صحافة البث في مصر ..” كتش كدر في الألولو”
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لفت نظري أثناء تصفح ” فيس بوك” بث مباشر ” لايف” لإحدى صفحات الصحف المصرية مع أول مدربة جيم للرجال، إلى الآن يبدو الأمر طبيعي، فالمرأة أصبحت تعمل في شتى المجالات، مدربة.. مصارعة .. ملاكمة وغيرها من الأعمال التي تعتمد على القوة والتحمل، لكن لماذا هذا البث وغيره؟ ربما يحمل رسالة إنسانية إلى المشاهد! .
مؤخرًا اتجهت الصحف للاعتماد على ما يسمى صحافة البث المباشر، و التي تعتمد على معيار واحد من المهنية وهو ” الترفيه” كما هو ظاهر، فهل نُصنف ما يُنشر عبر صفحات الصحف المصرية عبر منصات التواصل الاجتماعي حاليا من قبيل الترفيه؟، أم من قبيل العبث؟ سنتناول بث ” ياسمين أول مدربة جيم للرجال كشاهد على ذلك ربما نكون مخطئين في تقيم ما يحدث من عبث.
أولًا لنصف الفيديو ما رأيت ياسمين المرأة .. رأيت رجل يرفع أوزان في صالة الجيم ، قصة الشعر والتكوين الجسماني الملابس وطريقة الحديث وغيرها من الصفات الظاهرة التي تؤكد للمشاهد أن هذا الشخص الذي يظهر أمامه رجل ، لنكتشف بعد ذلك أنها هي ياسمين!.
أولًا هل تلغي بعض المهن الأنوثة ؟ قبل الإجابة الأنوثة ليست حكرًا على ذوات العيون الملونة والقوام الرشيق والصوت الناعم وإظهار الضعف بل هي مجموعة صفات ما إن تجتمع في صاحبتها تكسبها جوهرًا و مظهرًا جذاب، ومنها على سبيل المثال لا الحصر القوة الخفية المرتبطة بالعزيمة والإصرار على العطاء والإلهام ، بالإضافة إلى بعض المظاهر الخارجية التي لا غنى عنها كالملابس التي تدل على أن تلك التي أمامك امرأة .. حنان الصوت.. الاهتمام وغيرها من الصفات .
هل هذه الصفات التي ذكرتها تتوافر في “ياسمين ” على الأقل المظهر الخارخي فالإجابة لا، هل البث أوضح مثلًا إن “ياسمين” ضحية لتصرف معين الإجابة لا .. هل البث أوضح القيمة الفعلية والإنسانية التي تقوم بها الإجابة لا فقط اسم امرأة وجسد رجل دون محتوى يذكر.
إذًا نحن الآن أمام أزمتين فيما يسمى صحافة البث ؛ الأزمة الأولى فكرة كثافة النشر على حساب الجودة والدقة، والفكرة الثانية رداءة الأفكار فهل تصدر كصحيفة للمجتمع أن المرأة التي تعمل في أي شيء وتحديدأ الألعاب ذات الطابع الذي يحتاج إلى قوة تصبح بهذا الشكل !، بتنا لانعرف هل الأصل أن الصحافة صاحبة رسالة في نشر الوعي والثقافة وانتشال المجتمع من هوة التفاهة والجهل، أم أن مُهمة مهنة الصحافة باتت “كتش كدر في الألولو”؟!.
ولا ننكر أن صحافة البث منحتنا مزايا عديدة فكانت فرصة فريدة لإيصال صوت المظلوم ورواية قصته للعالم، كما سهلت كشف الفساد والتعسف وسوء الإدارة، لكن وجهها الآخر التي تمارسه الصحف المصرية عبر صفحاتها أكثر قسوة من بينها إنها عهد الصحافي المحترف على حساب الترافيك .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال