عندما فتح حمدي الوزير جدلاً في الأدب بسبب مسلسل زينب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جسد الفنان حمدي الوزير شخصية حسن في مسلسل زينب عام 1985 م وهي نفس الشخصية التي أداها الفنان فريد شوقي في الفيلم السينمائي الذي يتناول نفس القصة.
الدكتور حلمي بدير: هذه الفوارق بين هيكل وزيدان
جاء عمل مسلسل زينب على أساس أنه معتمد على رواية محمد حسين هيكل والتي اعتبرها البعض البداية الحقيقية للرواية العربية.
بعد يومين من نشر الخبر على جريدة الجمهورية يوم 24 نوفمبر 1984 م، قدم الدكتور حلمي بدير بحثًا نشرته الصحفية جمالات يونس لمعرفة الرأي حول مسلسل زينب وهل الرواية هي بداية الرواية العربية ؟.
رفض الدكتور حلمي بدير أستاذ النقد الحديث والأدب المقارن في جامعة المنصورة، وصف رواية زينب بأنها البداية الحقيقية للرواية العربية، وقال بأنه لا يرى فيها المؤهلات الكافية لتستحق هذا المركز.
اعتبر الدكتور حلمي بدير أن جرجي زيدان هو الذي يستحق برواياته التاريخية المتعددة أن يكون صاحب البداية الحقيقية للرواية العربية وخاصةً رواية جهاد المحبين لأنها تمتلك كافة المقاييس الفنية وتختلف تمامًا عن رواية زينب.
رأى الدكتور حلمي بدير في رواية زينب أنها مجرد بعض الصور الأدبية من وجهة نظر بعض أبناء الطبقة الأرستقراطية لمناظر وأخلاقيات الريف، ولا يرى فيها بنيانًا قصصيًا متكاملاً، أو شخصيات لها أبعاد اجتماعية واقتصادية حقيقية، بعكس جهاد المحبين التي تقدم صوتًا حقيقيًا متطورًا وفيه اهتمام واضح بدراسة الشخصيات والأوضاع المتعلقة بها والظروف المحيطة حولها.
تميز جورجي زيدان بعدد من الخصال عند حلمي بدير، فهو يقول عنه «ينفرد جرجي زيدان من بين أبناء جيله بأنه أول من قدم رواية مسلسلة على صفحات مجلة أو جريدة وهو إن كان قد اختار شخصيات تاريخية فلذلك لا يعيبه مثلما ذهب البعض، وقد ظلم النقاد جرجي حينما حصروا أعماله في إطار تعليم التاريخ وكان ذلك جريمة ضد أعماله».
اقرأ أيضًا
حول كتاب حياة محمد لمحمد حسين هيكل “لماذا اتهم البوطي مؤلفه بمجاملة الاحتلال ؟”
لجوء جرجي زيدان إلى التاريخ في رواياته راجع لعدة أسباب أهمها على الإطلاق أنه واكب الهجمة الاستعمارية على مصر والعالم الإسلامي، وكانت رواياته تعتمد على محورين يتلاقيان وهما الخط التاريخي الوثائقي والخط الرومانسية العاطفي، فضلاً عن رؤية الكاتب للتاريخ وتعامله معه فنيًا، بعكس هيكل الذي أعطى للشكل أكثر مما يجب.
الاسم الأول لرواية زينب
نشرت رواية زينب لأول مرة سنة 1914 على أنها بقلم مصري فلاح، ونشرها محمد حسين هيكل كما يقول بعد تردد غير قليل في نشرها وفي وضع اسمه عليها، فلقد بدأ كتابتها بباريس في أبريل سنة 1910، وانتهى منها في مارس سنة 1911 وعقب الانتهاء منها قال «كنت فخورًا بها حين كتبتها وبعد إتمامها، معتقدًا أني فتحت بها في الأدب المصري فتحًا جديدًا، وظل ذلك رأيي فيها طوال مدة وجودي طالبًا للحصول على دكتوراه الحقوق بباريس. فلما عدت إلى مصر في منتصف سنة 1912، ثم لما بدأت أشتغل بالمحاماة في الشهر الأخير من تلك السنة، بدأت أتردد في النشر، وكنت كلما مضت الشهور في عملي الجديد ازددت ترددًا خشية ما قد تجني صفة الكاتب القصصي على اسم المحامي، لكن حبي الفتيّ لهذه الثمرة من ثمرات الشباب انتهى بالتغلب عل ترددي، ودفع بي لأقدم الرواية إلى مطبعة «الجريدة» كي تنشرها، وإن أرجأت نشر اسم الرواية ومؤلفها وإهدائها إلى ما بعد الفراغ من طبعها، واستغرق الطبع أشهرًا غلبت فيها صفة المحامي ما سواها، وجعلتني لذلك أكتفي بوضع كلمتي «مصري فلاح» بديلًا من اسمي»
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال