قرش دهب .. هل قصص الحب في حياة الأسماك تدفعها للاعتداء على الإنسان؟

تتكرر الحادثة مرة أخرى..  بعد ابتلاع سمكة قرش لسائح في الغردقة في مشهد مروّع، تهاجم سمكة قرش أخرى سيدة في مدينة دهب بجنوب شبه جزيرة سيناء وبالتحديد في شاطئ “اللاجونا”، وشُكِّلَت لجنة عاجلة لتقييم الموقف وتمشيط الشاطئ بعد توجيهات ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، وكان الحادث قد أسفر على بتر الذراع الأيسر للسيدة بالكامل بحسب “سكاي نيوز بالعربية” .. والقرش من نوع “التايجر” الذي سبق وهاجم سائح الغردقة قبل ثلاثة أشهر تقريبًا.

ويظل السؤال الحائر والذي تطرحه كل وسائل الإعلام، والمراكز البحثية المتخصصة، وهو أول سؤال يتبادر إلى الذهان حال وقوع حادثة طرفيها سمكة قرش وواحد من بني البشر : متى يهاجم القرش بني البشر؟ .. وفي تقرير بحثي نشره موقع “animalvivid” وكتبه الباحث في علم الحيوان “Dave Johnson” وكان البحث بعنوان : “هل لدى القرش مشاعر، أو حب، أو تشعر بالمودة؟ .. وسرد الباحث أكثر من وجه من أوجه استعراض سُبل البحث للإجابة عن سؤاله الرئيسي، حيث ناقش المشاعر بمختلفها.

يتسائل الباحث في مُفتتح تقريره ويقول : هل يتخيل أحدهم أن هذا الصندوق الكبير ذو القلب البارد –يقصد القرش- يشعر كما نشعر، ويحب كما نحب، ويبكي كما نبكي؟ .. هذا القاتل المتسلسل، المرعب، والشرس، الذي يصاب أحيانًا كثيرة بالخلل العقلي، والذي يملك أحيانًا رغبة الطفل في التجربة فيجرب القتل .. هذا المفترس الذي اشتهر في قصص هيوليود بأنه يفرق بين الأحبّة ويجعل الأم تبكي على ابنها، والمتزوجة الهانئة في بيتها أرملة .. من يصدق أن هذا الكائن يحمل في قلبه ذرة من مشاعر؟ .. ويعود الباحث ليسأل ويجيب عما يمكن أن يجول في عقلك بشأن مشاعر القرش !

هل القرش يشعر بالمودة؟

أسماك القرش تشعر بالمودة، بل أحيانًا ما يكون قلبها ومشاعرها هما المتحكمان الرئيسان في اتخاذ قرارتها، بما في ذلك أين يعيشون وماذا يأكلون، والقرش قادرة على إظهار عواطفها على الرغم من إنها لا تتمتع بقدرات عقلية عالية كالبشر أو بعض الحيوانات إلا إنها قادرة على رد العطف بالعطف والمودة بالمودة كرد فعل تلقائي ناجم عن مشاعرها بمصدر هذا العطف أو مبعث تلك المودة .. كما إن أسماك القرش ترد الجِميل لمن يبادرها العطف، ووّثِّق ذلك في عدة أبحاث عن نتائج لأكثر من تجربة لغواصين مهتمين بسلوك القرش وطباعه.

هل أسماك القرش تشعر بالقلق؟

أكثر من ذلك، “القرش” تشعر بالتوتر والضغط النفسي بل يصل بها الأمر لأن تشعر بالاكتئاب الحاد ..  وأثبتت دراسات أشرف عليها “برادشو” وهو باحث كبير في مجال الحيوان أن أسماك القرش مُعرضة بقدر كبير للصدمات النفسية، والكَرب، وضيق الصَدر، وغيرها من المشاعر السلبية ما يجعلها تلجأ للانعزال عن المجموعة والهروب بعيدة عن مسؤوليات السرب، وتبكي داخليًا ذلك لأنها أعضاؤها ليست مصممة للبكاء كبني البشر، ويمكنها أن تعرض حياتها للخطر بنطح رأسها في الجدار بسبب الحزن من سوء التغذية أو الأسر في مكان ضيق لا تستطيع الخروج منه، ولا يمكن لسمكة القرش أن تضحك مُطلقًا لتصميم فكيها ذلك لأن قدرتها العقلية لم تطور لدرجة أنها تشعر بالسعادة التي تفضي بها إلى الضحك، ولذلك يمكنها افتراس الإنسان في اللحظات التي تشعر فيها بالاكتئاب.

إقرأ أيضا

جداريات الحج المصرية: تقليد عمره قرون أوشك على الانقراض

هل سمكة القرش تشعر بالحب؟

تشعر سمكة القرش بالحب لكنه ليس كالحب البشري في معناه بالمودة والتقرب للحبيب، بل في عمليته الجنسية فقط فيسمى في علم سمك القرش “حب اليوم الواحد” ولا يسبقه لحظات من الملاطفة والمداعبة، وفشل سمكة القرش في إتمام تلك العملية يصيبها بنوع من الخلل الذاتي في شخصيتها ما يجعلها ليست متحكمة بشكل كبير في أفعالها ويمكنها في تلك اللحظة السير على عكس سلوكها المعتاد والمتعارف عليه ومن ضمن ذلك افتراسها للبشر!