قواعد الطلاق الـ ٤٥ .. “معرفتوش تعملوا مسلسل أوحش من كده؟”

في لقاء مع المذيعة انجي علي على محطة نجوم إف إم يوم الخميس ٢ ديسمبر ٢٠٢١ تحدث الممثل محمد كيلاني عن مشاركته في المسلسل الممصر الأنسة فرح وقال أنهم كانوا يستلمون الورق من السيناريست ومجموعته ويجلسون للعمل عليه حتى قبل التصوير بخمسة دقائق لأنه في الغالب لم يكن ممصرا بعناية وكانوا يضطروا لمراجعة ردود الأفعال وما يقال.

يبدو هذا حقيقيا وملهما جدا عندما تشاهد مسلسل قواعد الطلاق الـ٤٥، أنت أمام مسلسل قد تظنه مدبلجا لا ممصرا لأنه لا ينتمي بأي حال للمجتمع المصري، بيوت شديدة الفخامة لا يمتلكها ٩٩٪ من المصريين يسكنها ناس يعملون بوظائف لا توفر هذا المستوى إطلاقا – كان مضحكا للغاية لروائي مثلي أن تسكن أسرة في فيلا شديدة الفخامة لأن أمهم كاتبة تنشر كتبها وتحضر حفلات توقيع – .

حتى تعاملات الأطفال وانتقاد الطفلة لزي أمها – العادي – وكأنها في الطبيعي ترتدي “عباية سمرا” بل وحتى المكياج الكامل التي تضعها جميع البطلات في غرف النوم وفي النادي وعندي توصيل الأطفال للمدرسة صباحا كأنهن كائنات فضائيات لا ينتمين لأي مجتمع بالأساس.

الأصل في العمل

في كل عمل فني يسأل الصانع نفسه لماذا أصنع هذا العمل ثم كيف أصنعه، وفي الحقيقة في النسخة التي يشتريها المنتجون من الخارج ينتفي سؤال لماذا أصنع هذا العمل لأن الفورمات فرضت عليك لماذا تصنعه، ويبقى كيف تصنعه هو الأهم، كيف تحول العمل الفني الذي صنع للمجتمع الغربي لائقا للمجتمع المصري أو يشبهه حتى لا يشعر المشاهد بغربة، تماما كما فعل نادر جلال عند صناعة فيلم واحدة بواحدة الشهير بالفنكوش وتمصير فيلم Lover come Back

يمكنك قراءة المقال عبر هذا الرابط

فيلم واحدة بواحدة.. كيف تنسخ فيلم أمريكي حتى في الحوار وزوايا التصوير!

لكن أن تنقل الشخصيات بأبعادها النفسية الغربية وكذلك المواقف والمواجهات داخل أحداث المسلسل بنفس الأبعاد فأنت تترجم عملا لتتدبلجه لا لتمصره، أنت تصنع مسلسلا رديئا يليق بالمجهود القليل الذي بذلته الذي يجعلنا أمام أحد أسوأ المسلسلات المصرية في السنوات الخمس الأخيرة.

إقرأ أيضا

مسلسل محارب .. طبخة السبكي “البايتة الحمضانة”

مسلسل قواعد الطلاق الـ٤٥ الذي تلعب بطولته انجي المقدم في أحد أسوأ أدوارها على الإطلاق ومعها هيدي كرم وسالي شاهين التني نتمنى ألا تعاود تجربة التمثيل مرة أخرى والذي تتدعى الكاتبتان سارة مراد ودينا ماهر كتابته  وأخرجه مصطفى أبو سيف سيجعلك تشعر منذ اللحظة الأولى أن تشاهد عملا مزيفا، تمثيلا وكتابة وإخراجا.

عملا يشبه تلك المسلسلات الهندية الناطقة باللهجة السورية.