محمد علي والمماليك .. فصول الصراع المنسي بعيدًا عن مذبحة القلعة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بدأت علاقة محمد علي باشا والمماليك برحيل الفرنسيين عن مصر تحت إشراف مشترك من انجلترا والدولة العثمانية التي جاء تاجر التبغ ليكون قائدًا عسكريًا للألبان التابعين لهم.
رحيل الحملة وبدء الصراع محمد علي باشا والمماليك
عاد ولاة العثمانيين لحكم مصر بظلهم الخلفي شيوخ البلد «المماليك»، وبقي قائد الألبان نائيًا بنفسه وجنوده عن عمليات السلب والنهب طيلة 4 سنوات ليثور المصريين على الثنائي المملوكي والعثماني ويقوموا بدعم الباشا ضد الدولة العثمانية بفرمانها وانجلترا بحملة فريزر قائدها ليستتب له الحكم غير أن الشوكة بظهره كانت المماليك.
صراع محمد علي باشا والمماليك .. لعبة الـ 6 سنوات
يرى المماليك أنهم ملاك الأرض ويعتبرون محمد علي باشا غريمًا، بينما الأخير ينظر لهم بعين الشك فالإنجليز داعميهم والعثمانيين سر شرعيتهم، فبدأ في استمالة بعضهم وحدث صراع الذكاء السياسي والدموي بينهم.
كان محمد علي باشا مخترقًا فجنده يكرهونه لأنه منعهم من نهب المصريين وكانت تلك ميزة له إذ أخذ قوته من الشعب، فوقعت أول مواجهات بين محمد علي باشا والمماليك في أغسطس من العام 1805 م، إذ اتفق المماليك مع عسكر الباشا على تنفيذ مؤامرة اغتيال ضده أثناء حضوره احتفالات وفاء النيل.
اقرأ أيضًا
اغتيالات صوفية .. أحدهم أشهر من صلى على النبي
كانت المباغتة التي قابل بها محمد علي باشا مؤامرة المماليك عليه أن عمل عملية اختراق داخلية لجنوده فجعل من يحبه يتظاهر بكراهيته، حتى جاءت اللحظة الحاسمة وتم الكمين على المماليك بين الجيزة والمنيل ليقتل العشرات منهم، وهاجم الجبرتي تصرف المماليك في الجزء الرابع من كتابه عجائب الآثار بقوله « لم يتفق للأمراء المصرية (المماليك) أقبح ولا أشنع من هذه الحادثة وطبع الله على قلوبهم وأعمى أبصارهم وغل أيديهم».
يشير عبدالرحمن الرافعي إلى تطور الصراع بين محمد علي باشا والمماليك على الجيزة، فالباشا أنهى وجودهم السياسي بالقلعة وكبح جماح أطماعهم داخل القاهرة، فكان الصراع على عاصمتهم العسكرية وهي الجيزة، فنجح الباشا في ضمها له عام 1806 م لتجيء حملة فريزر وتؤجل المواجهة المحتومة فالمصريون لن يرضوا بنابليون آخر بعدما طردوا الحملة.
خلال 3 سنوات احتدم الصراع بين محمد علي والمماليك على الصعيد الذي حسمه الباشا عسكريًا وسياسيًا لنفسه، لتجيء الحرب ضد الوهابية ويستعد لها بحفل ضخم داخل القلعة يستدعي فيه زعماء المماليك ويتخلص منهم.
مماليك ما بعد مذبحة القلعة
مضت 3 سنوات بعد مذبحة القلعة التي حسمت صراع محمد علي باشا والمماليك وتوفي اثنين من قادة المماليك هما عثمان بك حسن وإبراهيم بك الكبير، ومع تولي شيخي المماليك عبدالرحمن بك ومحمد منفوخ بك طلبا من محمد علي باشا وفق ما ذكره حفيده عمر طوسون برغبتهم في المكوث داخل كأفراد عاديين ووافق محمد علي بشرطين، أحدهما أن يغادروها إلا بإذنٍ منه وأن لا يستردوا من أملاكهم شيئًا فوافقوا إلا 26 شخص دخلوا في حرب ضده وهزمهم.
زوجة الباشا
يشير الدكتور خالد فهمي في كتابه «كل رجال الباشا» إن زوجة محمد علي باشا استهجنت حادث مذبحة القلعة وقررت أن لا تعاشره في أي لقاءٍ حميمي لأنها استبشعت تصرفه فنفرت منه حتى ماتت.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال