همتك نعدل الكفة
370   مشاهدة  

شيء في “العادي” لا ينسيني تاجر سعادة وحسناء ساكنة بين النيل والقمر

خالد صالح
  • صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



لم أكن براجماتيًا على المستوى الشخصي لكني نفعيًا بطريقة لافتة تجاه الأعمال الفنية ونظرتي لفناني المفضل إذا قدم عمل لم يحظى بإعجابي لن استكمل مشاهدته سواء كان مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي ولا أحتاج لوصف تفصيلي يبرز بعض الإيجابيات لأرضى بنصف العمل أو جزء صغير منه لكن موهبة وحضور ساحر وكاريزما فنية رفيعة المستوى حظى بها الفنان خالد صالح  نسفت هذا السلوك وأداء استثنائي ابعدني عن هذه النفعية الحمقاء.

 

استطاع العظيم الراحل الفنان خالد صالح أن يجعلني أبحث عن الخلطة الفنية المبهرة في مشهد أو في ممثل واحد دون زملاؤه في العمل نفسه من هذا الرجل الذي اقتحم الفن في سن متقدمة وعلمني أن نفعيتي البلهاء تجعلني لا أدرك جيدًا التفاصيل والكلمات والجمل التي يكون لها تأثير ويتسطيع الفنان الموهوب التأثير بها في كيانك الشخصي حتى و إن كان العمل لم ينال إعجابك.

“انت فاكر انك لو عرفت الحقيقة بالك هيرتاح” جملة من عمل لا أفضله فيلم “فتح عينيك” قالها خالد صالح بطريقة مميزة تبعها درسًا مهمًا بعنوان “كيف تتذوق الفن وتقيمه”  ورغم انطلاقه من خشبة المسرح إلا أنه  أخذ لقب الرجل الذي علمني استنباط ما وراء المشهد حتى وإن كانت خبراتي تجاه التقييم الفني محدودة جدًا وبالكثير أستطيع من خلالها تحديد ما إن كان هذا المشهد او ذاك من المفترض أن يكون تناول جوانب معينة لم يتناولها.

 

إقرأ أيضًا…البنا والقرضاوي وقطب ..عن كيف تجيد صناعة “سفك الدماء”بـ كلمة

بدا لي خالد صالح عندما طل  في عام 2009  بشخصية مصباح البائع المتجول الكفيف في مسلسل “تاجر السعادة” بالفنان الملفت والموهوب الذي استطاع ان يتقن شخصية عم مصباح الذي يشبه عم “جابر” صاحب كشك البقالة الكفيف الزملكاوي شريك مشاهدتي لمباريات الزمالك لسنوات طويلة والذي كان يتفائل بزملكاويتي التي بدأت في سن صغيرة و يكافئني ببعض الحلوى في المباريات التي يحقق فيها الأبيض مكسبًا مهمًا لقد كان يشبهه في كل شيئ ملبسه وطاقيته حتى صوته وكأن خالد صالح كان يوجه لي رسالة مفادها أنه ينقل لي واقع في سنوات المراهقة بأن شخصيات الفن حقيقية ونتعامل معها يوميًا و نقابلها في حياتنا بتفاصيل صغيرة هذا يشبه فلان وهذا يشبه علان هذاه الفنانة تذكرني بأمي وهذا الفنان يذكرني بجدي.

 

استطاع خالد صالح الذي رحل عن عالمنا أن يذكرني بعم جابر طوال الوقت لأتذكر معه أيامًا جميلة في إدفو بلدتي الساكنة بين النيل والقمر ورحل عن جابر في صيف 2012 وذهبت معه أيامًا جميلة في بلدتنا بأسوان  ثم رحل خالد صالح  عن عالمنا في خريف 2014 وتركني دون أن أنتظر عملًا فنيًا لفناني المفضل ولم يتبقى سوى الذكريات.

الكاتب

  • خالد صالح أحمد الأمير

    صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان