تولى اللواء عبدالله محمد غبارة مسؤولية محافظة قنا 7 سنوات كاملة، وخلالها لم ينساه أهل قرية الأشراف القبلية في قنا وذلك بعدما اتخذ فيها العديد من القرارات عقب سلسلة من النجاحات قام بها خلال توليه مهام محافظة الإسماعيلية.

فاطمة زكي الحلواني رئيسة مجلس قروي

قبل أن يغادر عبدالله غبارة منصبه بعام واحد أصدر قرارًا يقضي بتعيين الآنسة فاطمة زكي الحلواني رئيسة لمجلس قرية الأشراف القبلية مركز قنا وبذلك تكون أول فتاة تشغل مثل هذا المنصب في محافظات الصعيد.

اقرأ أيضًا
تبغ المضغة .. المزاج المفضل للرجال والنساء في الصعيد منذ القدم

أثار قرار اللواء غبارة جدلاً في تلك القرية بسبب أن فاطمة هي أول فتاة تتولى رئاسة مجلس قرية في قنا، وبدأت ذوبعة حول ذلك القرار بسبب التقاليد التي تحكم قرية الأشراف القبلية في قنا، والتي تأبى أن تتولى امرأة منصبًا قياديًا أو عامًّا من شأنه أن تتحكم من خلاله في الرجال.

الصحفي فايز بقطر مراسل جريدة الأخبار في محافظة قنا كتب قائلاً «أهالي القرية لم يتقبلوا قرار عبدالله غبارة بارتياح، وعلى الجانب الآخر من الصورة تقف الفتاة التي أعدها القدر لخوض هذه التجربة الشاقة، وتقف بوجه مفعم بالأمل في النجاح وهي لا تتجاهل زوبعة الرجال ولكنها ترى أن هذا الاعتراض سيزول بفعل الزمن وتستشهد على ذلك بكل الزوابع التي أثارها الرجال في الماضي في كل مرة تخطو فيها المرأة خطوة جديدة نحو التطور، فقديمًا ثار الرجال عندما دخلت الفتاة الجامعة، وقبلها ثاروا عندما دخلت المدرسة لتتعلم، وماذا كانت النتيجة ؟ انتهت الزوابع وأثبتت المرأة قدرتها على تحمل المسئولية وأصبحت تشارك الرجل في كل مجالات الحياة».

من جهتها قالت فاطمة زكي الحلواني حينها أنها كرئيس لمجلس قرية في الصعيد تدرك تمامًا الصعوبات التي ستواجهها ولكنها تدرك أن العمل الجاد هو المحل الحقيقي لهذه التجربة، خاصةً وأن قدومها إلى محافظة قنا جاء بمحض اختيارها بعد تخرجها من كلية الآداب جامعة القاهرة سنة 1966 م، إذ لاحظت خلال الرحلات الجامعية التي شاركت فيها إلى قنا مدى التخلف الذي تعيش فيه المرأة، ومن هنا كان استعدادها لخوض هذه التجربة.

لم تستمر فاطمة زكي الحلواني في منصبها أكثر من عام، أما اللواء عبدالله غبارة فقد خلده قيادات محافظة الإسماعيلية بإطلاق اسمه على أحد قاعات اجتماعات المحافظة بصفته أول من تولاها وأحدث بها طفرةً كبيرة.

فاطمة زكي الحلواني ما بعد قرية الأشراف

تواصل معنا الأستاذ حسام السيد نجل السيدة فاطمة زكي الحلواني وأعطانا تفاصيل أخرى لوالدته في مرحلة عملها بقرية الأشراف القبلية والتي كان مناخ العمل فيها صعبًا عليها وقال عن ذلك في تصريح خاصٍ لموقع الميزان «لما تخرجت والدتي من كلية الآداب قسم الاجتماع عُيِّنَت في محافظة قنا قنا، وأحدث ذلك مشكلة كبيرة، فهي أصلاً قاهرية وآنسة وليس معها أحد من ذويها، لكنها أثبتت جدارة، ولما اعترض البعض في قرية الأشراف قالت لهم لو انتو فاكرين إني بنت ومتغربة فأنا فيا عرق صعيدي، وذلك لأن والدتها من محافظة سوهاج».

وقال حسام أن والدته عندما كانت تحكي عن عملها في قرية الأشراف تعلم منها ضرورة أن يكون على قد التحديات التي يوضع فيها بمقتضيات التحدي كاملةً.

إقرأ أيضا

هل اقتربت حرب غزة من النهاية؟

وتابع حسام تصريحه «بعد عملها في قرية الأشراف نُقِلَت إلى إدارة مؤسسة البنات في المنيا والمختصة بالبنات الأيتام والأحداث في قرية زهرة إحدى القرى التابعة لمركز المنيا وكان العمدة فيها هو الشيخ عليّ؛ ثم انتقلت إلى القاهرة وتعرفت على والدي الأستاذ محمود علي السيد مفتيش في هيئة البريد وتزوجا، ثم صارت رئيسة الوحدة الاجتماعية في حدائق القبة واستمرت بها حتى عام 1977م، ثم نُقِلَت إلى إدارة رمسيس للشئون الاجتماعية في قسم إدارة المجندين وأسرهم وهي الهيئة التي كانت تتولى إعطاء رواتب شهرية للمجندين، واستمرت بها فترة ثم نُقِلَت لإدارة شرق القاهرة للشئون الاجتماعية في العباسية واستمرت بها حتى سنة 1984م».

سافرت فاطمة زكي الحلواني كمرافقة لزوجها المُعَار إلى العمل في المملكة العربية السعودية وظلت بها حتى عام 1990م لتستأنف عملها بإدارة شرق القاهرة للشئون الاجتماعية، ثم صارت نائب مدير إدارة الشئون الاجتماعية في الزيتون عندما كان يتولاها سمير حسانين واستمرت في عملها 5 سنوات، ثم نُقِلَت لإدارة الشئون الاجتماعية في منطقة البساتين ثم صارت مديرة للإدارة بها وبعدها صارت مديرة إدارة المعادي للشئون الاجتماعية واستمرت في منصبها حتى يوم 26 نوفمبر 2003م، لتفارق الحياة في 29 مايو 2004م.

المراجع

• جريدة الأخبار ـ عدد 7 أغسطس عام 1967 م

• بوابة روز اليوسف – خبر عن قاعة عبدالله غبارة في 10 مارس 2020 م