شكل خالد بن الوليد .. ليت المخرج رؤوف عبدالعزيز سكت

بات أول نقد لاحق مسلسل سيف الله هو أن شكل خالد بن الوليد الحقيقي ليس له علاقة بملامح الممثل عمرو يوسف، ووصف مهاجمي المسلسل بأنهم لجان إلكترونية منظمة.

وحول شكل خالد بن الوليد وعدم صلته بالممثل عمرو يوسف قال المخرج « المختلف بين الصحابى الجليل والفنان عمرو يوسف هو لون الشعر، مؤكدًا على أن هذا الاختلاف سيعالج بالمكياج، وفي النهاية هو ممثل ويمكن تشكيله للوصول إلى الشخصية، وظهر هذا على الأفيش طبقًا لكتاب عباس العقاد».

ردًا على تصريح المخرج: سيف الله كان أصلعًا !

لسنا بصدد الرد على التهمة الجاهزة «لجان إلكترونية»، فهذا رأي المخرج «المنافي لحقيقة الواقع» وموضوعنا ليس «قدرة الفنان عمرو يوسف على التجسيد»، ولسنا من الذين يتخذون موقفًا عنيدًا في الرأي من المسلسل إذ أنه لم يُعْرض، واقتصر كلامنا على ما ظهر بالفعل وهو أفيش مسلسل خالد بن الوليد والأخطاء التاريخية التي فيه.

غير أن مخرج مسلسل سيف الله وقع في خطأ تاريخيٍ كارثي بشأن شكل خالد بن الوليد حين قال أن الفارق بين عمرو يوسف والصحابي الكبير هو لون الشعر فقط، وحقيقة الأمر أن خالد بن الوليد كان أصلعًا !.

كيف نعرف شكل خالد بن الوليد وصلعه

يستدل مخرج المسلسل بكتاب عبقرية خالد للكاتب عباس محمود العقاد في تحديد شكل خالد بن الوليد، غير أنه لو طالع كتاب عباس العقاد في الفصل الثالث الطبعة الثامنة المنقحة عن نهضة مصر سنة 2005 صفحة 23 حيث قال «كان خالد طويلاً بائن الطول، عظيم الجسم والهامة، يميل إلى البياض، كث اللحية، شديد الشبه بعمر بن الخطاب، حتى أن ضعاف النظر كانوا يخلطون بينهما».

ولو تأمل الكاتب والمخرج ما قاله العقاد حول تشابه شكل خالد بن الوليد مع عمر بن الخطاب لعرف أن عمر بن الخطاب كان أصلعًا وذكر هذا جلال الدين السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء، وبن حجر العسقلاني في كتابه تهذيب التهذيب.

اقرأ أيضًا 
أخطاء أفيش مسلسل خالد بن الوليد لعمرو يوسف

ربما يقال أن جملة شديد الشبه بعمر بن الخطاب هي وصف مطاطي حمال أوجه فربما قصدوا التشابه في الشخصية وحتى لو كان هناك شكل فليس ضروريًا أن يكون نسخة طبقة الأصل.

والرد على هذا أن الجاحظ في كتابه «البرصان والعرجان والعميان والحولان» ذكر شعرًا لقبيلة بني مخزوم حيث قال أحدهم «بنى لنا المجد آباء لنا سلفوا * صلع الرؤوس وسيما السادة الصلع».

كذلك فإن الزبير بن بكار خلال الجزء الأول من كتابه «جمهرة نسب قريش وأخبارها» ص 495 طبعة دار الكتب العلمية سنة 2005 قال نقلاً عن مالك بن أنس أن شيخًا رأى عمر بن الخطاب أصلعًا وقت السَحَر بعد أن عزل خالد بن الوليد، فاعتقد الرجل أن عمر بن الخطاب هو خالد بن الوليد فقال له «عزلك عمر .. لا أشبع الله بطنه وما له عندي إلا السمع والطاعة»، والعجيب أن هذه الرواية بنصها ذكرها عباس العقاد في كتابه عبقرية خالد الذي يستدل به مخرج المسلسل.

إقرأ أيضا

مرايات حمزة نمرة وسياسة الكيل بمكيالين

عمرو يوسف VS خالد بن الوليد .. الفوارق والاتفاقات

وحول مدى الفوارق بين شكل خالد بن الوليد والممثل عمرو يوسف، فإن عمرو يوسف ليس له صلة بخالد بن الوليد من حيث لون العينين، وإنما يشبه قادة الروم الذين حاربهم سيف الله في اليرموك.

وتبدو مسائل طول القامة وقوة الجسد وضخامة اللحية أشياء نسبية، لكن هامة خالد بن الوليد كانت أكبر والهامة معناها الرأس، كذلك فإن تأكيد المخرج على أن لون الشعر مختلف فهذا غير صحيح لأن خالد كان أصلعًا.

أما الزي الذي ظهر على الأفيش فهو غير مبشر لأنه لا ينتسب إلى زمن الدولة الراشدة أصلاً وإنما هو هجين عصور الأمويين والعباسيين والمماليك، أما تفاصيل زي المسلمين فيمكنك معرفتها مــن هــنــا