همتك نعدل الكفة
371   مشاهدة  

سينجلات صيف عام 2021 … آفة حارتنا النحت و الاستسهال … الجزء الأول

سينجلات صيف عام 2021
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



من السمات الواضحة جدًا في سوق الغناء المصري؛ هي تلاشي الفروق الفنية بين المطربين، تقريبًا اختفت الهويات الغنائية ولم نعد نرى تصنيف معتاد للأصوات، فلم يعد هناك مطرب شعبي أو شرقي أو فرانكو، بل أحيانًا يختلط الأمر في التفرقة بين مطرب وأخر.

اختلاط الحابل بالنابل جعل أغلب الأغاني المنفردة التي صدرت في صيف هذا العام تشبها بعضها، الكل يسير وفق متطلبات سوق الغناء حتى لو لم تتناسب تلك المتطلبات مع صوته أو هويته الفنية، ضيف على ذلك سببًا آخر مهمًا وهو سيطرة شلة بعينها على أغلب المحتوى المعروض، وكثرة الطلب على الاستعانة بهم حول الأمر إلي نحت نفسهم ونسخ بعض تجاربهم السابقة بحذافيرها، نفس المواضيع والأفكار اللحنية واستسهال و استرخاص من الموزعين حول بعض الأغنيات إلي مجرد تطبيل موسيقي وليس توزيعًا بالمعنى المتعارف عليه.

على مدار عدة تقارير سوف نقوم بتغطية بعض الأغاني المنفردة “السينجلات” التي صدرت في صيف 2021 .

اقرأ أيضًا 

بالورقة والقلم محمد محي يعيد الجمهور إلي فترة التسعينات

سور ورا سور “محمد عدوية”

يمتلك محمد عدوية إمكانيات تجعله في مكانة أكبر مما يستحقها، لكنه لا يتعامل مع تلك الإمكانيات بجدية، في أغنية سور ورا سور حاول أن يسير على نفس درب أغاني الإعلانات التي اشتهر بها الفترة السابقة.

الشاعر أحمد عبد النبي صنع أغنية بلا فكرة تقريبًا، خليط بين عدة أفكار حياتية وعاطفية مع استخدام مفردات رنانة وتشبيهات بلا أي هدف تقريبًا في محاولة لادعاء العمق لكن أفلتت منه فجاء بعضها مضحكًا مثل “زي المسافر ما يفارق المطار” وهو تشبيه في غير محله تمامًا فالمطار مجرد مكان مؤقت للمسافر وليس محل إقامة يصعب عليه هجرانه، أو مبهم وغير مباشر لا يخدم الفكرة مثل “طلوع الروح هو سر الفراق ، منين أروح في ضلمة الأنفاق”

الملحن مونتي بنى اللحن على لحن إعلان “أنت تقدر” الذي لحنه محمود العسيلي وغناه صحبة عدوية،مقدمة اللحن على مقام النهاوند يعقبه نقلة للعجم في “ومابينا سور ورا سور”،في الكوبليهات استخدم نفس التقطيعات اللحنية القصيرة في الإعلان بداية من “نفسي تبقي ضلي تاني عشت أعاني”.

التوزيع الموسيقي فارغ تمامًا من أي هارموني يعتمد كليًا على الجملة الإيقاعية وجملة كلارنيت تلهث خلفه.

القلب الأبيض “محمد كيلاني”.

يمتلك كيلاني الفرصة كي يكون لون غنائي مختلف لكنه لا يركز في الغناء قدر تركيزه في الدراما الذي أصبح مطلوبًا بكثرة فيها،في القلب الأبيض محاولة من الشاعرة “منة القيعي”  للخروج من فلك الإعلانات الناشطة فيها أكثر فاختارت موضوعًا يحتمل أكثر من وجه عن الخيانة والخداع.

الكلمات جيدة في بنائها وأن أسهبت وكررت في بعض شطراتها، لحن إيهاب عبد الواحد جيد تكون من فكرتين على مقام النهاوند الأولي في المقدمة والثانية في السينو، وكرر الفكرة الأولي في الكوبليه الوحيد ثم عاد لنفس السينو مرة أخرى.

توزيع محمد عاطف الحلو اعتمد على قوة الإيقاع بفاصل موسيقي جيد غير مستنسخ من اللحن، لكن تشعر فيه بسخرية لاذعة تماهت مع الكلمات التي تسخر من المخادعين.

YouTube player

تاني علبة سجاير “تامر علي”.

ينضم تامر علي إلي شلة الملحنين المطربين، ولا أعرف سر لذلك سوى أن تمرد بعض المطربين جعل بعض الملحنين يفضلوا الغناء بدلًا من ركن الأغاني في الأدراج، في تاني علبه سجاير فكرة مختلفة من محمد عطية أسسها بشكل جيد جدًا لعب على ايفيه “تاني علبة سجاير” الذي نال سخرية بعض المتابعين على السوشيال ميديا لكنه فاجئ الجميع بمفردات طازجة وجديدة وتناول ممتاز دون أن يقع في فخ تحويلها إلي خطاب تنمية بشرية مباشر وسطحي.

لحن تامر علي واحد من الألحان الجيدة التي نادرًا ما نراها هذه الأيام، استخدم ذكي لمقام الراست في المقدمة أعطاه صبغة شعبية ساخرة تماهت مع فكرة الكلمات، وواصل تألقه في الكوبليه بتحويل اللحن إلي النهاوند الذي تلاءم مع فكرة النصح والإرشاد التي كانت عليها الكلمات وأن عابه ضعف قفلة اللحن.

إقرأ أيضا
رحمة الله

توزيع وسام عبد المنعم منحوت بالكامل، بدأ بمقدمة من النهاوند تعزفها اّلة الترومبيت، تشابهات في بعض جملها مع بداية أغنية “ثلاث دقات” لأبو، الفاصل الموسيقي تطابق مع جملة لحن “بقا هو ده اللي هيصونا يا قلبى” لتامر حسني من أغنية “أول مرة” وإن كان لا يسأل عن ذلك فمكتوب أن الفاصل كتبها “تامر على ” بنفسه.

ما يعيب الأغنية هو ضعف أداء تامر على  فلم يسعفه صوته في إبراز قوة اللحن الذي كان يحتاج إلى مطرب مخضرم بمساحات صوت أكبر وقدرة على الارتجال واستخدام الحليات والعُرب اللحنية خصوصًا في قفلاته.

YouTube player

 رابع فنجان قهوة “أدم”

كعادة المطربين العرب عندما يختاروا أغنيات مصرية فيتم الاستعانة بأشهر الصناع في تلك الفترة حتى لو لم تتناسب تلك الاختيارات مع طبيعة صوتهم،اختار آدم الثلاثي الأشهر في تلك الفترة الشاعر “تامر حسين” والملحن “عزيز الشافعي” والموزع توما والأغنية لم تناسب طبيعة صوت أدم العريض واختياره طبقة غير مريحة لصوته فظهر وكأنه يعاني في أداء اللحن.

على نفس شاكلة أغنية “تاني علبة سجاير” يلجًا تامر حسين إلى استخدام نفس الفكرة في المطلع مع الاختلاف في التناول فنحن في “رابع فنجان قهوة” أمام أغنية عاطفية التي لا يجيد كتابة غيرها،لو تركنا المطلع على جنب وذهبنا إلى بقية الكلمات سوف نلمح تقطيعات قصيرة معتادة من تامر حسين خصوصًا في الأغاني التي يلحنها عزيز الشافعي وهذا يفتح بابًا للتساؤل حول تدخل الشافعي في تعديل صياغة بعضها أم لا.

اللحن تشعر بأنك سمعته مرارًا بل سهل اكتشاف أنه لحن “عزيز الشافعي” نقلات وقفلات متوقعة هرسها مئات المرات وهنا نتساءل هل هو استنساخ وتكرار أم حفاظ على البصمة اللحنية؟ توزيع توما بسيط وتقليدي بلا أي هارمونيات تقريبًا معتمد على قوة إيقاع المقسوم الذي يبدو أنه لا يعرف غيره، 

YouTube player

الكاتب

  • سينجلات صيف عام 2021 محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان