عن طريق جيناتك ستعرف أصلك : المصريون عرب بنسبة %14
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
هل فكرت يوماً في أصلك الحقيقي؟ من هم أجداد أجدادك؟ هذا ما يحاول مشروع جينوجرافيك أن يكتشفه، ذلك المشروع الذي بدأته ناشونال جيوجرافيك في 2005، حيث يحاول جينوجرافيك دراسة قصة البشر الحقيقية، وتاريخ تنقلهم، عن طريق الـ DNA الخاص بكل شخص، أو على الأقل الخاص بعينات من بلدان مختلفة .. لنتعرف على كيفية عمل مشروع جينوجرافيك، ونتعرف أيضاً على أجدادنا القدامى كمصريين وعرب، بشكل أكبر.
بداية قصة البشر
ترجع الحفريات الأولى للبشر، المكتشفة حتى الآن، إلى 150 ألف سنة تقريباً، في أفريقيا، ومن خلال هذا المشروع، يحاول العلماء فهم تلك الرحلة التي قام بها البشر الأوائل في الانتشار، والسفر من أفريقيا إلى باقي بقاع الأرض، لينتهي بنا المطاف –كبشر- منتشرين في شتى أنحاء العالم، باختلاف ألواننا وأعراقنا، وسمات أجسامنا.
تحكي الجينات رحلة البشرية، منذ بدايتها، وحتى شكلها الحالي، فبالرغم من أن الحمض النووي DNA يختلف من جيل لآخر في سمات كثيرة، إلا أن هنالك بعض أجزاء الـ DNA تظل بدون تغيرات بنسبة كبيرة، مما يسمى بالعلامات الجينية، والتي تتوارثها الأجيال، وعن طريق تتبع تلك العلامات الجينية، ستحكي لنا أصل كل مجموعة بشرية، الذي يرجع لأكثر من 100 ألف سنة.
كيف يعمل جينوجرافيك
يدعو مشروع جينوجرافيك جميع البشر للعمل معاً، عن طريق تحليل أكثر عدد ممكن من عينات الـ DNA، لأشخاص مختلفين من بقاع مختلفة في العالم، لنتعرف أكثر على تاريخ رحلة البشر الأوائل من أفريقيا، لتعمير الأرض كلها خلال عشرات آلاف السنين، وعن طريق المشروع، سنتمكن أيضاً من فهم تاريخ اللغات وتطورها بشكل أكبر، وتاريخ الإمبراطوريات القديمة مثل الفرعونية والصينية وغيرهم، وكيف تنقلوا من مكان إلى آخر.
بالإضافة أيضاً إلى معرفتنا، بإذا كان أصلنا الحقيقي هو الأصل المتعارف عليه أم لا، فمثلاً هل أصل المصريين الحاليين، هم الفراعنة أم العرب، وما وجه التشابه بين الأجيال الحالية، وأجداد أجداد أجدادنا، وأيضاً سنتعرف على أسباب اختلافنا كبشر.
عن طريقة عمل مشروع جينوجرافيك، فهو يأخد عينات مختلفة من مناطق ودول، وأعراق بشرية مختلفة، ليحللها، ويصنف الDNA المشترك لكل مجموعة بشرية، وعدد المناطق الجغرافية، والعروق البشرية التي تم تحليلها، يصل إلى 60 منطقة وعرقاً بشرياً.
لنتعرف على أصل البشر الحاليين في مصر حسب العينات التي تم تحليلها، وثلاث دول عربية أخرى تم تحليلها أيضاً.
مصر
حسب عينات الـ DNA التي تم تحليلها من المصريين، وحسب جيناتهم لمعرفة أصل المصريين الآن، فإن 17% فقط من الجينات المصرية، ترجع للعرب، و 4% ترجع لليهود المشتتين في العالم، و3% يرجع لشرق أفريقيا، ومثلها لوسط آسيا، و مثلها لجنوب أوروبا، أما عن الغالبية العظمى وهي نسبة 68%، فالجينات ترجع لشمال أفريقيا.
أما سبب انتماء غالبية العلامات الجينية المصرية لشمال أفريقيا، هو رحلات الهجرة والتنقل، من مجموعات البشر الأوائل، حيث انتقلوا من أفريقيا، بالتوجه من شمال شرق أفريقيا، لجنوب غرب آسيا، أما بالنسبة للعرق العربي، فلم ينتشر إلا بعد الفتوحات الإسلامية للمنطقة، التي تمت في القرن السابع ميلادياً.
الكويت
%84 من جينات سكان الكويت، هي جينات عربية، بالإضافة إلى 7% ترجع لوسط آسيا، لكن بالنسبة للجينات الأفريقية، فإن 4% من الجينات يرجع لشمال أفريقيا، و3% ينتمي لشرق أفريقيا.
يرجع تواجد البشر في تلك المنطقة، إلى رحلات السفر من أفريقيا لآسيا، حيث فضل بعض المهاجرين تلك المنطقة، والاستقرار فيها، فيما يعرف حالياً بـ “الكويت”، أما بالنسبة للجينات التي تنتمي لأفريقيا، فيعتقد أنها ترجع لفترة تجارة العبيد في المنطقة، التي انتشرت بشكل أكبر في الفترة ما بين القرن الثامن، وحتى القرن التاسع عشر.
تونس
بالرغم من تصنيف تونس كدولة عربية، إلا أن العلامات الجينية المتوارثة في الDNA لسكان تونس، يقول بأن نسبة 4% فقط من تلك العلامات، تنتمي للعرب، أما الغالبية العظمى للجينات، وهي 88%، فهي تنتمي لسكان شمال أفريقيا الأصليين، وباقي النسب موزعة على منطقة غرب أوروبا التي حصلت على 5%، وكان نصيب وسط وغرب أفريقيا من النسبة هو 2%.
يرجع تشكيل الحمض النووي لسكان تونس، إلى موقعها المطل على البحر المتوسط، الذي أعطاها نسبة من جينات أوروبا من ناحية، وكونها أحد أهم مناطق شمال أفريقيا من ناحية أخرى، أما بالنسبة للجينات العربية، فلم تصل لها إلا بعد الفتوحات الإسلامية، في القرن السابع ميلادياً.
لبنان
وبالنسبة للبنان، فهي أكثر الدول العربية تنوعاً في جيناتها، حيث أن 44% من جيناتها، ترجع للعرب، أما لثاني أكبر نسبة، وهي 14%، فهي ترجع لمجموعات اليهود المشتتة حول العالم، بالإضافة إلى 11% من الجينات تنتمي لشمال أفريقيا، و10% لوسط آسيا، بالإضافة لـ 5% لجنوب أوروبا، و2% ترجع لشرق أفريقيا.
ويرجع أصل تعمير لبنان، إلى البشر الأوائل الذين قرروا السفر من أفريقيا إلى آسيا وأوروبا، منذ عشرات آلاف السنوات، حيث استقر بعضهم في المنطقة، التي تعرف الآن بإسم “لبنان”، أما عن التنوع الجيني، فهو يرجع لموقعها المتوسط بين أفريقيا من ناحية، وبين آسيا وأوروبا من ناحية أخرى.
غير العرب
هنالك بعض الدول والجماعات غير العربية، والتي لم يكن متوقعاً وجود صلة بينها وبين العرب، لكن تحليل الجينات والDNA أظهر ما هو عكس ذلك، أبرزها العلامات الجينية المرتبطة بـ “إيران”، والتي تحتوي جيناتها على 56% من جينات عربية، كذلك أثيوبيا، التي تحتوي على 11% من جينات عربية، وكذلك من ضمن المفاجآت، هي مجموعات يهود الأشكيناز، وهم اليهود الذين سكنوا شرق أوروبا، حيث أظهرت جيناتهم، أنهم يمتلكون 10% من جينات العرب.
كيف تتمكن من معرفة أصلك
يوفر مشروع جينوجرافيك خدمة معرفة تاريخك، وشجرة عائلتك الخاصة، وأصلك الذي يرجع لأجداد أجداد أجداد أجدادك، وذلك عن طريق مقارنة حمضك النووي، بالمناطق التي تم دراستها بالفعل، ويحكي لك حكاية أجدادك، واستقرارهم في المناطق المختلفة، حتى وصل بك الحال في مكانك الحالي، بالإضافة إلى قيام المشروع بطرح أبرز الشخصيات التاريخية، التي توجد صلة قرابة بينك وبينهم.
يتم ذلك عن طريق التسجيل في الموقع الرسمي للمشروع، ليرسلوا لك صندوق، تتبع التعليمات الموجودة به، وترسل عينة من حمضك النووي بداخله، وتعيد إرسالها للقائمين على المشروع، لتصلك النتائج في الفترة ما بين 6 إلى 12 أسبوعا من الإرسال، وذلك مقابل 150 دولارا، أي أكثر من 2500 جنيه مصري.
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال