قبر الملك ريتشارد الثالث وكهف فيكتوريا.. أمور غيرت التاريخ للأبد
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
على الرغم من التطور العلمي الرهيب الذي وصلنا له، لدرجة يعتقد بها البعض أنه قد تم كشف كل الأسرار المخفية، وتم حل كل الألغاز القديمة، ولكن يمكن أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب في لحظة واحدة، اكتشاف واحد بإمكانه تغيير التاريخ الذي كنا نعتقد أننا نعرفه.
-
قبر الملك ريتشارد الثالث
لعقود طويلة، كان موقع دفن الملك الإنجليزي “ريتشارد الثالث“، لغزًا حير جميع العلماء والباحثين، خاصة أن هناك روايات شعبية تفيد بأنه قد تم نبش قبره في القرن السادس عشر، واستخرجت جثته وألقوها في النهر، ولكن في عام 2012م انقلبت الموازين، حيث قام فريق من جامعة ليستر، ببعثة للعثور على مكان المرقد الأخير للملك باستخدام الخرائط التاريخية، وبالفعل توصلوا لموقع الكنيسة الرمادية، تحت موقف سيارات مجلس مدينة ليستر، وهو الموقع الذي اعتقدوا أن ريتشارد الثالث مدفون به، وبعد ستة ساعات من الحفر المتواصل، عثروا على ساق بشرية، وفي نهاية المطاف وجدوا الهيكل العظمي، وقد تمت مقارنة الهيكل العظمي بالحسابات التاريخية لعمر الملك وحجمه وبنيته، حيث أظهرت التقارير تاريخ وفاة صاحب الهيكل العظمي والذي وافق تاريخ وفاة الملك، وأخيرًا تم مطابقة الحمض النووي مع الأحفاد الباقين على قيد الحياة من سلالته، ولم يتم تأكيد العثور عن قبر الملك ريتشارد بشكل رسمي إلا بعد ستة أشهر، بعد انتهاء كافة الفحوصات والاختبارات، وقد غير ذلك الاكتشاف التاريخ للأبد، حيث قضى على كل الأساطير المحيطة بوفاة الملك ومكان قبره، كذلك أظهرت الفحوصات أن التصوير الشعبي للمبك كرجل أحدب، لم يكن أمرًا خياليًا تمامًا.
-
كهف فيكتوريا
الكهف الذي غير التاريخ، في عام 1837م، كان “مايكل هورنر” يسير مع كلبه في نزهة صغيرة على نهر “ديلز”، والذي يقع في منطقة” يوركشاير ديلز”، ودخل الكلب في فتحة صغيرة وتبعه مايكل ليفاجئ بأنه يقف داخل كهف مليء بالآثار الرومانية، وعاد مايكل بعد عدة أيام بصحبة ميره في العمل وصديقه “جوزيف جاكسون”، واكتشفا غرفة كبيرة في الكهف جعلوها موقعًا غير احترافي لاكتشافاتهم، وعلى مدار السنوات الثلاثة التالية، كان مايكل وجوزيف يقومان بالحفر والبحث في كل مكان بالكهف، وفي عام 1840م، وجدا شيئًا مذهلًا للغاية، وأرسلوا في طلب خبير التاريخ الروماني الشهير” تشارلز روش سميث”، والذي أخبرهم أن ما وطدوه هو عبارة عن مجموعة عظام فك تعود لسلالة ضباع قديمة، وبدء علماء الآثار في الحضور والتعاقب على الكهف، واكتشفوا أن به حفريات وعظام لحيوانات كثيرة للغاية، وكشفت التنقيبات على مدار مدى الثلاثين عامًا التالية عن الكثير من بقايا حيوانات غريبة كالفيلة ووحيد القرن وأفراس النهر التي عاشت في الأودية قبل أكثر من مائة وثلاثين ألف سنة، كما عثروا على مجموعة عظام تم تشذيبها بدقة شديدة، لتستخدم كرماح، ويعود عمرها للعصر الجليدي قبل حوالي 15000 عام، وتعتبر هذه العظام أقدم دليل على وصول البشر لشمال إنجلترا بعد ذوبان الجليد، وفي عام 1870م، زار العالم تشارلز داروين كهف فيكتوريا، وذلك ليبحث عن أدلة تدعم نظريته عن التطور.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال