عن فظائع ممالك النار التي لم يذكرها محمد سليمان عبدالمالك
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بدأ السؤال عن فظائع ممالك النار التي لم يذكرها محمد سليمان عبدالمالك مؤلف المسلسل بعد تدوينة تدوينة له عبر صفحته الرسمية بالفيس بوك في 27 نوفمبر الماضي تعقيبًا على حلقة صعود سليم الأول إلى الحكم وقتله لإخوته وأبناءهم.
اقرأ أيضًا
في الرد على ساسة بوست “سليم الأول ينكر أوصاف مدحكم له”
قال مؤلف المسلسل أنه ظل مكتئبًا 3 أيام ولم يكن عنده رفاهية الوقت ليتوقف من أجل التأهيل النفسي ليكمل الكتابة جراء ضغط الوقت وجدول التسليم، لكن التفاصيل مأخوذة من مصادر عربية وتركية وإنجليزية موثقة، وفيه وقائع أفظع وأقسى لا تصلح للنقل إلى الشاشة.
محمد سليمان عبدالمالك: آفة التاريخ العثماني هو التقديس
يؤكد محمد سليمان عبدالمالك خلال حديثه لـ «الميزان» أن أزمة التاريخ العثماني ليست في كتابته بقدر ما هي أزمة متلقي إذ أن البعض ألقى على هذا التاريخ قداسةً وليس حتى مجرد الاحترام له.
ويكشف محمد سليمان عبدالمالك أن اقتحام هذه الفترة لم يتم على الطريقة التركية إذ أن المسلسلات التركية تزور التاريخ بشكلٍ فاضح كمسلسل عبدالحميد الثاني الذي أظهر ملك مصر السابق فؤاد زوجًا لبنت روتشيلد اليهودي وقام عبدالحميد بقتله، بينما في ممالك النار كان الاهتمام بالتوثيق والمراجع مقدم على كتابة الحبكة والسيناريو.
اقرأ أيضًا
حديث الرسول عن محمد الفاتح “أسطورة مخالفة للتاريخ والدين”
ونفى محمد سليمان عبدالمالك قيام المسلسل بتجميل صورة المماليك، متسائلاً «هل شاهدوا المسلسل»، وعقب عبدالمالك أنه أظهر شخصية الغوري بكل ما فيها إيجابيات وسلبيات كما تناول سوء المجتمع المملوكي في إدارة شئون مصر المالية والأمنية.
واختتم سليمان عبدالمالك حديثه عن فظائع ممالك النار بقوله «تقديس التاريخ العثماني ستجعل الناس غير مصدقة وهذا لا يهم فالصدمة متوقعة لكن أؤكد أن هناك فظائع داخل كتب التاريخ لا تصلح للنقل على الشاشة».
الميزان يتتبع فظائع ممالك النار التي لم يذكرها محمد سليمان عبدالمالك
تتبعنا عبر موقع الميزان في كتب التاريخ فظائع ممالك التي لم تظهر خلال سياق الأحداث، فنجد أن المسلسل أظهر قيام سليم الأول بقتل 2 من إخوته و 6 من أبناءهم بينما الحقيقة أن إجمالي من قتلهم سليم الأول من إخوته أربعًا ومن أبناء إخوته 13 شخصًا خلال الفترة من عام 1502 حتى العام 1513 م، وفق ما نص عليه أحمد بن يوسف القرماني في «أخبار الدُّوَل وآثار الأُوَل»، وتاريخ الدولة العلية العثمانية لـ «محمد فريد» و كتاب الإمبراطورية العثمانية لـ «سعيد أحمد برجاوي» وكتاب يافوز سلطان سليم للمؤرخ «يلماز أزتونا».
كذلك فإن مسلسل ممالك النار أظهر قيام سليم الأول بقتل جده علاء ذي الدولة أمير ذي القادر وقطع رأسه وأرسلها إلى قانصوه الغوري، لكن الحقيقة أن سليم الأول لم يكتفي بقتل جده فقط وإنما قتل 4 من أبناءه و 30 من رجاله وفق ما نص عليه المؤرخ فاتح آقجة بكتابه «سليم الأول».
لم يتعرض سيناريو ممالك النار لعلاقة سليم الأول مع وزراءه تلك العلاقة التي أسفرت عن قتل 7 لأسباب واهية جعلت محمد فريد يقول «كان يُدْعَى على من يرام موته بأن يكون وزيرًا لسليم».
الدين في الدولة العثمانية بين صراع الصفوية والبكتاشية
أظهر مسلسل ممالك النار ثقل الإنكشارية في الأحداث، لكنه لم يتطرق للجانب الفكري في حدود الدولة العثمانية إذ أن البكتاشية تم اختراقهم باطنيًا بمذاهب تم تكفيرها لاحقًا من الدولة العثمانية عام 1871 م حيث أصدر المفتي إسحاق أفندي رأيًا قال فيه « فليكن معلوما أن فرقة البكتاشية هي أكثر جميع هذه الفرق التي أوقفت نفسها على إضلال المسلمين جرماً».
وعلى الجانب الصفوي لم يذكر مسلسل ممالك النار ارتكاب سليم الأول مخالفة شرعية حين أسر وجريمة أخلاقية قام بها سليم الأول وذكرها يلماز أزتونا في كتابه «يافوز سلطان سليم» حيث أن السلطان العثماني أسر زوجة الشاه الصفوي وقام بتزويجها لأحد قادته وهي غير مطلقة ولا أرملة ـ وهو لا يجوز شرعًا ـ.
وأشار محمد سليمان عبدالمالك إلى جزئية الآثار النبوية بمشهدٍ عابرٍ في المسلسل، لكن فظائع ممالك النار التي لم يذكرها بشأن هذه الجزئية يمكن استخراجها من كتاب «تاريخ الآثار النبوية» لأحمد تيمور باشا، والذي نص على أن إجمالي الآثار النبوية في مصر قبل العهد العثماني 21 من المقتنيات وتبقى منها 6 فقط بعد دخول العثمانيين.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال