“صور” حي الفنانين في هرم سيتي .. حلم حولته أوراسكوم إلى كابوس

تبدو للوهلة الأولى وبمجرد قراءة خبر مشكلة حي الفنانين في هرم سيتي، أنها أزمة بين مستأجرين ومؤجر، أو شاغلين لعقار ومالكٍ له، لكنها في الحقيقة أزمة بين أصحاب مبنى وأصحاب معنى.

اقرأ أيضًا 
“حي الفنانين في حدائق أكتوبر” أزمة من سميح ساويرس تهدد مشروعًا ناجحًا

كانت منطقة حدائق أكتوبر صحراء جرداء، إلى أن تم تعميرها، وامتداد العمران لها لم يكن به روح إلى أن تطورت بوجود حي الفنانين في منطقة هرم سيتي، والذي ضم مجموعة من الفنانين في الفن التشكيلي والرسم والاكسسوارات وغيرها، وباتت المنطقة B3 معلمًا بارزًا وصار منعوتًا في صفوف الناس بـ وصف حي الفنانين.

الحلم في حد ذاته كان جميلاً وهو خلق منطقة إبداعية، بدأ بمبادرة من رجل الأعمال سميح ساويرس عبر شركة شركة أوراسكوم والتي أسست مدينة سكنية تحت اسم هرم سيتي للإسكان المتوسط، من خلال بروتوكول تعاون بين شركة أوراسكوم ووزارة الثقافة، لدعوة الفنانين المصريين لاستلام مراسم للعمل فيها.

نجح الفنانين في خلق مجتمع فني ثقافي بتلك المنطقة، وصار أول تجمع لفنانين في مختلف المجالات وداخل مجتمع عمراني جديد يبعد عن القاهرة 30كم، وغير الفنانين نمط حياتهم وبدأوا تجربة شديدة في الصحراء ببيئة مختلفة وهادئة وبإمكانيات فقيرة، فمساحة المرسم الواحد مثلاً لا تتجاوز ال35 متر، والشغف والرغبة في التغيير والتواصل مع الآخر كانا شعورين موجودين في داخل الفنانين التي استقروا بتلك المراسم ونجحوا خلال 10 سنوات في تحقيق طفرات كبيرة وذات جودة في مجالات الرسم والنحت.

صار الآن أكبر تجمع للفن والفنانيين التشكيليين في مصر والعالم العربي على حافة النهاية حيث قررت شركة أوراسكوم تغيير صيغة بروتوكول التعاون، وإلزام الفنانين بدفع قيمة إيجار للوحدة بدلاً من الأجر الرمزي أو طرح الوحدة للتمليك، وإلا طرد أصحابها والذين ليس لهم نسخ من العقود، فضلاً عن أن قطاع الفنون التشكيلية المتمثل في وزارة الثقافة أعلن أنه ليس له سلطة للتدخل ومنع ما تريده أوراسكوم.

إقرأ أيضا

ثقافة المال ومال الثقافة .. بين “التشكيليين” و”تكوين”