عندما تسبب الأمير ويليام في قيام حربًا أهلية بإنجلترا

قديمًا كان الملوك والحكام يؤهلون أبنائهم منذ نعومة أظافرهم على الفروسية والقيادة، ليتمكنوا من تولي مهام البلاد من بعدهم، ولكن في بعض الأحيان كان يُرزق ملك ما بطفل فاسد، لا يهمه سوى اللعب واللهو، والتمتع بملذات الحياة، ولا يحسب حساب الأمور السياسية، مثلما فعل الأمير ويليام ولي عهد الملك هنري الأول ملك إنجلترا، ووريثه الشرعي الوحيد، والذي ولد عام 1103م، وتوفي عام 1120م، وهو لايزال في ريعان شبابه، وبعد أن تسبب بعدة ازمات لوالده بسبب طيشه ودلاله الزائدين، ومن أكبر المصائب التي افتعلها ويليام هي عندما حول زيارة دبلوماسية لفرنسا إلى حفلة ماجنة، ونسبب في عدة كوارث انتهت بموته، وتسبب في أزمة بذلك كونه الابن الوحيد للملك.

رحلة السفينة البيضاء التي تلوثت بدم الأمير

عام 1120م، كان الملك هنري الأول وحاشيته من كبار رجال الدولة، وابنه الأمير ويليام، في زيارة دبلوماسية لدولة فرنسا، وبعد انتهاء الزيارة استعد الأسطول البحري لإعادة الملك وحاشيته لإنجلترا مرة أخرى، ولكن قرر الأمير ويليام أن يستقل سفينة أخرى تُدعى “السفينة البيضاء”، وكانت هي أسرع سفينة موجودة في سفن البحرية الملكية الإنجليزية، وصعد الأمير بصحبة عدد من أصدقاءه وأتباعه إلى السفينة وتخلفوا عن أسطول الملك، وأقام الامير ليالي ماجنة على السفينة، من شرب خمر وممارسة جنس مع فتيات أحضرهم مخصوص لحفلاته الصاخبة، وبعد انتهاء الحفلة صعد الأمير وحاشيته التي تُقدر بـ300 شخص على ظهر السفينة ليروا إلى أين وصلوا، ووجدوا أنهم على وشك العبور من القناة الإنجليزية التي كان عبرها الملك منذ ساعات، فقرر الأمير أن يقوم بتحدي ليرى من سيستطيع العبور من القناة واللحاق بالملك بأقصى سرعة، وقبل الجميع التحدي، وكان أفراد طاقم السفينة يجذفون وهم مخمورون، ويتولى القيادة  الأشخاص المتراهنون، كل ذلك تحت تأثير هتافات وتشجيعات الأمير ورفاقه المخمورون جميعًا، حتى جاء دور الأمير، الذي أخذي يُبحر بسرعة كبيرة للغاية، ولم ينتبه لمسار السفينة جيدًا نظرًا لأنه كان مخمورًا بشدة، ولم يُدرك أنه يوجه السفينة بكل طاقتها وسرعتها إلى كتلة من الصخور البحرية، فتحطمت على الفور وقُتل جميع من كان على متنها.

 أغنية رامي صبري الجديدة.. خليط بين عمرو دياب وحماقي والنتيجة مسخ!

أحدهم قتل التمساح ليريح الناس من شره ..كرامات الأولياء الخارقة

أزمة تولي العرش بعد موت الوريث الشرعي الوحيد

كان الامير ويليام هو الابن الوحيد والوريث الشرعي لعرش المملكة الانجليزية، ولم يتمكن الملك هنري من إنجاب وريث أخر بعد وفاة ويليام بسبب كبر سنه، مما خلق ازمة في المملكة حول هوية الملك القادم، لذا قام الملك بترشيح ابنته ماتيلدا كوريثة له بعد موته، ووافق الحاشية وكبار الدولة على ذلك الاقتراح على مضض.

إقرأ أيضا

“الإخوان وشتات المنفى” تاريخ من العِنَاد هل سيتغير؟

ولكن بعد وفاة الملك هنري في عام 1135م، رفض رجال الدولة دعم الأميرة ماتيلدا كملكة، وقاموا بدعم الأمير “ستيفن أو بلوا”، ابن شقيق الملك هنري، بعد أن طالب بالحصول على العرش كونه أكبر أقرباء الملك الذكور سنًا، وقد أدى ذلك التصرف إلى قيام حرب أهلية داخلية، امتدت على مدار عقود طويلة من الزمن، وأدت لانهيار اقتصاد إنجلترا، وهزيمتها سياسيًا في عدة معارك.