عندما استعانت السجون الإيطالية بفيلم “المتسول” لعرضه على المساجين

منذ أربعة أشهر بالتحديد، استعانت صفحة نادي “قادش” بكوميك وحيد سيف الشهير “أنا لما بغيب بغيب عشان أفنن، أرسم، أخطط” للسخرية من نادي ألافيس، بعد الفوز عليه في الدوري الإسباني، وهو واحد من كوميكات لا حصر لها من فيلم المتسول يمكن اللعب بها على السوشيال ميديا ، والكوميك وسيلة حديثه لاستخلاص الجزء الأكثر إضحاكًا في المشهد، لكن “المتسول” حالة استثنائية .. ذلك لأنه يمكنك أن تضحك من الثانية الأولى حتى الثانية الأخيرة في الفيلم، حتى في المعركة الختامية الصامتة بدون كلام على لسان الأبطال، لكن تلك المعركة في حد ذاتها تحفة كوميدية يمكن كتابتها في روشته المصابون بالتوتر والإجهاد العصبي والاكتئاب .. ولم لا، فهذا الفيلم مع غيره من الأفلام قد طلبته السجون الإيطالية عبر الوزارات المصرية المعنية بالأمر، لعرضه على المساجين في روما .. وذلك الخبر قد وثقه الصحفي حسام عبد البصير في جريدة الوفد، وتحديدًا في عدد 4 يناير لعام 1999.

أرسل مدير سجن بادوفا بإيطاليا للعلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة المصرية يطلب أفلامًا كوميدية لاسماعيل ياسين بالإضافة لأفلام للزعيم عادل إمام، والساحر محمود عبد العزيز لعرضها على المساجين العرب بمختلف السجون الإيطالية بناءً على طلبهم، واتفق مدكور ثابت رئيس المركز القومي للسينما مع محمد غنيم مدير العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة على إرسال مجموعة كبيرة من أفلام النجوم الثلاثة مطبوعة عى شرائط فيديو إلى الأكاديمية المصرية للفنون بالعاصمة الإيطالية روما, لتصبح هذه الأفلام تحت تصرف الحكومة الإيطالية وقطاع السجون الخاص بها، وهو الطلب الذي أحدث حالة من الترّقب في اختيارات الأفلام داخل الوزارة.

ومن بين هذا الأعمال المشرحة لأبو ضحكة جنان، والزعيم، والساحر، هما : “خلي بالك من عقلك – الأفوكاتو – رجب فوق صفيح ساخن – الحريف – المتسول – شعبان تحت الصفر – اللعب مع الكبار – الإرهاب والكباب – بخيت وعديلة ” لعادل إمام، أما عن أفلام إسماعيل ياسين، ومحمود عبد العزيز فلم يتبيّن بالضبط ماهيتها، وورد إلينا أنه عناوين أفلام الساحر وأبو ضحكة جنان قد أحدثت خلافًا بين أعضاء لجنة اختيارات الأفلام.

وصرّح د. مدكور أن طلب السجون الإيطالية لا يعد مفاجأة لأن السينما المصرية لها شعبية كبيرة في مختلف المدن الإيطالية وتحديدًا بين الجاليات العربية من كل أنحاء الوطن العربي في روما .. والجدير بالذكر أن الزعيم عادل إمام يحتل المرتبة الأولى كأهم كوميديان وممثل حيث يعتبر نجم العرب الأول في أوروبا وتحقق أفلامة أعلى المبيعات بين الجاليات العربية هناك.

ورغم أن أفلام إسماعيل ياسين تعد من كلاسيكيات السينما المصرية لكنها مشهور للغاية بين أبناء المدن الإيطالية من العرب، والإيطاليين من أصل عربي، والإيطاليين العاشقين للسينما المصرية والتراث المصري السينمائي .. حيث تقبل أعداد غفيرة على مشاهدات تلك النوعية من الأفلام في حال عرضها على شاشات التليفزيون، والجدير بالذكر أن السجون الإيطالية تتيح للنزلاء تلبية اختيار الأفلام التي يحبون مشاهدتها، وتفرض لائحة السجن عرض هذه الأعمال التي سترسل للسجنى عن طريق الأكاديمية بشكل منتظم على المساجين.

إقرأ أيضا

الديكوباج.. فن البحث عن العصور