فتاة التيك توك والتجبر وفي الخصومة
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
أصطف الرجال والنساء الذين تتخطى أعمارهم الثلاثين فيما فوق ممسكين في يدهم الحجرة، فصرخ لهم المذيع صاحب الفبركات المعتادة الذي يطعن في شرف أي مختلف، وبمجرد أن تعالت أصواته ليستغيث من فتاة لم يتخطى عمرها العشرون عام أقل ما توصف به تواضع المستوى الفكري وهوس الشهرة، وجد المجتمع المتدين “الكيوت” أن سبب ابتلاء الله لنا هذه الفتاة فصرخوا معه ورجموها ولكن دون أن يظهر المسيح وينقش خطاياهم بالعصى أمام الجميع، فلقد ظهرت القوانين الوضعية التي أمرت بالقبض على فتاة شابة بتهمة التحريض على الفجور، وذلك بعد أن تحولت للتحقيق في كليتها على خلفية نفس الاتهام.
بداية معرفتي أنا واغلب الأشخاص الذي لا يستخدمون برنامج (تيك توك) على هذه الفتاة، كان من خلال مقطع فيديو نشر لها بعد انتشار فيروس كورونا والحظر المنزلي، حيث بدأ المشاهير وغيره من الأشخاص العاديين الدخول على موقع (التيك توك) لكسر الملل، وفجأة خرجت فتاة في مقطع فيديو كوميدي للغاية وهي تتحدث عن معاناتها هي وأصدقائها من “مشاهير” التيك توك في دعم البرنامج وجعله يستمر رغم التحديات والحروب التي واجهوها، وبعد ذلك أصبحت الفتاة هي حديث الساعة ومصدر للسخرية بالنسبة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، ومنذ أيام نشرت الفتاة – التي لقبت نفسها (بالهرم) ما يعكس ضحالة التفكير – مقطع فيديو على حسابها الشخصي بموقع (تيك توك) تعلن فيه عن فرص عمل لفتيات في ما اطلقت عليه اسم (وكالة) على احد المواقع الشهيرة التي تعتمد على إنتاج محتوى مرئي مثل فيديوهات كوميدية، وخلال الفيديو قالت الفتاة أنها لا تريد أي خلاعة في المحتوي الخاص بالفتيات التي ستعمل معها.
وجاءت المفاجأة من المبالغ التي قالتها الفتاة والتي تصل إلى 3000 دولار، وذلك في مقابل التحدث فقط على هذا التطبيق وتحقيق شهرة، فهاجت الدنيا فجأة ما بين اشخاص يتحدثون عن المبالغ التي تفوق مرتبات موظفي الشركات الخاصة بأضعاف، وأخرون من حراس الفضيلة يتحدثون عن شرعية هذه الأموال وان هذا الفعل هو فعل فاحش، وأخرون من المدافعين عن العادات والتقاليد الذي خرجوا في حملة ضد الفتاة رافعين لواء الشرف والفضيلة، غير مكترثين بأن عدوهم الوهمي هي فتاة لم تكمل عامها ال21 فقط وانها ليست السبب في الدمار الأخلاقي للمجتمع، ولكن المذيع الذي لا استطيع حتى ان أصفه بالشهير وجد من فتاة صغيرة فرصة لتقديم نفسه هو الأخر كقائد للجيوش المدافعة عن الاخلاق والفضيلة، والتمثيل بالفتاة عن طريق مقطع فيديو مقتطع من إعلانها عن فرص العمل الخاصة بالفتيات، ووصفه بأنه إعلان عن توظيف بنات في الدعارة، ولكي يظهر المذيع مهني، قام بتلقي مكالمة من شاب يتحدث عن هذا النوع من البرامج، وكيف أن الأمر كله يدور حول موضوعات جنسية! دون أدني تفكير من المذيع الذي يتخطى عمره الخمسون عام في مستقبل فتاة حتى وإن كان بعضنا يراها قد أخطأت ففي الأخير هي لم توجه لم تتسبب في أذى لأحد.
اقرأ ايضا
مقدمو برامج اللايف .. الثراء ولو بالإباحية بديلَا عن البطالة!
وفي الأخير بالتأكيد أتمنى أن تخرج الفتاة لتكمل حياتها بشكل طبيعي، وأن نفكر قليلاً قبل النظر إلى اشخاص على أنهم أعدائنا لمجرد اعتراض البعض على تصرفاتهم أو أفكارهم، وعلينا أن نذكر أنفسنا والمحيطين أنه من شرف الخصومة الا نتجبر على فتاة صغيرة.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال