شريهان عروسة بحر في قلبي..عن عودة شريهان للفن
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
شريهان لم تكن فقط راقصة استعراضات استثنائية، ولكنها كفيلم طويل وجميل يحمل ذكريات عيد ميلادك وبهجة العيد قبل ظهور السوشيال ميديا والتليفونات الذكية.
منذ أيام أعلن الدكتور الفنان مدحت العدل ببرنامج “إي تي بالعربي” عن عودة الفنانة شريهان بعمل من تأليفه و إنتاج العدل جروب؛ عرض مسرحي عن حياة “كوكو شانيل” وسيعرض بواحد من أكبر مسارح القاهرة، وقد تأخر عرضه بسبب وباء كورونا، ويتم دراسة فكرة عرضه بمسارح سعودية أيضًا ثم يتم عرضه تلفزيونيًا.
في الحقيقة تأخرت هذه العودة كثيرًا، حيث أقيمت حفلة بتنظيم من شركة العدل جروب منذ ثلاث سنوات للاحتفال بعودة شريهان للحياة الفنية بمسلسل تلفزيوني بدراما رمضان، ولكن بلا أسباب واضحة لم يكتمل المشروع.
علاقتي بشريهان
كما قلت شريهان بالنسبة لي ليست مجرد نجمة عادية، وربما لم يحالفني حظ مقابلتها إلى الآن، ولكن الفنان الصادق الذي علمت فيه التجارب الحياتية بشكل مختلف ومذهل يصبح بالصليقة قريبًا من الناس.
لي زملاء يستطيعون تحليل أعمالها الفنية بشكل متميز، ولكنني اخترت أن أكتب عن حبي لشريهان التي لم أقابلها ولكن أشعر دائمًا بأنني أعرفها.
الطفولة
بطفولتي كانت شريهان تعني بالنسبة لي فوازير رمضان، وبالنسبة لكثيرين أيضًا هي البنت الشقية الرشيقة التي تحل البهجة كلما مرت بأحد الكادرات.
كنت أحاول تقليدها والرقص، وعندما أفشل في عمل نفس الحركات كنت أغني وأكتفي برقص عشوائي غير منضبط، ولكن كل ما كان يهمني أنه يبهجني، وأن أتابع لحل الفزورة بنهاية الحلقة.
متابعتي لها ونضجي معها
بعد ثورة يناير ظهرت مرة أخرى بعد غياب طويل بلقاء مباشر على قناة العربية تدعم حق الشباب في التعبير عن رأيهم بفترة حكم محمد مرسي. وجهها كان مضيئًا بالأمل وكانت تدعم الشباب بشجاعة وطاقة إيجابية تناسب شريهان التي هزمت الكثير من الضغوط كي تعود لنا بروح شجاعة مثابرة.
بعد سنوات بدأ الفنانون في عمل حسابات لهم على مواقع السوشيال ميديا، معظمها كان بغرض التسويق لموهبتهم، فينشرون أخبار أعمالهم الفنية وصورهم بأماكن التصوير، فيما طلت شريهان الحلوة بشكل مختلف.
تشاركنا صورها بموقع “انستجرام” فتظهر ما بداخلها من طاقة حب لكل من حولها من أصدقاء وأقارب وحتى الطبيعة تنال قسطًا من التعبير عن هذا الحب.
تشاركنا ذكرياتها مع الفوازير ومع نجوم كبار، وترسل رحمات لأخيها الفنان عمر خورشيد لتذكر جمهوره دائمًا بأعماله حتى تكون حلقة وصل دائمًا بيننا وبين من رحلوا من الطيبين.
أتابع شريهان الآن ليس فقط لأنني أحب الفن، ولكن لأنني أحبها هي؛ أحب شريهان التي هزمت المرض ورأت ما ورائه من حكمة جعلتها أكثر نضجًا، وجعلتها تشاركنا لحظات تأمل خاصة، فنضجت أنا معها.
بشكل نادر تكتب بلغة عربية صحيحة تنم عن ثقافة نادرة لواحدة تحب اللغة العربية والقراءة، وتشاركنا تأملاتها للطبيعة وكل شيء من حولها ينطق بالحب فتدخل السرور على متابيعها، فأصبح حسابها الشخصي مساحة آمنة لمن يحب الفن والنوستالجيا والتأمل كي يفصل عن جنون العالم.
تشاركنا كل جمعة بعض الأدعية والآيات القرآنية، وبرمضان تذكرنا بالفوازير وتدعو معنا بصدق فتجعلنا نستشعر بهجة رمضان الطفولة.
منذ شهور رأيت شريهان برؤية مميزة تقف على شاطىء بعيد هادىء وبمكان يتمنى الناس زيارته أو العمل فيه بأي شكل حتى يتواجدون فيه.
ما لا تعرفه عن ليوناردو دا فنشي..اخترع الهيلكوبتر وحرر الحيوانات
كانت تقف على شاطئ هذا المكان المميز ترتدي فستانًا طويلًا قطنيًا أبيض، وتمشي على رمال الشاطىء البيضاء وحدها، وتغني “قمر سيدنا النبي قمر وجميل سيدنا النبي وجميل”
صحوت على صوتها العذب يتردد في أذني، وصادف أن هذا اليوم كان يوم مولدها ويحتفل المعجبون بها على مواقع السوشيال ميديا.
هكذا أرى شريهان دائمًا؛ فتاة جميلة بشعر أسود طويل منسدل بعالم خاص هادىء مميز وشاطىء حر كعروسة بحر في قلبي.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال