طبق العاشورا بين فرح وحزن
-
نفيسة السنباطي
كاتب نجم جديد
يعد طبق العاشورا أحد أبرز وسائل التعبير عن العاشر من المحرم فقد اجتمع في هذا اليوم الفرح والحزن واختلفت النظرة له من الشعوب والمذاهب، كما اختلفت طريقة إحياء ذكراه.
اقرأ أيضًا
عن مولد الإمام الحسين الذي غَيَّبَه كورونا “ذكرى يحتفل بها المصريون في غير موعدها”
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم وهو اليوم الذي نجى فيه الله نبيه موسى من فرعون وبطشه، فشق له البحر وخرج بقومه لتكون بداية جديدة لدين قديم، وهو أيضا يوم مقتل الإمام الحسين بن علي في موقعة كربلاء.
تاريخ طبق العاشورا
حرص الفاطميون على الاحتفال بالمناسبات الدينية لإدخال السرور والفرح على المصريين كالمولد النبوي الشريف، وليلة النصف من شعبان، وكذا يوم عاشوراء، فابتكروا طبق حلوى خصيصًا لهذا اليوم عبارة عن قمح ولبن وسكر.
ويعتقد البعض الآخر أن طبق عاشورا ترجع للدولة العثمانية حيث كانوا يطلقون عليها اسم “آشوري” وتحضر بنفس الطريقة المصرية ولكن مع إضافة الفاصولياء والحمص والمكسرات وبعض أنواع الفاكهة.
ويقال أنه عندما دخل صلاح الدين الأيوبي مصر أراد أن يمحو كل ما يخص الدولة الفاطمية الشيعية بما في ذلك أصغر الاشياء كالأطعمة والمشروبات المرتبطة بيوم عاشوراء التي رسختها الطولة لعقود.
ويقول أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة: “إن عادات مثل شرب البن دون سكر، وأكل كبد الجمل، وأكل الخبز الأسود كانت منتشرة بين المصريين، فأراد صلاح الدين الأيوبي تغييرها عند دخوله إلى مصر في عام 1169م”.
ويضيف كريمة أن الطباخين في مصر أمروا بصنع طبق عاشوراء الذي لا يزال المصريون يتوارثونه حتى اليوم، بدلا من الأطعمة التي ارتبطت بالدولة الفاطمية.
ويظل يوم عاشوراء يوم صالح تتجمع فيه العائلة على الافطار الذي يذكرها بنفحات رمضان، فيذكرون الله ويشكرونه ويتناولون حلوى خصصت لهذا اليوم العظيم، فنجاة سيدنا موسى عليه السلام ومقتل الإمام الحسين برغم اختلاف الشعور فيهما من فرح وحزن لكنهما يشتركان في أنهما كانا سببا لبداية جديدة وحياة جديدة وعودة الدين بحلته القديمة الذي كاد قبلهما أن يلوث بأطماع الجاه والمال والشهوات.
عاشوراء بين الأبعاد الدينية والمذهبية
الأصل في صيام يوم عاشوراء عند رواية ابن عباس حيث قال “قدم النبي المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: «فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه».
يصوم أهل السنة يوم عاشوراء اقتداءًا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: “صيامُ يوم عرفة أحتسبُ على الله أن يكفر السنة التي قبلها والسنة التي بعدها، وصيام يوم عاشوراء أحتسبُ على الله أن يكفر السنة التي قبله”.
كما روى صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس أنه قال: “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان”.
الكاتب
-
نفيسة السنباطي
كاتب نجم جديد