين قطنوها منذ القدم، و تعطر هواءها وتعمرت ضواحيها برجال الله الصالحين.
اقرأ أيضًا
تمثال زوجة لوط في مصر .. إيه اللي جاب سدوم ووالهة جنب الإسكندرية
من الذين كُتب لهم أن تضمهم مدينة الإسكندرية بين ثراها، سيدي بشر، وهو اسم لا ينفك عن لسان الكثيرين، وسميت أيضًا أكبر منطقة على اسمه، واقترن الاسم بمدينة الإسكندرية فلا يُذكر سيدي بشر حتى يتبادر للأذهان أن المقصود مدينة الإسكندرية.
سليل آل بشر في المعمورة
رست سفينة أندلسية تحملُ عمالاً وعلماءًا، بعدما ساءت الحالة في البلاد التي فتحها طارق بن زياد، ليجدوا رايتهم داخل المدينة التي شيدها الإسكندر الأكبر، ومن بينهم سيدي بشر بن الحسين بن عبدالله بن الحسين بن بشر الجوهري.
سيدي بشر هو من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلي مدينة الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري وأوائل القرن السادس الهجري، لما تميزت به مدينة الإسكندرية من كونها أزهى المحافظات في العصر الإسلامي في تلك الوقت.
اقرأ أيضًا
صور .. مخطاف سيدي لاللو “سر من أسرار الإسكندرية”
واستقر سيدي بشر في مدينة الإسكندرية، لما وجد فيها مبتغاه الذي كان يبحث عنه، فأقام في منطقة منعزلة على شاطئ البحر، فوجد فيها ما يلائم زهده الصوفي بعد أن قرر أن يعيش لعلمه ودينه وميعاده، فوجد فيها ذلك النقاء المحمول في نسمات هوائها، والذي ساعده أيضًا على زيادة صفاءه الروحي في خلاوته وعبادته.
“إذا أحب الله عبده وضع له القبول في الأرض” فأحبه الناس وأقبلوا عليه، وبما عُرِف به أيضًا بين الناس من صلاحه وتقواه، وكثرة علمه الغزير فذاع صيته، وحلت بركاته على المنطقة واهلها ، فمن شدة حب الأهالي لسيدي بشر ،أطلقوا على المنطقة اسم “سيدي بشر” نسبة للشيخ سيدي بشر الجوهري، لتصبح بعدها واحدة من أشهر المناطق بالإسكندرية.
استوطن سيدي بشر في الإسكندرية وتعلق قلبه بهوائها الروحي الهادي ، فأبت روحها أن تفارقها ، حتي فاضت روحه إلى باريها عام 528 هـ، ودفن في نفس المكان الذي تعلق به وبقيت بركته تعم في أرجاء المنطقة.
وقام أهالي منطقة سيدي بشر بعد وفاته، ببناء مسجداً حول قبره وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وبعدها تم تجديده في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وقام أيضًا بمد خط سكة حديد إلى منطقة سيدي بشر، لتقام في المسجد صلاة الجمعة من كل أسبوع أثناء قضائه فترة الصيف بالإسكندرية، وسمي باسمه ليصبح مسجد سيدي بشر أكبر وأعرق المساجد الموجودة في المنطقة.
ولم تنقطع ذكرى سيدي بشر حيث يتم تنظيم احتفالية بمولد سيدي بشر بدءًا من 10 أغسطس حتى يوم 17 من نفس الشهر ويتوافد للاحتفال أعداد كثير من مختلف المحافظات، فدافع الحب هو الذي أتى بيهم للاحتفاء بمولد سيدي بشر.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال