فيلم عودة ..رغم غدر الوقت الفن يعبر عنه بمهارة
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“قبل ما يضحك عليك يا والدي…ويقولك it is to late”
هذه الجملة من مسرحية “إنها حقا عائلة محترمة” ما تعبر دائما بالنسبة لي عن غدر الوقت.
الوقت الذي لو لم تقطعه قطعك، الزمن الذي لا تستطيع أن تلحق به ودائما ما يغلبك في السباق.
دائما ما يشغلني الوقت رغم إهداري للكثير منه في التأمل أكثر من تحقيق الطموحات.
دائما ما يشغلني الموت والعالم الآخر الذي سنعيش فيه رغد العيش، وأتخيل دائما ممرا يجعلنا تنتقل بسلاسة من هنا إلى هناك.
لذلك أحببت فيلم العودة الذي أعجبني من اسمه وحتى تفاصيله؛ تفاصيله التي أخذتنا إلى أول مشهد بملامح سيدة مسنة عبرت عن الزمن الذي أخذ بيدها من الطفولة وحتى هذه المرحلة.
تفاصيله التي أخذتنا إلى فنجان قهوتها مشروبها الصباحي الخاص، والشرفة ملجأ المسنين الذي يحنو عليهم عند الكبر.
تفاصيل عودة…نتمناها لوقت ما مضى أو شخص قد رمل عنا عبر عنها الفيلم بشكل جذاب نجح فيه المخرج في خلق عنصر التشويق من بداية الفيلم وحتى نهايته.
وعلى الرغم من كونه فيلما قصيرا إلا أن هناك أفلاما قصيرة يمل منها الجمهور رغم قصر مدتها.
والاحتراف أن تجذب الجمهور من أول كادر، وقد كان أول مشهد بكدراته الأولى خاطفا للجماهير رغم كادر واحد ضمن كادراته استخدم فيه المخرج زووم بشكل مزعج للمشاهد ، وان تصويره من أسفل بلا مبرر حقيقي أو مقصد نفهمه من خلف هذه الزاوية.
فمن حيث التصوير كان
الانتظار في حد ذاته قاتل…هكذا قالت لي صديقة يوما فتعرض الفيلم بطبيعة مناقشته لفكرة الزمن إلى هذه النقطة.
الانتظار الذي يجعلنا نريد تحطيم عقارب الساعة، أو الضدية في رغبتنا في أن يمر الزمن لانتهاء حدث صعب على النفس.
ومن حيث التصوير بشكل عام ، فقد كان مبهرا، و كادراته وكأنها لوحات فنية، صورا تقترب لواقعية شعورنا بتأثير الوقت، وكادرات تعبر عن المونولوج الذي يقال بالفويس أوفر.
مشاهد حقل القمح كانت في محلها للغاية، وعبرت عن العالم الآخر، وكأن الحفل مكان من الجنة.
التصوير البطيء لبعض المشاهد أدخلنا في حالة الترقب التي تصاحب انتظار شيء ما ، وجعلنا نستشعر أهمية الوقت.
“الانتظار في حد ذاته قاتل”
هكذا قالت لي صديقة يوما ما، ومناقشة هذه النقطة بالفيلم كانت من أقوى نقاط السيناريو، حيث أنها مشكلة تواجه الإنسانية جمعاء، فدائما ما ينتظر الإنسان شيئا أو ينتظر أن يمضي شيئا آخر يزعجه بسرعة الصاروخ.
اقرأ أيضا….افتتاح مهرجان الاسكندرية السينمائي مبهر يليق بالمهرجان
عاب فيلم عودة فقط رؤية المخرج التي لم يحددها إن كان يريد الفيلم فيلما تسجيليا أم فيلما روائيا.
بالفيلم التسجيلي كان يمكن أن يكتفي بالحديث مع الناس بالشارع عن الزمن كما فعل، وصوت الفويس أوفر.
وبالفيلم الروائي كان يمكن أن يكتفي بقصة الفتاة التي فقدت أمها وتريد العودة بالزمن.
ويحسب للمخرج توظيفه الفويس اوفر عن طريق مذيعة بالراديو حتى لا يكون الفيلم مباشر كعيب أفلام كثيرة بالمسابقة، ولكنني كنت أفضل لو كان الفيلم تسجيليا فقط دون المشاهد التمثيلية التي طالت وكأنها فيلما منفصلا.
أما عن استخدام شريط الصوت من موسيقى موائمة للحالة من بيانو بايقاع هادىء، فأعطانا شعورا بالنوستالجيا للزمن القديم، إلى صوت أم كلثوم وهي تقول :
قول للزمان ارجع يا زمان.
عودة فيلم من إخراج
حبيبة خالد، احمد عصام، ندى عوف وليتنا نتصالح أن لا عودة للزمن، ولكن مازلت هناك فرصة كي نصنع شيئا للمستقبل وعرض ضمن أفلام الطلبة بمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال