سيكولوجية الصوت (1) ما هو الصوت وماذا يقول صراخ الرضيع؟

فور سماعنا لزقزقة العصافير صباحًا نستشعر ببداية اليوم الجديد، صوت الملعقة التي تقلب الشاي الممزوج باللبن هو الآخر يجعلنا نشعر ببداية جديدة، صوت أرغفة العيش وهي ترتطم بطاولة الإفطار، صوت المطر بالشتاء الذي ينزل على الأرض فيتحد معها ليعلن عن حضوره.

كل هذه الأصوات تذكرنا بأن الصوت له دور كبير على حياتنا، ولكل صوت طبيعة خاصة، بل أن الصوت أداة أساسية منذ استخدامه في البكاء والضحك وحتى تعلم الكلام والغناء؛ لذلك بداية معرفتنا عن سيكولوجية الصوت ستكون بالتعرف أولًا عن كيفية خروجه من الإنسان.

كيفية نشأة الصوت

 حسب ما جاء بموقع موضوع ، تتعدد الأجزاء المسؤولة عن إنتاج الصوت عند الإنسان

 الحنجرة: تُسمّى صندوق الصوت، وتقع في الجزء العلوي من القصبة الهوئية، وتحتوي على الطيات الصوتية التي يُطلَق عليها الأحبال الصوتية، وهي تهتز لإنتاج الصوت، ويعتبِر العلماء أن مصطلح الطيات هو أكثر دقة وذلك لأنها عبارة عن طيات ذات طبقات عديدة من الأنسجة التي ترتبط مع أنسجة أخرى موجودة في منطقة البلعوم.

 البلعوم: يُعرَف باسم الحلْق أيضاً، وله ثلاثة مخارج: الحنجرة البلعومية وتقع فوق الحنجرة، والبعلوم الفموي الذي يؤدي إلى الفم، والبلعوم الأنفي الذي يؤدي إلى الأنف. القصبة الهوائية: هي عبارة عن أنبوب وظيفته ربط الرئة بالبلعوم.

 المريء: موقعه وراء الحنجرة والقصبة الهوائية، وهو يحمل الطعام والهواء والماء؛ فيذهب الهواء إلى الحنجرة والقصبات الهوائية، أما الطعام والماء فيتدفقان عبر المريء لينزلا إلى المعدة.

العمود الفقري: يقع خلف المريء. الحجاب الحاجز: يقع تحت الرئتين وتحديداً داخل القفص الصدري، وهو عبارة عن عضلات تتخذ شكل القبة، ووظيفته هي التحكم بالتنفس. آليّة العمل تتعاون الأعضاء السابقة الذكر مع بعضها البعض لإنتاج الصوت ويحدث ذلك أثناء التنفس؛ حيث يخرج الهواء من الرئتين من خلال القصبة الهوائية، وأثناء خروجه يمر بالحنجرة فتهز كمية الهواء المتدفقة إلى الحنجرة الطيات، واهتزاز الطيات الصوتية يحبس الهواء داخل الحنجرة ويطلقه بالتناوب، وفي كل مرّة يتم إطلاق الهواء من الحنجرة يذهب القليل منه إلى .البلعوم، ويُعدّ ذلك بداية لموجة صوتية جديدة، وبانتقال الهواء من البلعوم وخروجه من الفم ينتج الصوت

تعريف الصوت

الصوت هو تلك الظاهرة الطبيعية التي يمكن إدراكها بواسطة حاسة السمع، وهو ينشأ عن اهتزاز الأجسام الصلبة أو السائلة أو الغازية، وبانتقال هذه الاهتزازات خلال الهواء أو أي وسط آخر مرن تؤثر في الأذن محدثة ما نسميه صوت، وهذه الاهتزازات أما أن تكون منتظمة أو غير منتظمة، فإن كانت الأولى سمى الناشيء عنها بالصوت الموسيقي وإن كانت الثانية سمي دويًا.

كيف بدأنا استخدام الصوت؟

 لكي نتعرف على سيكولوجية الصوت يجب أن نعود للحظة استقبال الوليد الدنيا باكيا صارخا فكأنما يحيى العالم بصياح مرتب الإيقاع تتخلله .سكتات منتظمة الفترات

فالصوت الإنساني هو العلامة الواضحة الدالة على الحياة، إذ يثبت فيها الطفل عند ولادته دخوله إلى الدنيا، بل وهناك من فسر صوت الوليد بأكثر من تفسير فلسفي، فقال العالم جوستمان أن أول صراخ الوليد ومدلوله هما الطلسم الذي حاول الناس تفسيره فاعتقدوا أن صراخ الذكور  عتاب لسيدنا آدم وصراخ الإناث عتاب لحواء.

ويقول ميشيليب: أن صراخ الرضيع فزع من استيلاء الطبيعة عليه، وآخرون فسروا صراخ الوليد بإننه تعبير عن الضيق.

ويبدأ الرضيع المناغاة من الشهر الرابع تقريبًا، فيجتمع حوله الأب والأم لسماع مناغاته وكأنها أغنية خاصة من تأليفه. فيبدو أن الموسيقى تولد معنا ويعبر الإنسان عنها قبل الكلام.

أقرأ أيضا..ما لا تعرفه عن ليوناردو دافنشي..رسم الهليكوبتر وحرر الحيوانات

وتعتبر هذه المناغاة هي أسلوب التعبير الأول للإنسان عن نفسه مستخدمًا الصوت، وفي هذه المرحلة يكون قد تعرف على صوت الأم والأب والأشياء من حوله.

وبعد أن يكمل الطفل 12 شهرا يبدأ في تقليد الأصوات من حوله، وبعضها بشهور يبدأ في نطق كلمات بسيطة، ومن هنا ينطلق الإنسان في الكلام.

تعريف الصوت الموسيقي

 ضمن سيكولوجية الصوت التعرف على نوعية الأصوات المختلفة، وبموضوع آخر سنتعرف على نوعية الأصوات البشرية المختلفة وصفاتها أيضا ضمن سيكولوجية الصوت، ولكن الآن سنتحدث عن الصوت الموسيقي ويعرف  بأنه هو الذي يحدث احساسا مستمرًا ويمكن معرفة درجته الموسيقية، والأصوات تنقسم لنوعين: حيوانية، وغير حيوانية؛ الأصوات الحيوانية هي بدورها نوعان منطقية أي ناطقة وهي أصوات الناس، وغير منطقية  أي غير ناطقة وهي أصوات الحيوانات غير الناطقة.

أما الأصوات غير الحيوانية: تنقسم إلى نوعين أيضا، طبيعية كصوت الحجر والخشب وسائر الجمادات، وآلية كصوت الطبل والبوق والمزامير والأوتار وما شابهها.

إقرأ أيضا

تاء التأنيث في غزة.. معاناة من نوع آخر

وللصوت الإنساني صنفان: نوعية وذاتية، النوعية بالنسبة للمقامات أي موقعة من الارتفاع أو الإنخفاض، وذاتية: بالنسبة للكمية أي نصيبه من القوة والضعف المعبر عنها بالشدة والرخاء.

في كتابه (صمت) يدافع جون كيج عن تعريف الصوت بكونه اهتزازاً فيزيائياً. كل صوت، وخصوصاً الموسيقي الطابع، هو عبارة عن اهتزازات في الهواء، وتجزم الفيزياء الحديثة أن الصوت هو تحويل الهواء إلى اهتزاز، وليس الاختلاف بين صوتين، مثل الاختلاف بين خبطة يد على الطاولة وعلامة موسيقية من البيانو، يعتمد الفارق على حجم الاهتزاز الناتج، وكيفية انطلاقه وانتشاره في الهواء، فيختلف مثلاً الإهتزاز اللولبي في الهواء عما يمكن أن تصنعه خبطة اليد التي لابد أنها تضغط الإهتزازات بطريقة مختلفة عن النوتة الموسيقية، وهكذا يمكن القول أن تجربة الصوت هي منحوتة من حولنا في الفراغ.

وبحسب الفيزياء، فإن كل عنصر كائن في الوجود يحمل، ويولد شحنته الخاصة من الاهتزازات في الفضاء من حولنا، والاختلاف فيما بينها يعتمد على شكل الاهتزازات، تواترها، وطريقة خلقها، وهكذا كل عنصر قادر على توليد اهتزاز تلتقطه الأذن البشرية وتحوله إلى اشارات عصبية تنقل إلى الدماغ، وبينما اعتقد العلم في البداية أن للموسيقى مركز محدد في الدماغ، تساعدنا الاكتشافات شيئاً فشيئاً ادراك أن المناطق الموسيقية في الدماغ موزعة على كامل مساحته.

المصادر

كتاب سيكولوجية فنون الأداء تأليف دكتور جيلين ويلسون ترجمة دكتور شاكر عبد الحميد

كتاب فن تربية الصوت وعلم التجويد لعطيات عبد الخالق خليل وناهد أحمد حافظ

مصدر 3