شاب يتبنى طفلة بمتلازمة داون بعدما رفضتها 20 عائلة
لا يوجد أكثر قسوة من أن تترك الأم رضيعها في أول لحظاته في هذه الحياة، هذا ما حدث مع الصغيرة “ألبا” التي تركتها الأم بعد ولادتها في المستشفى لترحل رافضة مهمة الأمومة تجاه طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة!
بالتأكيد لم تختر الطفلة “ألبا” أن تولد بكرومسوم زائد وتصبح من ذوي متلازمة داون، لكن أمها اختارت أن تتخلى عنها، وبدأت المؤسسات الإيطالية رحلة البحث عن عائلة توفر لها الرعاية والدعم الذي تحتاجه.
واجهت الصغيرة الرفض مجدداً من عشرين عائلة، رفضت تبنيها، حتى وجدها لوكا تراباني،41 عام، فقد كان يرغب في اختبار مشاعر الأبوة ولم يتردد لحظة في تبني “ألبا”.
لم يجد “لوكا” أي سبب لرفض الملاك الصغير، خاصة أن لديه خبرة في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال العمل التطوعي منذ أن كان في الرابعة عشر من عمره، وحاليا يعمل مع مؤسسة “a Ruota Libera” المتخصصة في مساعدة الأطفال المصابين بمتلازمة داون.
هذا ما جعله يقدم الدعم الذي تحتاجه “ألبا” عندما قرر تبنيها عام 2017.
“عندما حملتها لأول مرة، شعرت بسعادة بالغة وعرفت أنها أصبحت ابنتي من الأن”
قال لوكا، أنه واجه صعوبات في البداية في التعامل مع طفلة مولودة حديثا، لكن الأمر كان ممتعاً، واليوم يشعر أن حياته أصبحت تدور حول ابنته الصغيرة التي جلبت له السعادة والإحساس بتحقيق الذات.
يشارك “لوكا” لحظاته مع الصغيرة عبر صفحته الخاصة على انستجرام، والتي يتابعها ما يقارب من 200 ألف متابع، ومؤخرا نشر فيديو احتفاله بعيد ميلاد طفلته وكتب “عامين من السعادة”
https://www.instagram.com/p/BzU8hZ4IiP0/?utm_source=ig_web_button_share_sheet
كروموسوم السعادة
متلازمة داون هي اضطراب جيني ناتج عن خلل في انقسام الخلية يؤدي إلى وجود نسخة إضافية من الكروموسوم 21، يتسبب في زيادة عدد الكروموسومات من 46 لتصبح 47 كروموسومًا.
وهذا الكروموسوم يطلق عليه “كروموسوم السعادة” فقد أثبتت الدراسات أن العائلات التي لديها طفل مصاب بمتلازمة داون، لديهم طاقة سعادة وحب بالمنزل.
في دراسة أمريكية (1) أجرى الباحثون استطلاعًا لأكثر من 3000 فرد من أفراد عائلات أشخاص من متلازمة داون، وأكد أغلبية المشاركين من الآباء أنّ لديهم نظرة إيجابيّة أكثر على الحياة بسبب طفلهم الذي يعاني من متلازمة داون.
وأشار 90% من الأخوة إلى أنهم يشعرون بأنهم أشخاص أفضل بسبب أخوهم أو أختهم من متلازمة داون.
حسب موقع هيئة الأمم المتحدة، يقدر عدد المصابين بمتلازمة داون بين 1 في 1000 إلى 1 في 1100 من الولادات الحية في جميع أنحاء العالم. (2)
يشترك الأطفال والكبار المصابون بمتلازمة داون في بعض السمات الشكلية الشائعة، ولكن بطبيعة الحال سوف يشبهون أفراد أسرهم المباشرين.
يتعرض الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون لمشكلات صحية مثل عيوب القلب الخلقية ومشاكل الجهاز التنفسي والسمع، لكن كثير من هذه الحالات قابلة للعلاج الآن، لذلك يعيش معظم المصابين بمتلازمة داون حياة صحية. (3)
يختلف السلوك والقدرة العقلية والنمو البدني من شخص لآخر، ويلتحق المصابون بمتلازمة داون بالمدرسة، وتتطور مهاراتهم ويكونون أصدقاء مثل أقرانهم، ويمكنهم الاعتماد على أنفسهم والنجاح في كل المجالات، والدعم الذي يتلقاه الطفل من والديه والأصدقاء والمجتمع تساهم بشكل كبير في العيش حياة طبيعية وناجحة. (4).