في حب المخرجة سميحة الغنيمي “شجن السنين عندما تواصلنا معها”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حافظت المخرجة سميحة الغنيمي على عرش تاريخ الفيلم التسجيلي في مصر، كمخرجة متفردة ومتميزة في تاريخ التلفزيون المصري منذ تأسيسه وحتى اليوم.
المخرجة سميحة الغنيمي .. سيرة ذاتية
داخل مدينة المنصورة وفي منتصف أربعينيات القرن الماضي ولدت سميحة علي الغنيمي لأسرة لها صيت بنطاق الدلتا، إذ كان والدها هو أصغر مواطن مصري يحصل على رتبة البكوية في تاريخ مصر الملكي.
أنجب علي بك الغنيمي 4 بنات هن سعاد وآمال ونبيلة وسميحة، وجمعيهن التحقن بالقسم الداخلي في مدرسة الراهبات، ثم انتقلت الأسرة للقاهرة وقطنت حي جاردن سيتي، وتزامنًا مع ذلك كان خال سميحة الغنيمي مسافرًا إلى فرنسا بصفته دبلوماسيًا، فسافرت معه لتتعلم فنون الإخراج بباريس.
عادت سميحة الغنيمي إلى القاهرة وقدمت أوراقها للتلفزيون في أواخر عام 1964 فعملت مساعدةً للمخرج إبراهيم الشقنقيري، ثم تولت إخراج برنامج لقاء المشاهير أحد أشهر برامج التوك شو حينها والذي كانت فكرته على وجود اثنين من المشاهير ليحاوران بعضهما بصحبة مذيع من التلفزيون.
اتجهت سميحة الغنيمي إلى مجال الفيلم التسجيلي عام 1970 عندما قدمت أول أفلامها «عمال التراحيل» وكان من 10 دقائق وتم تصويره في محافظة الشرقية، وجميع من ظهروا في ذلك الفيلم كانوا من اختيارها، لتنطلق بعدها في تقديم الأفلام التسجيلية الشهيرة مثل «الخيول العربية، نغم عربي، حارة نجيب محفوظ، قناة السويس، عاشق الروح، رنين الماضي، سيفونية حب، قصر عابدين، متاحف الأسرة العلوية، قصر القبة، قصر الطاهرة، قصر المنتزه، كان حبًا، رنين الماضي، القاهرة رؤية ذاتية، رحلة العائلة المقدسة إلى مصر» وغيرها من الأعمال التسجيلية الخالدة.
سميحة الغنيمي لموقع الميزان: هذه رؤيتي للفيلم التسجيلي
تجسد عبق 58 عامًا من تاريخ ماسبيرو في صوت المخرجة سميحة الغنيمي، عندما تواصلنا هاتفيًا معها للاطمئنان على صحتها بعد الأزمة الصحية التي تعرضت لها عام 2019 م.
حكت سميحة الغنيمي لموقع الميزان عن تلك الأزمة فقالت أنها تعرضت لانزلاق غضروفي نتيجة سقوطها أثناء عملها داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون، وقد خرجت من مرحلة الخطر وعادت لاستئناف نشاطها جنبًا إلى جنب مع العلاج الطبيعي التي تتلقاه.
نفت سميحة الغنيمي ما أثير قبل سنوات من شائعة حول أنها كانت ترجو المسؤولين في التلفزيون المصري أن يذيعوا أعمالها، ولكنهم تعاملوا معها باستعلاء، مؤكدةً أن ذلك لم يحدث.
استفاضت المخرجة سميحة الغنيمي في ذكر رؤيتها للفيلم التسجيلي فذكرت أنه صورة مثالية لعرض الإبداع بكل أصنافه سواءًا كانت فكرية أو فنية أو حرفية، ولم تعتبره مجرد أداة لتسجيل الأحداث أو توثيقها فحسب، إنما يقوم الفيلم التسجيلي الناجح على الإحساس مع الرؤية الفنية لصاحبه.
عنصر آخر تؤكد عليه سميحة الغنيمي وهو ضرورة اقتناع المخرج بالعمل والقيام به بصدق، وما ينقص الفيلم التسجيلي من وجهة نظرها هو أن يتم عرضه في دور السينما للأفلام الروائية، كون أنه أفضل وسيلة للثقافة الجماهيرية.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال