سينما نهاية العالم في سيناء بين الحلم الجميل والواقع المٌحبط
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
هل تحب السينما؟ هل لديك الدافع إلى السفر من بلادك وعبور قارات لتذهب إلى عرض سينمائي مجهول؟ إذا كانت إجاباتك نعم فأنت على اعتاب اكتشاف سيغير حياتك مثلما حدث مع المصور الأستوني كابو كيكاس عندما اكتشف سينما نهاية العالم في صحراء جنوب سيناء عام 2010.
حكاية كابوك كيكاس وسينما نهاية العالم في سيناء
في عام 2010 كان المصور الأستوني يستعد لسفره إلى مدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، وعندما كان يضع خطة قضاء وقته هناك مستخدم خاصية خرائط جوجل للتعرف أكثر على المزارات، وجد في أحضان الجبال مكان غريب ومع محاولته للاقتراب أكثر اكتشف مجموعة من المقاعد تجلس في أحضان الجبال.
وبالفعل قام كيكاس بالمجيئ إلى مصر ليس من أجل قضاء عطلة ترفيهية، ولكن في رحلة استكشافية لهذا المكان الذي يشبه قاعات السينما، وعندما ذهب إلى هناك بمساعدة أحد الأشخاص، انتابته حالة من الذهول، حيث ما يقرب من 700 مقعد سينمائية مصنوعة من الخشب مهترئة وبقايا شاشة عرض ومبنى صغير ملحق بهذا المكان البديع.
ولكن الملفت أن هذه السينما كانت مخفية تمامًا ولا يزورها أحد رغم رحلات السفاري التي تنظمها الشركات السياحية في جنوب سيناء، ويعتقد كيكاس أن هذا يعود لوجود السينما في أراضي بدوية.
من هو صاحب فكرة سينما نهاية العالم
في يوم مشمس في بداية هذه الألفية وبالتحديد في عام 2001 سأل رجل من عشاق السينما مجنون نفسه لماذا لا توجد دور سينما في وسط الصحراء؟
فعاد إلى باريس ورتب بعض المال بعد ذلك ذهب إلى القاهرة وقام بشراء مقاعد قديمة أصلية وصل عددها إلى 700 مقعد، ومعدات عرض من مسرح سينمائي قديم. ثم عاد إلى سيناء، رتب مولدا للكهرباء جرارا ضخما لسحب الشاشة التي كانت تشبه الشراع الضخم، وأصبح كل شيء جاهز تمامًا وفي هذه اللحظة شعر الرجل الفرنسي-الذي لا يعلم أحد المصادر اسمه- أن حلمه يتحقق.
ولكن للأسف لم يكن هذا الرجل الحالم على علم بالروتين المصري في الإجراءات واكتفى بالتنسيق مع البدو، مما جعل الشرطة المحلية تقوم بوقف أول عرض سينمائي قبل أن يبدأ، وتم إجهاض الحلم قبل أن يرى النور، وللأسف في المساء الأول سارت الأمور على نحو خاطئ “عن طريق الخطأ”، وتم تخريب مولد الكهرباء ولم يتم عرض الأفلام في نهاية السينما العالمية.
مصير سينما نهاية العالم
في عام 2014 قام أحد نشطاء مواقع التواصل بنشر الصور التي وثقها كيكاس في عام 2010، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وانقلب الحلم الجميل إلى واقع محبط، حيث تم تدمير المكان بالكامل بدلاً من تحويله إلى مزار سياحي، ولم يتبقى من سينما نهاية العالم إلا حطام مقاعد تحكي لنا عن حلم دمر وما أكثر هذه الأحلام.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال