فيديو .. مصر في عيون سفيرة إسرائيل “هاجمت الأزهر والإعلام وتناولت المقارنة بالخليج”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في لقاء استثنائي أُذيع عبر بودكاست شلومي إلدر الذي تنتجه شركة All•in بتاريخ 19 يونيو 2024م، حلّت أميرة أورون، سفيرة إسرائيل لدى مصر، ضيفةً لفتح ملفات تتعلق بموقف مصر من الحرب على غزة، ومراجعتها للوضع الداخلي المصري بما يشمل الرأي العام، الإعلام، ودور المؤسسات الدينية.
وأميرة أورون هي سفيرة إسرائيل في مصر منذ عام 2020م وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب.
مصر والخليج .. ما الفارق ؟
في بداية اللقاء أكدت سفيرة إسرائيل في مصر على أهمية مصر ودورها المحوري في المنطقة، وقالت أورون عن نفسها إنها ما تزال ما تُجري مراجعات ذاتية ونقاشات داخلية لتقييم علاقات إسرائيل مع جيرانها، وخلصت دائمًا إلى نتيجة ثابتة: مصر دولة مركزية في العالم العربي، وهي قلب وعقل المنطقة النابض، مشيرةً إلى أنه رغم ذلك لا زال عبء الحروب حاضرًا عند الشعب المصري.
وفي مقارنة بين مصر ودول الخليج، أشارت إلى أن الأخيرة أظهرت تفوقًا في مجال الاقتصاد وصناعة الأعمال، لكنها أكدت أن مكانة مصر التاريخية والثقافية تجعلها فوق المنافسة، وعبرت عن ذلك بقولها «أتفهم قدرة دول الخليج الرائعة فيما يخص صناعة الأعمال، ولكن لا يمكن المنافسة حقًا».
الشعب المصري في عيون سفيرة إسرائيل
في قراءة تحليلية دقيقة، تناولت أميرة أورون موقف الداخل المصري من إسرائيل، مؤكدة أن احترام اتفاقية السلام بين البلدين يظل قائمًا دون المساس بالمبادئ الراسخة للسياسة المصرية، ومع ذلك، شددت على أن المشهد الشعبي المصري ينبض بموقف ثابت وجلي، يقوم على رفض إسرائيل ومعاداتها بصورة لا تقبل التأويل.
وعن التدين عند المصريين قالت أن الشعب المصري متدين جدًا، مؤكدةً على أنه شعب ليس أصولي ولا متطرف، وإنما الدين شيء جوهري في قلوبهم وعقولهم وحياتهم وثقافتهم.
سر هجومها العنيف على الأزهر
ثم تناولت أميرة أورون موقف الأزهر الشريف إزاء الحرب الدائرة، فاتهمته بالعنصرية ومعاداة السامية، مؤكدة أن شيخ الأزهر يقود، بلا تردد، حربًا فكرية شرسة ضد الكيان الصهيوني، يرفض الاعتراف بوجوده وتاريخه.
وفي تصريح مثير، قالت سفيرة إسرائيل إن التصريحات الصادرة عن الأزهر تشكل تهديدًا بالغ الخطورة، ليس فقط على مستوى السياسة، بل على صعيد الدين ذاته، حيث أكدت أن شيخ الأزهر لا يعترف بإسرائيل كدولة أو شعب، بل يتعامل معها ككيان ديني محض.
وأشارت إلى أن الأزهر قدم سلسلة من الأدلة والبراهين التي تنفي أي حجة لليهود فيما يخص أرض فلسطين، موضحًا أن العرب كان وجودهم في فلسطين سابقًا لظهور إسرائيل وقبل حتى عهد النبي موسى. واعتبرت سفيرة إسرائيل أن حديث شيخ الأزهر كان ذا طابع ديني صارم، دحض فيه الرواية الصهيونية التي تزعم أن فلسطين هي “أرض الآباء”.
وأكدت على أن هذا الموقف ليس موقف الأزهر وحده في مصر، بل تتبناه كذلك الأصوات العلمانية في مصر، التي ترى في ذلك شهادة تاريخية ضد المزاعم الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن شيخ الأزهر يتحمل المسؤولية عن هذا التصور الذي يسعى لنسف كل الحجج التي يدافع بها الإسرائيليون عن وجودهم في فلسطين.
واختتمت سفيرة إسرائيل بقولها «إن الأزهر يصرّ على العودة إلى الماضي التاريخي للبحث في أصل السؤال: “من هي إسرائيل .. من تكون؟”، في محاولة واضحة لنسف أي دعوى تشير إلى أحقيتها في فلسطين، وهذا الرجل (تقصد شيخ الأزهر هو المسؤول عن هذا).
لماذا غضبت من الإعلام المصري ؟
في تعليقٍ لاذعٍ أبدته سفيرة إسرائيل في مصر، أميرة أورون، لم يسلم الإعلام المصري من موجة من الانتقادات، حيث تناولت مقارنة دقيقة بين كيفية تعامله مع إسرائيل قبل السابع من أكتوبر وبعده، هذه المقارنة سلطت الضوء على التحولات الواضحة في توجهات الإعلام المصري نحو إسرائيل، وسعت إلى تسليط الضوء على تغيرات جذرية شملت المواقف الإعلامية وتوجهات التغطية الصحفية.
أوضحت أميرة أورون أن الإعلام المصري، في مرحلة ما قبل الحرب، كان ينظر إلى إسرائيل على أنها كيان يمكن تحمله، لكنه في ذات الوقت يُعتبر خصمًا يجب التعامل معه بحذر، فلا يمكن الوثوق به تمامًا، ولكن السلام مع هذا الخصم يُعتبر أمرًا إيجابيًا، رغم أن الإعلام المصري لم يُعِر هذه الحقيقة اهتمامًا كبيرًا، بل ظل يكتفي بعرض القليل من الأخبار حول علاقات إسرائيل بمصر.
وأضافت السفيرة قائلة: “إن الإعلام المصري ما زال يتعامل معنا على أننا خصم، وأود أن أكون صادقة في القول: نحن، كسفراء لإسرائيل، لم نكن حاضرين في الإعلام المصري، سواء في الحاضر أو حتى في العشرين عامًا الماضية، لم تُغطَ أنشطتنا بشكل لائق، ولم يُطلب منا في أي وقت تقديم ردود على أي قضايا.”
وأثارت أورون نقطة هامة حول غياب التغطية الإعلامية عن الشأن الإسرائيلي في الصحافة المصرية، مُشيرة إلى أن الأخبار المتعلقة بسفارتها أو بالعلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل غائبة تمامًا عن الساحة الإعلامية، بل وأكثر من ذلك، فقد أكدت أن الصحفيين والإعلاميين لا يجرؤون على إجراء مقابلات معها أو مع أي من سفراء إسرائيل السابقين، مما يعكس حالة من الفتور الشديد في التغطية الإعلامية المتعلقة بالكيان الإسرائيلي.
وبالانتقال إلى الحديث عن التغيرات التي طرأت على الإعلام المصري بعد السابع من أكتوبر، أشارت السفيرة إلى أن التطور في التعامل مع الشأن الإسرائيلي قد أخذ منحى سلبيًا بشكل واضح، فبحسب حديثها، لم تقتصر التغطية الصحفية على انتقاد إسرائيل فحسب، بل بات الإعلام المصري يتبنى بشكل شبه كامل الرؤية الفلسطينية، مُعززًا ذلك من خلال استضافة ممثلين عن حركة حماس، في ما يُعد تحولًا بارزًا في السياسات الإعلامية بعد تلك الفترة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال