“قبل ربع قرن” كيف كان وضع ياميش رمضان في مصر استهلاكًا واقتصادًا؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تسعى كل البيوت خلال شهر الصيام إلى إيجاد عنصرٍ فأكثر من عناصر ياميش رمضان في مصر كون أن تلك العناصر لا تنحصر في كونها تسالي وإنما لها صلة وثيقة الصلة بالمِعْدَة.
طيلة أكثر من 6 قرون اكتسب ياميش رمضان في مصر اهتمامًا على المستوى الشعبي والحكومي، لكونه أحد أدوات الدخل، لذا فإنه يدخل في حيز التاريخ الاقتصادي المصري.
“قبل 25 سنة” حكاية حظر استيراد ياميش رمضان
كانت مصر طوال السنوات الخمسة الأولى من الثمانينيات تعاني أزمة حادةً في العُمْلَة الصعبة الأمر الذي استدعى رئيس الحكومة الدكتور علي لطفي أن يصدر قرارًا بوقف استيراد الياميش بدءًا من فبراير 1986م لتوفير 70 مليون دولار.
لقي هذا القرار تأييدًا من قِبَل رموز الحكومة، فالدكتور طلبة عويضة رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب رأى أن خطوة حظر استيراد الياميش ينبغي تعميمها في كل السلع غير الأساسية.[1]
الإعلام الحكومي هو الآخر ثمن القرار فالصحفي صلاح منتصر كتب مقالاً عدد فيها ميزات حظر استيراد الياميش قال فيه «قضية الياميش قضية قديمة، طالما حاولنا مناشدة الدولة التصدي لها بحسم ولكنها تحت ضغوط وهمية من الشعب وقوية من التجار والمستوردين كانت تتساهل وتترك باب استيرادها مفتوحًا».[2]
بقي حظر استيراد الياميش قائمًا حتى عام 1989م، ورغم ذلك فإن جماهير المصريين تباينت ردودهم ولعل الاستدلال على ذلك يقوم على تحقيق صحفي جريدة الجمهورية صلاح فضل إذ أجرى استطلاع رأي حول ذلك عام 1988م الذي جاء شهر رمضان فيه خلال مارس وإبريل منه.[3]
نقص الياميش جعل أحد الموظفين يتحول مباشرةً إلى العرقسوس والكركديه لكونها مشروبات صحية ومفيدة وتتلائم مع احتياجات الصائم من المياه، فضلاً عن كونها رخيصة السعر؛ الأمر نفسه قام به مهندس لكنه زاد عليها بضرورة استخدام التمور.
ياميش رمضان في مصر الثمانينيات والبائعين
يرى العطارين سلفًا وخلفًا أن بيع الياميش مسألة أرزاق، وعلى الرغم من إيقاف استيراد الياميش لكن محلات العطارة في منطقة الإمام الحسين كانت في وادٍ آخر، فقد كان بها عام 1988م 200 محل للجملة والقطاعي.
بدأت مهنة العطارة بالتوابل ثم الأعشاب الطبية إلى أن دخلت في الياميش، ومع حظر استيراد الياميش تأثرت الأسعار نوعًا ما، فقد وصل سعر اللوز إلى 6 جنيهات، فيما وصل سعر المشمشية إلى 4 جنيهات، ووصل قمر الدين إلى 6 جنيهات، والكركديه بـ 9 جنيهات والخروب بـ 2 جنيه، والتمر السكوفي بـ 2.5 جنيه، والسلطاني بـ 3 جنيه، والغزالي بـ 2.20جنيه، والفريجي بـ 1.80جنيه.
[1] طلبة عويضة، علاج نقص الموارد ليس بزيادة إيرادات الضرائب فقط ولكن ببرنامج حكومي جاد للتقشف والحد من الاستيراد، جريدة الأهرام، عدد 5 مارس 1986م، ص9.
[2] صلاح منتصر، ياميش رمضان، جريدة الأهرام، عدد 19 مارس 1986م، ص7.
[3] صلاح فضل، زبائن العطار في موسم رمضان، جريدة الجمهورية، عدد 25 إبريل 1988م، ص3.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال