506 مشاهدة
غروب و إسكندرية .. ملامح تغيير في مشروع حمزة نمرة الغنائي
على غرار ما حدث في الألبوم الماضي يستمر المطرب حمزة نمرة في إصدار أغنيات ألبومه الجديد “رايق” بشكل منفرد كل يوم أربعاء وحان الدور على أغنيتان هما “غروب – إسكندرية”.
رايق بداية مخيبة للاّمال من حمزة نمرة
غروب.
رغم خلو تجربة حمزة نمرة من الأغاني العاطفية ذات الغزل المباشر إلا أنه يحاول منذ ألبومه “هطير من تاني” أن يضمن أغنية تحتوي على مفهوم العاطفة من منظوره الشخصي الذي يستقي مضمونه من تجارب الأغنية البديلة والتي تحمل أكثر من تأويل سواء للحبيبة أو للوطن.
صياغة محمود فاروق لم تأخذ شكلًا تقليديًا من حيث مذهب رئيسي وكوبليهات تتفق في نفس الوزن بل عبارة عن عدة مقاطع منفصلة كل مقطع حمل وزنًا مختلفًا عن الأخر مع ترجيح أنه فعل ذلك مضطرًا لأنه كتب الكلمات على تيم لحنية موجودة مسبقًا، جنح في سينيو الأغنية إلي بعض تجارب الأغنية البديلة “وأنا ليه في توهة الدروب بشوفك في الغروب وكل شئ جميل واشتاق لصوتك كل يوم واكلم النجوم وافضفض لك يا ليل”
في بقية الأغنية الصياغة جاءت بمفردات مستهلكة ومباشرة جدًا واعتقادي أن هذا مقصود كي لا يتم تأويلها في أي سياق أخر غير عاطفي وفي نفس الوقت مغازلة فئة من الجمهور تميل إلى التناول المباشر بعيدًا عن الطلاسم والألغاز.
خدني حنيني لقيتني
في خيالي بفتكرك وأشتاق
وكلامنا ولقانا و اللهفة والأشواق
والحب من أول لقى ودموع آخر فراق
……………
جوايا ليكي اللي لسه ما قلتهوش
علشان كلام الحب كله ما يوصفوش
ولو قلوب الناس تغيرها الحياة
أنا حبي ليكي الزمن ما يغيروش
لحن حمزة نمرة على مقام الكرد، البناء اللحني جيد بدأ بشكل تصاعدي من نقطة الصفر وكأنه يروي تفاصيل القصة من بدايتها حتى يصل إلى نقطة الذروة في “وأنا ليه في توهة الدروب” مع عدم تكرار جمل اللحن في المقطعين الرئيسين حيث حمل كل مقطع جملة لحنية منفصلة.
توزيع أندريا مينا حمل طابع اغاني البوب التجارية دون فلسفة زائدة بدأ من البيانو الذي مهد بشكل جيد لدخول الوتريات حتى تصل إلى الذروة وتهبط لتسلم الغناء بسلاسة مع منح مساحة جيدة لحمزة في المذهب بوجود البيانو خلف الغناء، الأغنية بلا أي فاصل موسيقي حيث يلعب البيانو دور تسليم الغناء بكورد بسيط في نهاية كل مقطع ثم نهاية شجية جدًا من أهات حمزة نمرة مع ظهور لافت للترومبيت والتشيلو.
اسكندرية.
تكاد تكون مدينة الإسكندرية أكثر المدن التي تغني بها الشعراء في العديد من الأغاني الشهيرة، وتبدو مهمة الكتابة عنها صعبة جدًا لأي شاعر لوجود أسماء شعراء أغلقوا الباب أمام أي طرح جديد يتناولها.
كتب الأغنية ورشة كتابة مكونة من الشاعران “محمد السيد ، محمود فاروق” وبالطبع الطريقة الأسهل والأسرع لكتابة أغنية عن اسكندرية هو الاحتفاء المبالغ فيه بالأحياء والمعالم الشهيرة فيها “كورنيش البحر – كوبري ستانلي – المرسي أبو العباس” والحديث عن جمالها واجوائها الشتوية التي يعشقها الجميع وبالطبع لا بد من ذكر”سيد درويش” أشهر فنان سكندري.
على مقام اللامي يأتي لحن مبهج إيقاعي من حمزة نمرة أندريا مينا، توزيع الأغنية أخذ طابع موسيقى البحر الأبيض المتوسط من اليوناني Apostolis Mallias مع سيطرة شبه كاملة لاّلة البوزوكي بجملة مستوحاة من مطلع أغنية “نسم علينا الهوى” لجارة القمر فيروز وإيقاع خافت جدًا كان اضعف مافيها مع ظهور خجول لاّلة الناي المعزوفه بالكيبورد.
مع صدور ثلاث أغنيات من ألبوم حمزة نمرة الجديد نلمح أن هناك بوادر تغيير جذرية في مشروعه الغنائي لم يعد محصورًا في قالب غنائي واحد يغلب عليه الطابع الإنساني والإجتماعي فقط بل ضمن في مشروعه الغناء العاطفي المباشر لأول مرة ويبدو أن اتساع رقعة جماهيريته في الفترة الأخيرة جعلته يدرك أنه في الأصل مطرب يغني لكل الناس على اختلاف ثقافتها واذوقها ولا يغني لفئة بعينها.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
