غريغور مكريغور.. المحتال الذي اخترع بلدًا وهمية وقام ببيع أراضيها للناس
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
غريغور مكريغور واحد من أشهر وأذكي النصابين في التاريخ، كان الطمع والجشع هما مبدأه، تحمس كثيرًا لما فعله الأوروبيون بفرض سيطرتهم على نصف الكرة الأرضية الغربي، فقد كانت طريقة سهلة للغاية لجني أطنان من الأموال عبر استغلال موارد تلك الأراضي، ولكنه وجد أن معظم الأراضي الشاغرة قد اصبحت تحت سيطرة أحدهم بالفعل، ففكر كثيرًا في طريقة يجني بها الأموال دون تعب، وكان نتاج تفكيره هو أن يخترع بلدًا وهمية ويبيعها للناس، وهو ما حدث بالفعل!.
غريغور مكريغور
وُلد غريغور مكريغور في إسكوتلندا عام 1786م، وكان طوحًا للغاية منذ ثغره، دائمًا ما يحلم بالخروج من الفقر وامتلاك ثروة كبيرة، وفي شبابه التحق بالجيش البريطاني وانضم لحرب الاستقلال الإسباني ضد الجيش الفرنسي، وكذلك شارك في حرب الاستقلال الفنزويلية لصالح فنزويلا ضد إسبانيا، وحين سفره للأراضي الغربية للمشاركة في الحرب الفنزويلية، شاهد غريغور العالم الجديد وكم الثروات التي تخرج من تلك الأراضي، وراودته أحلام حول تكوينه لثروة ضخمة إذا ما تملك قطعة من تلك الأراضي، ولكنه استيقظ على واقع أنه لن يتمكن من سراء أرض حقيقية، لذا سيبيع للناس أرض وهمية، وعاد عام 1821م لبريطانيا وبدأ يتحدث عن مغامراته مع ملك الهندوراس، وكيف أنه صار مقربًا منه لدرجة أنه قام بتعيينه رئيسًا لبلد تُسمى بوياي.
بيع الوهم
ظل غريغور يتحدث عن تلك البلدة التي لم يسمع بها أحد أبدًا، وأخبر الناس مدى جمالها وروعتها، وقال أن السكان هناك هم جنود بريطانيون سابقون شاركوا في حرب الاستقلال الفنزويلية، كما أنه اخترع حكومة مزيفة، وشعار مزيف، وقدم للناس رسومات رسمها بيده توضح معالم وطبيعة البلد، وأخبرهم أن بها عدة أنهر مليئة بالذهب، وأقنعهم بشراء أراضي هناك وأغراهم بسعر رخيص للغاية، وإمعانًا في الكذب قام غريغور بتأليف كتاب عن بلدته المزيفة وأطلق عليه اسم طويل للغاية وهو “رسوم شاطئ البعوض بما فيها مقاطعة بوياي، يصف البلاد مع بعض المعلومات عن إنتاجها، أفضل طريقة للثقافة”. وبعد ذلك بعدة أشهر قرر مجموعة من المستثمرين الذين اشتروا أراضي وهمية من غريغور، أن يقوموا بالإبحار إلى مدينة بوياي، وبالطبع اكتشفوا كذب غريغور، فلم يكن هناك أية مبان أو أنهر مليئة بالذهب، وقابلهم ملك الهندوراس الذي أخبرهم أنهم يستطيعون البقاء في حالة أعلنوا ولائهم له، وإذا رفضوا فيجب عليهم مغادرة البلد، وفي ذلك الوقت بدأ المستوطنون في المعاناة من قلة الغذاء والأموال والمعدات الطبية، وتوفى منهم عشرة أشخاص من ضمنهم ثلاثة أطفال، لذا قرروا العودة لبلادهم مرة أخرى، وعندما سمع غريغور بعودتهم هرب إلى لندن ومنها اتجه إلى فرنسا، ولكن فضحه الجميع وأعلنوا كيف قام بالنصب عليهم، ونشرت الصحف فعلته واصبح مطاردًا في كل مكان.
براءة واستمرار في الخداع
في عام 1825م، قامت السلطات الفرنسية بالتعاون مع السلطات البريطانية بإلقاء القبض على غريغور مكريغور، وتم توجيه تهم النصب والاحتيال له، والعجيب أن أول شيء قام به غريغور للتملص من التهمة، هو ادعاء تمتعه بحصانة دبلوماسية كونه سفيرًا لدولة بوياي، ولكن لم تسمح السلطات الفرنسية لكونه متهم باختلاق هذه البلد من الأساس، فقام غريغور بتعيين فريق محامين مخادعين مثله، وقاموا بإلقاء اللوم على المواطنين الذين اشتروا الأرض المزيفة، وفعلًا حكم القاضي ببراءته، وفور خروجه من السجن بدأ ببيع المزيد من الأراضي الوهمية، ورغم كل التحذيرات التي نشرتها الصحف بشأن غريغور، والتي تحذر الناس من الوقوع في فخه، إلا أنه استمر في بيع الأراضي الوهمية حتى عام 1837م، ثم سافر إلى فنزويلا واستقر هناك حتى وفاته.
إقرأ أيضاً
كارلوس كايزر .. أحسن من لعب كرة قدم بدون أن يلعب كرة قدم
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال