همتك نعدل الكفة
1٬303   مشاهدة  

فيلم ريش .. اقتلوا عمر الزهيري أو اطرحوه أرضا

فيلم ريش
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قبل ما يزيد عن ٨٠ عاما أثناء تصوير فيلم العزيمة للمخرج الكبير كمال سليم أصدر طلعت باشا حرب أمرا بإيقاف تصوير الفيلم بعدما أبلغه مدير الاستوديو الأجنبي أن الفيلم به حانوتي وجزار وبواب وبقال.

قبل ما يزيد عن ٨ عقود اعتبر المتنور ورجل الصناعة طلعت باشا حرب وجود هذه الشخصيات في الفيلم يسيء للسينما المصرية، فذهب إليه بديع خيري كاتب الحوار – الذي كتب تلك القصة في مذكراته –  ليناقشه قائلا : لن نستطيع أبدا أن ننافس السينما الأمريكية في شكلها فاجعلنا نصنع أفلاما شكلنا حتى لا تستطيع هي منافستنا، تنتج ١٠ أفلام في العام، كلهم يشبهون السينما الأمريكية، دعنا ننتج فيلما واحدا يشبهنا وانتظر النتيجة.

في النهاية نجح الفيلم ولم ينجح فقط بل تم اختياره أفضل فيلم عربي في القرن العشرين.

يذكرني هذا كثيرا بما يحدث مع فيلم ريش الفيلم الفائز بجائزة اسبوع النقاد في مهرجان كان وكذلك أفضل فيلم عربي طويل في الصين وجائزة ثالثة في الصين، ذلك الفيلم الذي ينتمي كثيرا لمدرسة شرق أوروبا السينمائية التي نجحت وانتشرت على يد مخرجين مثل كيشلوفسكي وميلوس فورمان ودوسان ماكفيتش وغيرهم من عشرات صناع السينما الذين صنعوا سينما مختلفة لها ذا٫قة مريرة لكنها حقيقية ومؤلمة وممتعة.

المدهش أن الفيلم بعد “فرقيعة” شريف منير في مهرجان الجونة وبعد تسريبه ليخرج الجمهور كارها الفيلم ويخرج بعض النقاد ليتسائلوا عن سبب حصول الفيلم على جائزة مهرجان كان.

دعونا لا ننسى قصة فيلم العزيمة

اعتماد الفيلم على ممثلين هواة أصاب الممثلون المحترفون بصدمة وايقاع الفيلم البطيء – مثل السينما الأوروبية – أصاب متابعو السينما الأمريكية وشبيهاتها المصرية بالضجر، لم يتعود الكثيرون على الاقتصاد الشديد في الحوار فظنوا أن هناك مطا وتطويل في مشاهد صامتة.

حتى النقاد المحترفون لم يدركوا ما صنعه المخرج عمر الزهيري في أداء الممثلين لدرجة أن “الست” العظيمة دميانة أم ماريو التي تقف رافعة رأسها في كل انترفيو ظلت طيلة الفيلم كسيرة الجناح منخفضة الصوت عاجزة تماما لتؤدي شخصية مختلفة تماما عن شخصيتها.

كذلك انشغل البعض الأخر بتحديد زمن الفيلم فأربكتهم الأوراق النقدية المتهالكة التي كانت رسالة واضحة تماما من الزهيري بقلة النقود وقلة حيلتها وقلتها كذلك جهاز التليفزيون الذي يعرض جنات ونجمات وزهور وكارتون أجنبي والذي انشغل البعض بمحاولة تحليله إلى زمن بينما هو جزء أخر من الفانتازيا التي أشار بها الزهيري إلى انفصال التليفزيون عن الواقع، هذا الانفصال الذي لم يمنع بطلة الفيلم حين حاول صديق زوجها التحرش بها وهربت منه أن تعود فقط من أجله، لانه الوسيلة الوحيدة لسعادة طفليها الصغيرين.

حتى لحظات تسليم النقود من شخص لأخر والتي حرص المخرج على أن تكون لقطات “كلوز” تلاحظ دايما امساك يد المعطي لمن يتسلم النقود لحظة التسلم ليوضح أنها عزيزة وتسليمها صعب على المانح.

حتى هذا العجز الواضح لحركة الممثلة الصامتة الذي تفاعلت معه الكاميرا بنفس الأداء كان مدهشا للغاية ويوضح مدى الانسحاق وعدم الفدرة

عشرات الرسائل في الفيلم الذي انتحل مخرجه عدة أزمان ليحصل على أمانه الكافي ليخرج للنور تجعلك سعيدا جدا أمام فيلم استخدم الفانتازيا ليداعب عقلك.

حتى درجات الألوان والاضاءة المستخدمة في الفيلم قريبة للغاية من ألوان اللوحات العالمية التي رسمت الفقراء

في الخارجي

فيلم ريش

إقرأ أيضا
عبدالرحيم كمال مؤلف مسلسل الحشاشين

نفس الطرق غير الممهدة والطفولة البائسة

وفي الداخلي

فيلم ريش
The Potato Eaters
للفنان فان جوخ

نفس الدرجات الرمادية البنية الكئيبة التي توحي بالفقر وعدم السعادة.

فيلم ريش عبارة عن خطوة مهمة تحاول بها السينما المصرية التخلص من شبح السينما الأمريكية ونحتاج إلى ١٠٠ فيلم مثله و١٠٠ صانع سينما جريء مثل عمر الزهيري يصنع أفلاما تشبه هذا الفيلم كي نتخلص من هذا الإرث وكذلك سينما الصدر الواسع للسقا وهنيدي وزملائهم.

فيلم ريش  ليس مثل تلك الأفلام “اللي بتدي شكل حلو للمكان وفي نفس الوقت شيك”

الكاتب

  • فيلم ريش أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
16
أحزنني
1
أعجبني
6
أغضبني
4
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان