في اليوم العالمي للطفولة .. كيف حافظ الإسلام على حقوق الطفل ؟!
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل تكوين شخصية الإنسان إيجابا أو سلبا، وفق ما تربى و نشأ عليه، وجاء الدين الإسلامي في بواكيره وأقر أن للطفل حقوق وواجبات، و اعتبرهم الشريحة الأهم في المجتمع التي لا يمكن أن تتغاضى عنها أو نغفلها، وجعل للمربي «المسؤول عن الطفل» مواثيق وقوانين يخضع لها لتربية الطفل تربية سلمية سوية، ليصبح رجلا ذات يوم يصنع الأمجاد.
والطفولة في الإسلام هي المرحلة الأولى منذ لحظة الميلاد وحتى بلوغه سن الرشد حيث يكتمل نمو عقله ونمو بُنيانه، وعلى هذا وضع الإسلام قوانينه التي فاقت في عمومها كل الأنظمة والقوانين الوضعية قديما وحديثا، فالإسلام اهتم بالطفل جنينا، و رضيعا و صبيا وشابا، بل إن الإسلام اهتم به قبل أن يكون جنينا!!
حق الطفل في الإسلام قبل أن يولد
يقع عاتق تربية الطفل على الآباء في الأساس، لذلك حرص الإسلام على أن تكوين الأسرة بالمعيار السليم، وهو زوج سوي وزوجة صالحة، ليكونوا ودودين متحابين لتربية الطفل في هدوء وسكينة، قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك : “تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»، وهنا لم يقف الإسلام في وجه من أراد أن يتزوج امرأة جميلة أو تمتلك المال وإنما جعل الأصل الأخلاق والدين.
وكما للرجل أن يختار زوجته، كان للمرأة الحق أيضا في اختيار الزوج وهي تقريبا نفس المعاير التي اختار بها الرجل زوجته، قال النبي الكريم في ذلك “إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيض”، ونرى هنا أن الإسلام لا يقبل الرجل الغني بدون أخلاق أو دين .
ومن حقوق الطفل في الإسلام كذلك عدم إجهاض الطفل وهو جنين، فله الحق في الحياة!، وأجاز للمرأة الحامل الإفطار في رمضان حتى لا يتأثر جنينها، وغيرها من الأمور التي رعاها الإسلام.
وعند ولادته له حقوق كثيرة منها؛ الفرحة والاستفسار به سواء كان ذكرا أو انثى، التكبير في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى، لتكون أول كلمات يسمعها المولود عن عظمة وعطف الرب الكريم، وكذلك حلق راس المولود والتصدق بوزه ذهبا أو فضة، من أجل بضع دعوات صادقة تخرج من فم الفقراء ، ومن أهم حقوق الطفل اختيار والديه اسم جميل يُنادى به، فالأسماء القبيحة تثير في نفس الطفل الانطواء والعزلة.
اقرأ أيضًا
تأملات في آيات الخوف من الله سبحانه وتعالى “عندما يكون العلم سبيلاً إلى ذلك”
كما أمر الإسلام المرأة برضاعة الطفل عامين كاملين، فقال تعالى: {وَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ المعروف}، وقد أثبتت البحوث الطبية الحديثة ضرورة رضاعة الطفل عامين حتى ينمو نموا سليما على الصعيد الصحي والنفسي.
بالإضافة أيضًا إلى رعايته وجدانيًّا؛ بالرحمة وإدخال السرور على قلب الطفل بشراء الحلوى مثلا والألعاب، وكذلك رعايته علميا، وبالإنفاق عليه من مأكل ومشرب وملبس إلا أن يصبح رجلا ناضجا يكفل حق نفسه ، وأخيرًا رعايته سلوكيًّا واجتماعيًّا؛ وذلك بتعويده على الفضائل ومكارم الأخلاق، وحُسن اختيار صحبته، والدعاء له وتَجَنُّب الدعاء عليه، وكذلك احترامه وتشجيعه على الصراحة بالحقِّ.
التربية الإسلامية أهم حقوق الطفل
أولى الإسلام عناية خاصَّة بتربية الأطفال، ولم يقتصرها على العبادة والأخلاق، بل امتدت التربية لتشمل العقل والبدن، فكما قلنا الهدف الأساسي هو أن يخرج الطفل سويا يتم، عقله مع جسده مع علاقاته الاجتماعية، وقد كانت التربية على اساسين مهمين تربية إيمانية وتربية تشمل العقل والبدن.
يعمل المربي في هذه المرحلة على توجيه الطفل إلى حب الله وطاعته لا الخوف منه؛ لأن الحب يؤدي إلى الطاعة، والخوف يؤدي إلى البعد عن الله وارتكاب المعاصي والذنوب.
ويقوم المربي بغرس بعض العبادات كالصلاة وقد أمرنا الإسلام بأن نعود الطفل عليها وهو في السابعة من عمره، كما نعوده على الصدقة بأن نُعطي له الصدقة ليضعها مثلاً في صندوق المسجد المخصَّص للصدقات والزكاة، وكذلك الصوم، وبذلك تسير الخطى نحو غرس هذه العبادات في نفوس الأطفال.
تربية الطفل وتفاعله مع المجتمع
الجزء التاني من الجانب التربوي ، وهي التربية الحضارية وتندرج تحتها التربية البدنيَّة، والتربية الاخلاقية، والاجتماعية، والعقلية.
التربية البدنية
يُقصد بالتربية البدنيَّة هي الاعتناء بالجسم؛ وذلك ليكون سليمًا، من خلال الغذاء الجيد والمسكن الصحي والنوم الجيد والحصانة من الأمراض ، والاهتمام بالعضلات والحواس من خلال ممارسة الرياضة، وإعطاء الطفل طاقة حيوية متمثلة في الدافع والتشجيع الفطري للطفل.
التربية الأخلاقية
يقوم المربي في التربية الأخلاقية على غرس قسيم الخير في نفس الطفل، كالصدق والأمانة وبرِّ الوالدين والشجاعة، ومن أهمِّ جوانب التربية الأخلاقيَّة العمل على تخليته من الأخلاق البذيئة، كالكذب والجبن وما إلى ذلك، وبالمناسبة الاخلاق مكملة للجانب الإيمانية بشكل كبير فهما لا ينفصلان بعض .
التربية العقلية
شجع الإسلام الطاقات العقلية، وألقى تنميتها على عاتق الوالدين، فليست التربية المأكل والملبس فقط كما يفهم الكثيرون، بل الأمر أبعد من ذلك لابد من غذاء العقل من خلال الثقافة والعلم والمعارف، وهنا للابد أن تخرج الجذور الاولى من الأبوين .
التربية الاجتماعية
ويقصد بالتربية الاجتماعيَّة تربية الطفل على آداب اجتماعية فاضلة، كالنظام وحسن التعامل والتصرُّف مع المجتمع والناس به، وان يتفاعل مع المجتمع الذي يؤثر فيه ويتأثر به.
وباكتمال هذه الجوانب يصبح لدينا طفل قوي عقائديا وأخلاقيا يمتلك الكثير من الفكر والثقافة يستطيع أن يخدم اسرته ومجتمعه.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال