“غير العمل الديني الرمضاني الشهير” تاريخ برنامج الجائزة الكبرى الذي أحرج فنانين مصر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إذا ما حلت نوستالجيا التلفزيون في رمضان زمان دينيًا، فإن تاريخ برنامج الجائزة الكبرى يمثل ركنًا هامًّا في تاريخ ماسبيرو الرمضاني؛ لكن اسم الجائزة الكبرى لم يكن فقط للبرنامج الديني الشهير الذي كان يقدمه الإعلامي جمال الشاعر، فقد سبقه برنامج آخر بنفس الاسم وفي رمضان وأثار جدلاً.
تاريخ برنامج الجائزة الكبرى غير الديني
في 2 يونيو عام 1984م / 2 رمضان 1404هـ بدأ بث برنامج فني حَمِل عنوان الجائزة الكبرى، وكان يذاع في العاشرة والنصف مساءًا على القناة الأولى، وكان من إخراج محمد إبراهيم بينما قام بتقديمه الإعلامي طارق حبيب في جميع أيام رمضان؛ باستثناء الحلقة الأولى التي قدمتها الفنانة نيللي.
كانت فكرة البرنامج تدور حول استضافة ممثل/ة وتوجيه أسئلة ثقافية عامة عن السينما العالمية والمصرية والصحافة والجغرافيا والتاريخ والقانون، وغيرها من المجالات ويقوم الممثل بالإجابة وفي حال إذا كانت الإجابة الصحيحة يتم منحه جائزة.
كانت الجهة المنتجة للبرنامج وهي الشركة الدولية برئاسة ماهر عبدالحميد وطارق حبيب، وكانت الجوائز المقدمة في ذلك البرنامج من شركتي ملاكو اليمار انترناشيونال والشرق الأوسط لصناعة السجاد (مكة)؛ ويقوم بتنظيم الجوائز وكالة الأهرام للإعلان.[1]
اقرأ أيضًا
“ننشر الكلمات الأصلية” لماذا حَلَّت إحسان مكان بنت السلطان في أغنية وحوي يا وحوي ؟
استمر البرنامج لمدة موسمين 1984م و 1985م، واستضاف عددًا من الفنانين كان ترتيبهم في الموسم الأول حسب الحلقات «محمد رضا، يونس شلبي، أحمد زكي، شهيرة، محمد عوض، جورج سيدهم، مديحة كامل، محمد صبحي، هدى سلطان، يوسف شعبان، حسين فهمي، نبيلة عبيد، عزت العلايلي، سمير غانم، حسن يوسف، كمال الشناوي، فؤاد المهندس، سناء جميل، بوسي، محمود عبدالعزيز، محمود يس، صباح».[2]
أزمات برنامج الجائزة الكبرى غير الديني
من الأزمات التي لاحقت ذلك البرنامج في موسمه الأول (1984م) كان اسمه وفكرته، إذ قامت المخرجة زينب إسماعيل بتقديم شكوى إلى نقابة السينمائيين قالت فيها أنها قامت بإعداد وإخراج البرنامج ثم فوجئت بأنه منسوب لمخرجٍ آخر وعرضه دون موافقتها، فقررت محكمة جنوب القاهرة وقف البرنامج وتقديم المخرج محمد إبراهيم لمجلس تأديب، لكن ذلك لم يتم تنفيذه ربما للتصالح أو لسببٍ آخر وذلك لاستمرار محمد إبراهيم بإخراج البرنامج في موسمه الثاني.
أثار البرنامج في موسمه الثاني (1985م) جدلاً بين المثقفين بسبب المستوى الثقافي للممثلين، رصده الصحفي مرسي عطاالله كتب في عامود وجهة نظر الذي قال فيه أن البرنامج أحدث صدمة في صفوف المواطنين نتيجة انكشاف المستوى الهزيل لمعظم نجوم الفن في النواحي الثقافية والتاريخية؛ واقترح على إدارة التلفزيون أن تحتفظ باسم البرنامج وفكرته على أن يتم توزيع الجوائز على كل مجتهد يسهم بعرقه وعلمه وماله في عملية إعادة البناء لمصر.[3]
لا نعرف أيًا من الفنانين يقصدهم مرسي عطالله فالبرنامج ليس له وجود الآن، لكن هناك كاريكاتير للفنان صلاح جاهين في الأهرام يوم 7 يونيو 1985م، حول الثانوية العامة وقام بذكر اسم الفنان حسين فهمي كأحد الذين ليس لديهم ثقافة وتقوم أم بمواساة ابنها الذي لم يستطع الإجابة على أحد أسئلة الثانوية العامة.
تاريخ البرنامج الديني الجائزة الكبرى
انتهى البرنامج غير الديني في أواخر الثمانينيات، ومع منتصف التسعينيات جاء البرنامج الديني الشهير الجائزة الكبرى الذي كان من فكرة الإعلامي جمال الشاعر وإعداد فاطمة السحراوي وإخراج هاني جعفر.
وحكى جمال الشاعر أن فكرة البرنامج لاحت له عندما وجد أن المائدة التلفزيونية الرمضانية ينقصها شيء له صلة بشهر رمضان إذ غالب طابع التسالي في الأمر دون الشق الروحاني، فجاءت له فكرة وهي برنامج يكون بطلها الناس وتوجه لهم أسئلة عامة وبسيطة، وكانت الجائزة الكبرى هي رحلة حج وعمرة، بينما الجوائز اليومية مالية أو عينية، ولقي البرنامج ترحيبًا من شيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي، والشيخ محمد متولي الشعراوي.[4]
[1] محرر، الجائزة الكبرى، جريدة الأهرام، عدد 2 يونيو 1984م، ص2.
[2] الأسماء حسب أعداد جريدتي الأهرام “ص2” والجمهورية “ص8″ عدد يومي و”ص10” عدد أسبوعي، لشهر يونيو 1984م.
[3] مرسي عطالله، وجهة نظر، الأهرام، عدد 20 يوليو 1984م، ص8.
[4] إعلامي مصري شهير يكشف عن عدد من المواقف الطريفة في مسابقات الجوائز برمضان، Alghad TV – قناة الغد، مرفوع على يوتيوب 23 مايو 2019م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال