عاتكة بنت يزيد.. الأميرة الأموية محدثة أهل الشام

المحدثة الفقهية” عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان” قبل أن تكون محدثة فهي أميرة أموية، وزوجة عبد الملك بن مروان المؤسس الثاني للدولة الأموية، وهي أم الخليفة الأموي” يزيد بن عبد الملك بن مروان”، ولقبت بأم البنين الأموية.

كانت “عاتكة بنت يزيد بن معاوية”  محدثة أهل الشام  قال عنها  أبو زرعة: “فيمن حدث بالشام من النساء عاتكة بنت يزيد بن معاوية روى عنها مهاجر الأنصاري”، وعدَّها العلماء من الطبقة الثالثة.

كان “عبد الملك بن مروان” يحبها حبًّا شديدًا ويقربها ويستشيرها؛ وكانت ذات رأي وحكمة، وكانت مشفعة عنده ولو في أشد خصومه، ولم يكن يطيق فراقها أو يحتمل حزنها.

ويخلط الكثيرين بين ” عاتكة بنت يزيد” وبين عاتكة بنت عمرو بن نفيل”، فأما الثانية فهي أجمل نساء قريش، وأُطلق عليها لقب” المشؤومة”، ويعود سبب تلك التسمية إلى وفاة كل من تزوجها ، فقد تزوجت من ” عبد الرحمن بن أبي بكر” واستشهد في غزوة الطائف، ثم تزوجها خليفة المسلمين الثاني ” عمر بن الخطاب” وقُتل عنها، ثم تزوجها ” الزبير ابن العوام ” وقُتل عنها  على يد ” ابن جرموز” بوادي السباع وهو يصلي، ثم تزوجت من ” محمد بن أبي بكر”  وقُتل.

وذكرت بعض المصادر التاريخية” الحسين بن علي” وقتل عنها وخطبها “مروان بن الحكم” فرفضته فقالت ما كنت متخذة حمًا بعد ابن رسول الله صلى الله عليه  وسلم، هكذا قُتل جميع أزواجها لذلك قالوا: من أراد الشهادة فليتزوج بعاتكة بنت عمرو بن نفيل.

أم المساكين 
أما عن عاتكة بنت يزيد المحدثة، فاشتهرت بكرمها وعطفها على المحتاجين، وأوردت بعض المصادر التاريخية أنها أنفقت مالها على فقراء آل سفيان.

ومن القصص الورادة في التاريخ عنها أنها كانت تضع  خمارها أي تكشف حجابها بين أيدي أثنى عشر خليفة (من بين أربع عشرة خليفة أموي) كلهم لها محرم،  ولا يُعرف امرأة لها كل هذا العدد من المحارم من الخلفاء، والخلفاء هم:

الترتيب الخليفة صلة القرابة
1 ـ معاوية بن أبي سفيان جدها
2ـ  يزيد بن معاوية أبوها
3 ـ معاوية بن يزيد أخوها
4ـ  مروان بن الحكم والد زوجها
5 ـ عبد الملك بن مروان زوجها
6 ـ الوليد بن عبد الملك أبناء زوجها
7 ـ سليمان بن عبد الملك
9 ـ يزيد بن عبد الملك ابنها
10ـ  هشام بن عبد الملك ابن زوجها
11 ـ الوليد بن يزيد حفيدها
12 ـ يزيد بن الوليد أحفاد زوجها
13ـ  إبراهيم بن الوليد

أنجبت عاتكة بنت يزيد لعبد الملك بن مروان (يزيد ومروان وأم كلثوم) وقيل في كتاب” بلاغات النساء” لما بلغ يزيد ومروان ابنا عبد الملك من عاتكة بنت يزيد بن معاوية قال لها عبد الملك: قد صار ابناك رجلين، فلو جعلت لهما من مالك ما يكون لهما فضيلة على إخوتهما، قالت: اجمع لي أهل معدلة من مواليّ ومواليك، فجمعهم وبعث معهم روح بن زنباع الجذامي، وكان يدخل على نسائهم، مدخل كهولتهم وجلّتهم، وقال له: أخبرها برضاي عنها، وحسِّن لها ما صنعت، فلما دخلوا عليها اجتهد روح في ذلك، فقالت: يا روح، أتراني أخشى على ابنيَّ العيلة وهما ابنا أمير المؤمنين؟ أشهدكم أني قد تصدقت بمالي وضياعي على فقراء آل أبي سفيان! فقام روح ومن معه، فلما نظر إليه عبد الملك مقبلًا قال: أشهد بالله لقد أقبلتَ بغير الوجه الذي أدبرتَ به، قال أجل، تركتُ معاويةَ في الإيوان آنفا (وفي رواية قال: وجهتني إلى معاوية جالس في أثوابه، أي يشبِّهها بجدِّها معاوية في حزمه وعقله)، وخبَّره بما كان، فغضب، فقال روح: مه يا أمير المؤمنين، هذا العقل منها في ابنيك خير لهما ممّا أردت، قال فكَفَّ عنها”.

ومن القصص الواردة عنها أنه لمّا قُتل ” مصعب بن الزبير”  بعث زوجها ” عبد الملك بن مروان” رأسه إلى الكوفة ثم بعثه إلى أخيه ” عبد العزيز بن مروان”  بمصر ثم طافت الرأس بدمشق فأخذت” الرأس ” عاتكة بنت يزيد بن معاوية” فغسلتها ودفنتها وقالت:  أما رضيتم بما صنعتم حتى تطوفوا به في المدن، هذا بغي.

إقرأ أيضا

أهدر موهبته وغرِق في الإسلاميات.. محمود توفيق صاحب حجر الكحل!

عاشت “عاتكة ” بدمشق في عصر الدولة الأموية، ودفنت بدمشق

اقرأ أيضًا : حلل بنت الشيخ أبي المكارم .. محدثة ينتهي إليها علو الإسناد