رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
2٬422   مشاهدة  

شابوه يوسف الشريف.. بجد!

شابوه يوسف الشريف.. بجد!


لم أشاهد مسلسلًا كاملًا لـ “يوسف الشريف” في حياتي.

والأمر لا يتعلق إلا بنفوري الشخصي من متابعة الأعمال الفنية التي تُلاقي إقبالًا واسعًا، مما يُدخلها في إطار “التريند”، دون أن أعرف لهذا النفور تفسيرًا دقيقًا، ربما للأمر سبب نفسيَّ مجهول يستحق البحث في وقت آخر، لكن النهاية كانتْ تتشابه مع مقدم كل “رمضان”: أبدأ في متابعة مسلسل “يوسف الشريف” الجديد، أتحمس، ثم يبدأ سيل الكتابات من المشاهدين عبر “فيسبوك” يُزعجني ويشتت ذهني عن المتابعة، فأؤجل استكمالها لـ “بعد رمضان” الذي لم يأت ولا مرة!

 

هذه المرة قررتُ من البداية أن أتجاهل المسلسل تمامًا، وأؤجل مشاهدته كاملًا بعد انتهاء “رمضان”، ومرَّ أسبوع بالفعل كنتُ أتجنب قدر استطاعتي منشورات حرق الأحداث إياها، وهنا لاحظتُ بين الكتابات المعجبة المنجذبة لمتابعة المسلسل، والتي لها الأغلبية من متابعتي، كتابات أخرى تهاجم المسلسل وصُنّاعه بقسوة بالغة، وبالطبع تركز الاهتمام فوق رأس نجم العمل “يوسف الشريف”، حتى أني قرأتُ لأحدهم يتهمه بأنه سببٌ رئيسي في نشر الغباء لأنه “يستصغر” عقل مشاهديه! وسُباب متناثر هنا وهناك، بالخصوص في تعليقات ما يُنشَر حول أحداث المسلسل ويستحسنها، فترصد حالة غليان رهيبة لدى البعض، وإن لم يكونوا الأكثرية، أكثرهم تهذيبًا يتهم “يوسف الشريف” بأنه لا يجيد التمثيل أساسًا، ولا يمتلك إلا تعبيرًا واحدًا ثابتًا على وجهه.

 

حسنًا، هنا قررتُ بدافع الفضول أن أشاهد “النهاية”، بعد أن كان قد مرَّ 8 أيام على بدء عرضه.. وفي ليلة واحدة شاهدتُ سبع حلقات، مشدودًا للأحداث دون معاناة.. وازدادت حيرتي، لما هذا الهجوم الشرس من البعض إذن؟

وأسائل نفسي..

هل مسلسل “النهاية”، حتى حلقاته العشر الأولى، يُعد مُدهشًا بالنسبة لتصنيفه الدرامي، مقارنة بنظرائه من الأعمال الأجنبية؟

لا أظن، لكن مَن قال أننا كُنّا سنشاهد مسلسلًا مصريًا ينتمي لتصنيف “الخيال العلمي”، إلا بوجود ممثل لا يميل للقوالب الجاهزة مثل “يوسف الشريف”؟

لا أعتبر “يوسف الشريف” ممثلي المُفضل أبدًا، لكني أستعجب من الآراء التي تقول بثقة: “ده معندوش غير تعبير واحد”، أخذتُ أعيد بعض المشاهد لأتأكد وأنا أرى تعبيرات الرجل تتغير بسلاسة، لتعبر عن أكثر من حالة شعورية بشكل متتالٍ طبيعي، في نفس المشهد.. وتذكرتُ أداؤه المميز في المشهد الأخير من مسلسله “كفر دلهاب”، هل هذا ممثل لا يجيد التعبير بوجهه؟

 

يكفيني من يوسف الشريف أداؤه التمثيلي الجيد، وتركه كل طرف من أطراف صناعة الدراما في عمله يؤدي دوره بحرية، دون أن يلعب دور النجم الذي يرسم كل شيء على مقاسه، كما يفعل غيره، بل كممثل يعرف حدوده كممثل “فقط”، ليظهر هذا من خلال دراما متماسكة، تمتلك خيالًا جيدًا وقضايا إنسانية حقيقية، دراما لا تجذب مشاهديها بأساليب رخيصة أو تنتزع ضحكاتهم بتلميحات جنسية مثل بعض الأعمال الأخرى، بل تفعل هذا من خلال الثنائي العبقري: “عمرو عبد الجليل/ محمود الليثي”، الذي تبدو الكوميديا الخاطفة بين طرفيه كأنها شيء تلقائي.. والجميلة “سهر الصايغ”، بقدراتها التمثيلية المدهشة، التي تجعلها تضحك كطفلة شقية، بملامح صافية خالية من انتفاخات عمليات التجميل، ثم تبكي بحُرقة في مشهد واحد، فتنتقل بخفة من تعبير لآخر، لتؤدي دور الشخصية الهيستيرية دون أن تُشعرك بثقل المبالغات المُعتادة، هل كانتْ ستأخذ دورًا مُهمًا يمنحها فُرصة تقديم إمكانياتها التمثيلية للجمهور، إلا من خلال عمل يتصدر لبطولته “يوسف الشريف”؟ لا أعتقد؛ فباقي المسلسلات تمتلئ بسيدات جميلات، من ناحية المعايير المثالية، لكن مشكلاتهن التمثيلية تتلخص في أن انحناءات “البوتكس” التي ملأت وجوههن المنحوتة لا تسمح لهن بالتمثيل أساسًا.

إقرأ أيضا
جيش الطين

 

بالطبع يمكنك ألا تحب “يوسف الشريف” كممثل، فالأمر متعلق باختلاف الأذواق، والفن نسبي مهما وُضعتْ له المعايير والأُطر.. ربما تُفسد الحلقات العشرين القادمة متعة المشاهدة على متابعي “النهاية”، وإن كان الكاتب “عمرو سمير عاطف” قد نجح في الحلقات العشر الأولى بدرجة “جيد جدًا” في رأيي.. إلا أنني لا أملك إلا أن أحترم عقلية “يوسف الشريف”، ومثابرته وسعيه نحو تقديم شيء مختلف، في زمن يسود فيه كساد الخيال، وانعدام الطموح لدى معظم نجوم الفن إلا من مراكمة المزيد من المال في أقل وقت ممكن، دون أن يأخذوا فنهم بجدية من الأساس.

من كل قلبي، شابوه يوسف الشريف!

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
43
أحزنني
0
أعجبني
7
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان