همتك نعدل الكفة
164   مشاهدة  

صديق الحمام المجهول..شكراً

صديق الحمام المجهول


الجميع يحب أن يكتب، الجميع يحب التعبير، والكتابة أهم وسيلة للتعبير عن الذات، البعض يستخدم الورق والقلم، والبعض يستخدم لوحة مفاتيح حاسوبه ليعبر، والبعض  الآخر مثل صديق الحمام المجهول يرى أن كتابته علي الجدار هي الطريق الوحيد لتوضيح وجهة نظره وجعلها مرئية للجميع

روتين الجامعة يتكرر في كرة مرة أقرر أن اذهب للمكان الذي لا يربطني به سوى ورقة، الطقوس اليومية تتكرر، استيقاظ مبكر والحمام الدافئ اليومي، يتبعه زحمة المترو المعتادة ثم شكر لله علي نزولي من عرباته حي بكامل ملابسي، وتبقى الطقسة المهمة هي التردد في الدخول إلي المحاضرة والاستماع إلي نفس الكلام وإن اختلفت الأشخاص.

صديق الحمام المجهول يشارك في طقسة التردد

تتم داخل حمام الكلية، النظر إلي المرأة والتحدث إلي نفسي، ما الذي جاء بي إلي هنا؟، وما الفائدة من وجودي في مكان لا يشبهني؟، محاولات بائسى للتأخر علي ميعاد المحاضرة كي تفوتني سهواً حتى وان كنت في قرارة نفسي اتمنى أن تفوتني.

علي كل حال قبل أن اخرج من الحمام، انظر إلي الجدران لأجد مقولة علقت في ذهني لأيام عديدة “خدت إيه من الكلية..قولي كده يا عنيا”، صفعة علي وجهي اتلقاها بسبب جملة من شخص مجهول أراد بها أن يعبر عن نفسه، واطلق تساؤل حاولت الاجابة عنه لشهور كثيرة ولكن لم أجد أي اجابة مقنعة.

الحقيقة ان هذا الشخص لم يتكاسل يوماً عن اداء مهمته بكل تفاني واخلاص، فهو ظل يكتب جملته الشهيرة علي كل حمام في الكلية، واستطيع ان اجزم انه كتبها في حمام هيئة التدريس نفسهم.

4 سنوات قضيتهم داخل جدران الكلية، كونت صداقات لم تستمر، دخلت في علاقات خذلتني وخذلني الجميع، لم استفد من الكلية كما كنت آمل اللهم الا الزيارات العلمية
التي جعلتني اعشق الآثار، دون ذلك فالكلية شهدت اسوء ايام حياتي ومشاكل لا تعد ولا تحصى، ومناهج عقيمة نجعلها تختفي من ذاكرتنا وكأنها لم تدخل مطلقاً بمجرد الانتهاء من الأمتحان.

وبناء علي مقولة خلدها صاحبها المجهول –وإن كان يكتبها لمجرد السخرية- في ذهني ، جعلتني اقرر أن أركز علي الكتابة فهي الحلم الذي طالما تمنيته منذ كنت طفلاً صغيراً، ولكن عوضاً علي ذلك خذلني التنسيق ودخلت كلية الآثار بدل من كلية الإعلام.

إقرأ أيضا
بيت الراحة

وبقيت أحلم اذا كنت رأيت تلك المقولة في وقت تقديم أوراقي للكلية، وحياتي التي كانت ستتغير اذا أخذت بنصيحة صديقي المجهول، وودت لو انني رأيتها في وقت سابق وفررت، تاركاً كل ما يربطني بالكلية وذهبت لمكان أشعر بين جدرانه بالانتماء.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان